ثمة أمر يثير التساؤلات حول كيفية اكتشاف البشر للحليب الحيواني، في الوقت الذي ازداد الحديث عن ضرورة العودة مرة أخرى للبروتين الحيواني على حساب ذلك النباتي، الذي انتشر في الفترة الأخيرة.
هيئة الإذاعة البريطانية BBC قالت في تقرير إن منافسين للحليب الحيواني ظهروا في الوقت الحالي؛ فثمَّة بدائل "للحليب" مُنتجةٌ من النباتات مثل فول الصويا أو اللوز، والتي تحظى بشعبيةٍ متزايدة. عادةً ما تكون تلك البدائل مناسبة للأشخاص النباتيين، وكذلك يُمكن أن تُناسب الأشخاص ممَّن يُعانون حساسية الحليب، أو هؤلاء الذين لا يُحبِّذون تناوله لأسبابٍ خاصة.
لكنَّ ظهور منتجات الألبان البديلة ليس سوى أحدث تطور في قصة علاقة البشر مع الحليب الحيواني، إذ تعود هذه العلاقة إلى آلاف السنين، وشهدت تقلبات عدَّة.
ما هو الحليب وكيف تمت معرفته؟
حين نُمعن التفكير في الأمر، نجد أنَّ الحليب هو مشروبٌ غريب، سائلٌ، يُنتجه البقر أو حيوانٌ آخر لإطعام صغاره، ونحصل عليه عن طريق حلب ضرع البقرة أو الحيوان.
لم يُسمع تقريباً بتناول حليب الأبقار في حضاراتٍ عدَّة. وبالعودة إلى عام 2000، دشنت الصين حملةً وطنية تهدف إلى تشجيع الناس على استهلاك المزيد من الحليب ومنتجات الألبان لأغراضٍ صحية، وهي حملةٌ كان عليها أن تتغلَّب على الشكوك البالغة لدى الكثير من الصينيين المُسنين. غير أنَّ الأجبان، وهي تُعتبر في الأساس حليبٌ، يظل بإمكانها جعل العديد من الصينيين يشعرون بالإعياء، بحسب الهيئة البريطانية.
يُعد تناول الحليب الحيواني عادة جديدة نسبياً إذا ما قورنت بتاريخ الجنس البشري الذي يصل إلى 300 ألف سنة. فقبل قُرابة 10 آلاف سنةٍ أو نحو ذلك، كان البشر بالكاد يتناولون الحليب، ثمَّ أصبحوا يتناولونه في مناسباتٍ نادرة فحسب. كان المزارعون الأوائل والرعاة في أوروبا الغربية هم أول من شَرِب الحليب بشكلٍ اعتيادي، إذ كانوا من أوائل البشر الذين تعايشوا مع الحيوانات الأليفة بما فيها الأبقار. فيما أصبح في وقتنا الحالي شرب الحليب البقري أمراً شائعاً في أوروبا وأمريكا الشمالية، والعديد من المناطق الأخرى.
غذاء الرضَّع
ثمَّة سبب بيولوجي يُفسر كون شرب الحليب الحيواني يُعد أمراً غريباً.
فالحليب يحتوي على نوع من السكر يُعرف بـ "اللاكتوز"، ويختلف عن السكريات الموجودة في الفواكه وغيرها من الأطعمة الحلوة. وفي فترة الرضاعة تُفرز أجسامنا إنزيماً خاصاً يُطلق عليه "اللاكتيز"، الذي يُسهِّل بدوره هضم اللاكتوز الموجود في حليب الأم.
ولكن بعد الفطام وفي مرحلة الطفولة المُبكرة، يتوقَّف إفراز هذا الإنزيم عند الكثيرين. وبافتقار إنزيم اللاكتيز لا يعد بمقدور جسم الإنسان هضم اللاكتوز الموجود في الحليب جيداً. وينتج عن ذلك احتمالية أن يُعاني الشخص البالغ من انتفاخات البطن، والتشنجات المؤلمة، وحتى الإسهال عند شربه كمية كبيرة من الحليب. تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر لا يحدث مع الثدييات الأخرى، إذ إنَّ أجسام الأبقار البالغة لا تُفرز إنزيم اللاكتيز، وبالمثل القطط والكلاب، على سبيل المثال.
