ليس للأمر علاقة بحقوق العمل وإنما بالإنتاجية! يجب أن يحصل الجميع على استراحة غداءٍ مدتها 75 دقيقة

تقول مجموعةٌ من علماء النفس، إن طلبة المدارس يجب أن يحصلوا على فسحةٍ يوميةٍ لا تقل مدتها عن 75 دقيقةً. لكن ماذا عن البالغين؟

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/27 الساعة 08:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/04 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
Delegates Networking During Coffee Break At Conference

تقول مجموعةٌ من علماء النفس، إن طلبة المدارس يجب أن يحصلوا على استراحة يوميةٍ لا تقل مدتها عن 75 دقيقةً.

وفقاً لتقرير مجموعةٍ برلمانيةٍ في بريطانيا من كل الأحزاب حول الطفولة الصحيّة والمثالية، فإنّ معظم المدارس قد خفَّضت من وقت الفسحة واستراحة الغداء، وهو ما يؤثر سلباً على تركيز التلاميذ، وصحتهم، ومهاراتهم الاجتماعية.

يضعنا هذا أمام سؤال: إذا ما كان الأطفال يحتاجون لاستراحةٍ مدتها أكثر من ساعةٍ كل يومٍ، فماذا عنا نحن البالغين؟

يبدو أنّ مقدار وقت الاستراحة التي يأخذها الناس في منتصف يوم العمل ينخفض. وإذا كنّا نأخذ بعض الوقت للاستراحة فهي استراحة غداءٍ لا أكثر. وعادةً ما نقضيها في تناول شطيرةٍ في مكاتبنا، للتعويض عما تأخر من عمل.

في أحسن الحالات نحصل على "غداء عملٍ"، وهو مزيجٌ بغيضٌ من اجتماعات العمل، واستراحة الغداء.

مزيج استراحة الغداء والاجتماعات يؤثر على العمل
مزيج استراحة الغداء والاجتماعات يؤثر على العمل

عدم أخذ استراحة خطأ فادح!

غير أنّ الأبحاث تُظهر أنّ عدم أخذ استراحةٍ أثناء اليوم هو خطأٌ فادحٌ. يميل الناس الذين يحصلون على استراحاتٍ لائقةٍ لأن يكونوا أكثر إنتاجيةً، وأقل توتراً، وأقلَّ عرضةً للإرهاق، وينامون بشكلٍ أفضل.

فائدةٌ أخرى بالغةٌ في أخذ الاستراحة هي أنها تمنح الموظفين الفرصة لبناء شبكةٍ اجتماعيةٍ غير رسميةٍ.

وجدت إحدى الدراسات أنّ موظفي أحد البنوك الذين كانوا يأخذون استراحاتٍ معاً كانوا يميلون لأن يكونوا أكثر إنتاجيةً. وحتى القدر اليسير من الوقت المأخوذ للاستراحة قد يكون مفيداً لنا. وفي تحقيقٍ أُجري على أشخاصٍ يعملون على أجهزة الكمبيوتر، وُجد أن أخذ استراحةٍ لبضع دقائق كل 30 أو 40 دقيقةً كان كفيلاً بتقليل الضغط والألم في رقابهم وأكتافهم بشكلٍ كبيرٍ.

نحن لسنا منتجين لثماني ساعاتٍ يومياً. وجدت دراسةٌ تحليليةٌ حديثةٌ لنحو مليونين من مستخدمي برامج إدارة المهام أن الناس يميلون لأن يكونوا منتجين في بداية الصباح، وتصل إنتاجيتهم ذروتها عند الحادية عشرة صباحاً. كما لاحظت الدراسة أن الإنتاجية انخفضت بحدةٍ بعد الساعة الرابعة مساءً.

تعتبر الاستراحات جزءاً حيوياً من يوم العمل المُنتج، لذا ربما نتأسَّى بالمدارس ونحرص على أن ننال قسطاً مناسباً من الراحة، لكن الأهم هو أن تكون تلك الاستراحات حقيقيةً.

بمعنى: أن نتحدث إلى زميلٍ، أو أن نقوم بعمل شيءٍ يساعد على الاسترخاء، كأخذ قيلولةٍ مثلاً. أما إذا لم نفعل، فمن الأرجح أن ينتهي بنا المطاف نختلس استراحاتٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لن يساعدنا أبداً على الاسترخاء وتجديد الطاقة.

تحميل المزيد