نتفلكس تسحب الوثائقي المثير للجدل عن أن جذور الأسنان تصيب بالسرطان

سحبت شبكة نتفلكس بهدوء الوثائقي المثير للجدل Root Cause، الذي يقول إن جذور الأسنان تصيب بالسرطان، وحذفته الشبكة من منصة البث التابعة لها، كما حذفت كلَّ أثرٍ له من موقعها.

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/28 الساعة 11:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/28 الساعة 11:38 بتوقيت غرينتش

سحبت شبكة نتفلكس بهدوء الوثائقي المثير للجدل Root Cause، الذي يقول إن جذور الأسنان تصيب بالسرطان، وحذفته الشبكة من منصة البث التابعة لها، كما حذفت كلَّ أثرٍ له من موقعها.

الفيلم يزعم أن القنوات الجذرية تُسبِّب السرطان

يزعم الفيلم، الذي أخرجه صانع الأفلام الأسترالي فرايزر بايلي، أنَّ القنوات الجذرية تُسبِّب السرطان، ومرض القلب، وغيرها من الأمراض المزمنة الخطيرة، وأنَّ أفضل طريقة للتعامل مع السِنِّ المُصابة أو المجروحة هي ببساطة خلعها.

لكنَّ هذه الادعاءات لا أساس علمياً لها وفق العلماء الذين اعترضوا عليه، وسرعان ما واجهت معارضةً من الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، والجمعية الأمريكية لأطباء لُبِّ الأسنان، والجمعية الأمريكية لأبحاث طب الأسنان.

لكن أطباء اتَّهموا الفيلم بالتضليل

وفي رسالة مؤرَّخة بتاريخ 29 يناير/كانون الثاني 2019، كتبت الجمعيات الثلاث، أنَّ مواصلة بث الفيلم بالمنصة يمكن أن يضر بجمهور المُشاهِدين، من خلال نشر معلومات مضلِّلة عن العلاجات الطبية الآمنة مثل القنوات الجذرية.

أرسلت تلك الجمعيات كذلك خطاباتٍ مماثلة إلى منصات Apple وAmazon وVimeo، التي بثَّت الفيلم أيضاً. وبحلول تاريخ نشر هذا المقال، كان الفيلم لا يزال متاحاً للشراء والبث على هذه المواقع الثلاثة.

وقال جيفري كول، رئيس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان: "يحتوي الفيلم معلومات مضللة خطيرة غير مُدعَّمة بأدلة علمية، يمكن أن تتسبَّب في خوفٍ غير مُبرَّر بين المشاهدين". وأشادت جينيفر غيبس، مديرة قسم لُب الأسنان بكلية طب الأسنان بجامعة هارفارد، بـ "القرار الحكيم والمسؤول" من نتفليكس، مُنوِّهةً إلى جمهورها الكبير.

لماذا حذفته نتفلكس في سرية؟

أشاد خبراء صحة الأسنان بقرار إزالة الفيلم، الذي نشر يوم 1 يناير/كانون الثاني 2019، من نتفلكس، التي لديها نحو 58 مليون مشترك في الولايات المتحدة وحدها.

ولم تردّ الشركة على طلبٍ للتعليق على المسألة، لكنَّ إليانور باترسون، أستاذة الدراسات الإعلامية المساعدة بجامعة أوبورن، قالت إنَّه يُستبعَد أن تكون الانتقادات التي خرجت من المجتمع الطبي قد لعبت دوراً كبيراً.

وأضافت أنَّ نتفليكس في المقابل ربما تحمي سُمعتها المتنامية في إنتاج الأفلام الوثائقية عالية الجودة. وقد فازت أفلام وثائقية مثل Making a Murder وThe White Helmets وIcarus وPeriod. End of Sentece بجوائز أوسكار.

يقول بورتر بيب، خبير الإعلام والمدير الشريك في شركة MediaTech Capital Partners LLC، إنَّ كل تلك الجوائز تجلب سُمعة ومكانة. وقد يتسبَّب فيلم يتعرَّض للانتقادات عالمياً مثل Root Cause في ضررٍ كبير لسُمعة نتفلكس، ليس فقط بين المشاهدين، لكن كذلك بين المواهب الرفيعة التي كانت تهاجر ببطء باتجاه شركة الإنتاج التابعة للشبكة.

وأضاف بيب: "قد لا تتحمَّل نتفلكس العودة خطوة إلى الخلف، ورؤية الأوسمة والشهرة التي حققتها أفلامها تختفي، أو المخاطرة بفقدان المواهب عالية الجودة، التي انجذبت إلى نتفلكس في السنوات الماضية"، وفق ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.

وأشار خبراء الإعلام كذلك إلى أنَّ عدم خروج نتفلكس ببيان أو توضيح بشأن القرار يأتي متسقاً مع سرية معلوماتهم بشأن تقييمات المشاهدة.

وقالت ميراندا بانكس، أستاذة السينما والإعلام المساعدة بكلية إيمرسون الأمريكية: "بعكس البث، أو خدمات القنوات التلفزيونية المدفوعة، أو شباك الإيرادات، أو مبيعات التجزئة، يمكن للمنصات الإعلامية الرقمية مثل نتفلكس جعل تلك القرارات سرية، وهذا يجعل الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، وصُنَّاع الأفلام، والجمهور يُخمِّنون بشأن دوافعهم، لكنَّ الدافع دائماً تقريباً يكون هو المال".

تحميل المزيد