ورُبما لهذا السبب كان الأوربييون الأوائل ممَّن يشربون حليب الأبقار يُعانون من فرط تجمع الغازات، لكنَّ عملية التطور كان لها بالغ الأثر؛ إذ بدأت أجسام بعض الناس تحتفظ بقدرتها على إبقاء إنزيم اللاكتير نشطاً حتى مرحلة البلوغ. ومكَّنتهم "استمرارية اللاكتيز" من شرب الحليب دون المعاناة من أعراضٍ جانبية. وحدث هذا نتيجة طفرات جينية في جزءٍ من الحمض النووي المُتحكم في نشاط جين اللاكتيز.
في هذا الصدد، تقول لورا سيغوريل، الأستاذ المساعد في متحف الإنسان في باريس، والتي شاركت في إعداد تقرير نُشرَ في عام 2017 يتناول التفسير العلمي لاستمرار إفراز جسم الإنسان لللاكتيز: "شهدنا للمرة الأولى ثبات واستمرار جين اللاكتيز في أوروبا قبل قُرابة 5 آلاف سنة، في أوروبا الجنوبية بالتحديد، ثمَّ بدأ الجين ينتشر في أوروبا الوسطى منذ قُرابة 3 آلاف سنة".
كانت ميزة استمرارية اللاكتيز من أكثر السمات التي خضعت للتطور، بحيث أصبحت أمراً شائعاً للغاية في بعض المجتمعات. ومثال على ذلك، ثمة ما يفوق 90% من سكان أوروبا الشمالية يتمتعون بالقدرة على الإبقاء على إنزيم اللاكتيز نشطاً، وينطبق الشيء نفسه على عدد قليل من السكان في إفريقيا والشرق الأوسط.
قصة إنزيم اللاكتوز
غير أنَّ هناك العديد من المجتمعات السكانية التي يندر فيها مقدرة أجسامهم على الاحتفاظ بنشاط إنزيم اللاكتوز؛ فالكثير من الأفارقة يفتقرون لتلك السمة، فضلاً عن كونها غير شائعة في آسيا وأمريكا الجنوبية.
تُقِر لورا أنَّه من العصي فهم هذا الأمر، لأننا لا نُدرك بشكلٍ دقيق لماذا اعتُبر شرب الحليب، وبالتالي احتفاظ الجسم باللاكتيز، عادة نافعة، مُضيفةً: "لِمَ اعتُبر هذا شيئاً مفيداً ونافعاً في حد ذاته؟".
الجواب الواضح هو أنَّ شرب الحليب أتاح للناس مصدر غذاء جديداً، ما قلَّل بدوره من خطر التعرض للمجاعات. ولكن إن أمعنا التفكير، قد لا يبدو هذا اعتقاداً صحيحاً.
إذ تقول لور: "ثمَّة الكثير من المصادر المختلفة للغذاء، لذا من الغريب أن يحظى مصدر واحد منها بكل تلك الأهمية، بخلاف أصناف الغذاء الأخرى"، بحسب بي بي سي؟
جديرٌ بالذكر أنَّ الأشخاص الذين يعانون من عدم ثبات واستمرار نشاط إنزيم اللاكتيز يظل بمقدورهم تناول كمية مناسبة من اللاكتوز من دون أي آثار جانبية، إذ لا بأس بشرب كمية صغيرة من الحليب. ويوجد كذلك خيارٌ آخر يتمثَّل في تحويل الحليب إلى زبدة، أو زبادي، أو كريمة، أو أجبان، إذ إنَّ كل تلك المُشتقات تحتوي على كمية أقل من اللاكتوز. إلى جانب كون الأجبان الصلبة مثل جبن الشيدر، وبالمثل الزبدة، تحتوي على 10% فقط من نسبة اللاكتوز الموجودة في الحليب. وتقول لوري: "تحتوي الكريمة الثقيلة (القشدة) والزبدة على أقل نسبة لاكتوز".
وهكذا يبدو أنَّ البشر اتَّجهوا لإنتاج أنواع الأجبان سريعاً. ففي سبتمبر/أيلول من العام الماضي 2018، أفادَ علماء آثار أنَّهم عثروا على بقايا فخارية في البلد المعروف الآن بجمهورية كرواتيا. كانت تلك البقايا تحمل أحماضاً دهنية، وهو ما يشير إلى كون الأواني الفخارية استُخدِمت لفصل الخثارة عن مصل اللبن؛ وهي خُطوة أساسية في صنع الجبن. جرى التشكيك في تفسير هذا الأمر، ولكن في حال كان صحيحاً، فهذا يعني أنَّ سكان جنوب إفريقيا كانوا يصنعون الأجبان قبل 7200 سنة. يُذكر أنَّه عُثِرَ على أدلة مُشابهة من عصورٍ أحدث قليلاً، قبل أكثر من 6 آلاف سنة، في مناطق أخرى في أوروبا. كان هذا قبل أن يشيع استمرار وثبات إنزيم اللاكتيز بين الأوروبيين بفترةٍ طويلة.
ومن هذا يتَّضح أنَّ ثمة فرقاً واضحاً في تطور مجموعات سكانية بعينها بحيث يُمكنها الاحتفاظ بمستويات عالية من إنزيم اللاكتيز النشط وغيرهم ممَّن لم يتمكنوا من ذلك، حسبما تقول دالاس سوالو، أستاذة علم الوراثة في كلية لندن الجامعية. ومن يتمتَّع بتلك السمة هم الرُّعاة المهتمون بتربية المواشي، فيما لم يحظ الصيادون الرحالة بذلك التحول الجيني، إلى جانب "بُستانيِّ الغابات" الذين اختصوا بزراعة النباتات وليس تربية المواشي.
يبدو بديهياً أنَّ الناس الذين لم يتسنَّ لهم الحصول على الحليب الحيواني لم يخضغوا لضغوطٍ تطورية ينتج عنها التكيف مع شرب الحليب.
ولعل السؤال هنا هو: لماذا اكتسب بعض رُعاة المواشي هذه السمة دون غيرهم؟
تُشير لورا إلى أنَّ قبائل الرعاة في شرق آسيا، كما هو الحال في منغوليا، ممَّن يملكون بعضاً من المعدلات الأدنى لاحتفاظ الجسم باللاكتيز برغم اعتمادهم الكبير على الحليب المُستخلص من المواشي كمصدر غذاء، كانت تلك الطفرات شائعة الحدوث في التجمعات السكانية المُجاورة في أوروبا وغرب آسيا، لذا، كان من الممكن أن ينتقلوا إلى تلك الجماعات في شرق آسيا لينشروا هذا التغيير الجيني، لكنَّهم لم يفعلوا. تصف لورا الأمر قائلةً: "هذا هو اللغز الكبير".
فوائد الحليب
تعتقد لورا أنَّ شرب الحليب رُبما تكون له منافع أخرى إلى جانب قيمته الغذائية؛ فالأشخاص الذين يرعون المواشي مُعرَّضون للإصابة بالأمراض التي تصيبها، والتي يُمكن أن تتضمَّن الجمرة الخبيثة، وداء خفيات الأبواغ المعروف باسم "كريبتوسبوريديوس cryptosporidiosis"، وهو مرضٌ طفيلي يُسبب الإسهال، وتزداد حدِّة أعراضه في بعض الحالات. ولربما كان يسبب شرب حليب الأبقار إفراز أجسام مضادة لبعض حالات العدوى هذه. بل يُعتقد حتى أنَّ التأثير الوقائي للحليب يُمثِّل إحدى فوائد الرضاعة الطبيعية للأطفال.
ولكنَّ قد يُعزى جزء من سبب الاختفاء الغامض لإنزيم اللاكتيز إلى الصدفة البحتة؛ أي باحتمالية أن يكتسب أي شخص في جماعة الرعاة التحول الجيني المُناسب. وحتى وقتٍ قريب نسبياً، كان يوجد عدد أقل بكثيرٍ من البشر على وجه الأرض وكانت المجموعات السكانية المحلية أصغر عدداً، لذا فمحتملٌ أن يفوت البعض هذا التحول الجيني، بحسب بي بي سي.
تقول دالاس: "أرى أنَّ الجزء الأكثر تماسكاً من الصورة هو أنَّ هناك علاقة بين أسلوب الحياة مع رعي المواشي. ولكن ينبغي أن يحدث التغيير الجيني أولاً" حينها فقط تأتي مهمة عملية الانتخاب الطبيعي.
وبالنظر إلى الرعاة المنغوليين، تُشير دالاس إلى أنَّهم عادةً ما يشربون الحليب الخاثر، الذي يحتوي بدوره على مستوى منخفض من اللاكتوز. ويُمكن القول إنَّ السهولة التي يمكن من خلالها تحويل الحليب ليصبح أكثر قابلية لتناوله يجعل ارتفاع القدرة على الاحتفاظ باللاكتيز أمراً أكثر غموضاً. وحسبما تقول كاثرين ووكر، طالبة الدكتوراة التي تخضع لإشراف دالاس: "لأنَّه لطالما كان البشر جيدين في التكيف ثقافياً مع تجهيز الألبان وتخثيرها، لذا أعاني في محاولة فهم أسباب تكيفنا مع هذا التغير جينياً".
لربما كانت توجد عوامل عدَّة تُعزز القدرة على الاحتفاظ باللاكتيز واستمراره، وليس سبباً واحداً فقط. وتشك دالاس في أن السر رُبما يكمن في فوائد الحليب المُتمثلة في كونه غنياً بالدهون، والبروتين، والسكر، والمُغذيات مثل الكالسيوم وفيتامين (د).
إلى جانب كون الحليب يُعتبر مصدراً لمياه الشرب الصالحة. تبعاً للمكان الذي يقطن فيه الإنسان، فربما يكون قد تطوَّر ليتقبَّل هذا الأمر لسبب أو لآخر.
تقول دالاس إنَّه من غير الواضح بعد ما إذا كانت طفرة والاحتفاظ بإنزيم اللاكتيز ما زالت تحدث. إذ شاركت في عام 2018 في إعداد دارسةٍ تشمل مجموعة من رعاة المواشي في منطقة كوكيمبو في تشيلي، الذين اكتسبوا تلك الطفرة حين اختلط أسلافهم بالأوروبيين الوافدين حديثاً قبل 500 سنة. ولا تزال تلك السمة تنتشر بين السكان، ولا تزال خاضعة لعملية التطور، مثلما كان الحال في شمال أوروبا قبل 5 آلاف سنة.
لكنَّ هذه تعتبر حالةٌ خاصة، لأنَّ شعب الكوكيمبو يعتمدون على الحليب بدرجة كبيرة. لكن الصورة مُختلفة تماماً على الصعيد العالمي. تقول دالاس: "كنت سأفكر في أنَّ الأمور استقرت، عدا في البلدان التي تعتمد على الحليب وتُعاني من نقص الغذاء. ولكن في الغرب، حيث يوجد مثل تلك الحميات الغذائية المتنوعة، فمن غير المحتمل وجود ضغوط الاختيار تلك هناك".
هل تراجع الحليب؟
الشيء الأكيد هو أن الأخبار على مدى السنوات القليلة الماضية تُشير إلى ما هو عكس ذلك: تراجُع الناس عن شرب الحليب. ففي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، نشرت صحيفة The Guardian البريطانية مقالاً بعنوان "كيف انتهى حبنا للحليب؟"، واصفةً بروز الشركات التي تُصنع حليب الشوفان والجوز، وتشير إلى أنَّ الحليب الحيواني التقليدي يواجه تحدياً كبيراً.
لكن الإحصاءات تروي قصةً مختلفة. فوفقاً لتقارير صدرت في العام الماضي 2018 عن شبكة IFCN لأبحاث الألبان، ارتفع الإنتاج العالمي للحليب كل عامٍ منذ 1998 استجابةً للطلب المتزايد عليه. وفي عام 2017، أُنتجَ 864 مليون طن من الحليب على النطاق العالمي. لا يُظهر هذا أي إشارة على التباطؤ؛ إذ تتوقع IFCN ارتفاع الطلب على الحليب بنسبة 35% بحلول عام 2023 ليصل إلى 1.168 مليون طن.
لكنَّ هذه الإحصائيات تُخفي بعض التوجهات المحلية. إذ خلصت دراسة عن استهلاك الغذاء أُجريت في عام 2010، إلى أنَّ مُعدل استهلاك الحليب في الولايات المتحدة انخفض خلال العقود الماضية، ولكن جاء ذلك الانخفاض بسبب استبداله بالمشروبات الغازية، وليس حليب اللوز. وازَنَ هذا الانخفاض تزايد الطلب في البلدان النامية، وبالأخص في آسيا، وهو ما ذكرته IFCN كذلك. وفي غضون ذلك، خلصت دراسة أُجريت عام 2015 تناولت عادات تناول المشروبات لدى الأشخاص في 187 دولة، إلى أنَّه يشيع شرب الحليب لدى كبار السن مقارنةً بالشباب، رغم أنَّ هذا لا يشمل استهلاك الشباب لمنتجات الألبان مثل الزبادي.
ولكن، يبدو أنَّه من غير المرجح أن تؤثر أنواع الحليب البديلة على حاجة الناس المتزايدة للحليب الطبيعي، على مدى العقد المقبل على الأقل.
تُضيف كاثرين أنَّ الحليب البديل "لا يحل محل" حليب الأبقار أو الحيوانات. فعلى وجه الخصوص لا تحتوى تلك البدائل على نفس المُغذيات. وتقول كذلك إنَّها رُبما تكون أكثر فائدة للأشخاص النباتيين، وأولئك الذين يُعانون حساسية الحليب، والتي يُسببها بروتين الحليب وليس اللاكتوز.
من المثير للانتباه بصفةٍ خاصة كثرة تزايد الطلب على الحليب في آسيا، حيث لا يحتفظ غالبية السكان بإنزيم اللاكتيز، وأياً كانت المنافع التي يراها الناس في الحليب، فهي قطعاً تفوق مشكلات الهضم المُحتملة أو الحاجة إلى عمليات تجهيز الحليب.
وفي الواقع، حثَّت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة سكان البلدان النامية على تربية المزيد من الحيوانات غير الاعتيادية والمُنتجة للألبان، مثل اللاما، ليتسنَّى لهم جني فوائد الحليب في حال لم يكن حليب الأبقار متوفراً أو غلا ثمنه.
وبالإضافة إلى ذلك، وصفت دراسة مهمة نُشرت في يناير/كانون الثاني الماضي "حمية غذائية صحية صديقة للبيئة"، وتهدف إلى تحسين الصحة والحد من التأثير الضار على البيئة. وفي حين كونها تقتضي الحد من كمية اللحوم الحمراء والمنتجات الحيوانية الأخرى، فهي مع ذلك تتضمَّن تناول ما يُعادل كوباً واحداً من الحليب يومياً.
يبدو أنَّ الحليب لم يفقد أهميته، ولا يزل يتناوله الناس، حتى لو كانت أجسامنا توقفت على الأغلب عن التطور استجابةً لتأثيره.