"هل يجب على الزوج إذا أراد أن يتزوج، أن يخبر زوجته أو يشاورها أم أن هذا لا يجوز له؟"، كان هذا باختصارٍ هو السؤال الذي طرحه أحد المتصلين عن فتوى عدم الإخبار بالزوجة الثانية على برنامج فتاوى بالقناة السعودية الأولى.
الجواب جاء على لسان عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، مفتياً بعدم وجوب إخبار الزوجة بالزواج بثانية.
لكنه في الوقت نفسه حذر من الجحود في معاملة الزوجة الأولى بسبب الزوجة الثانية، وقد وصَّى الأزواج المعدِّدين بـ "مكارم الأخلاق وحسن العِشرة، واللطف والوفاء مع زوجاتهم".
وسوَّغ "المطلق" تلك الفتوى بأن بعض الزوجات قد "تفقد عقلها واتزانها وسيطرتها على الأمور، إذا أخبرها الزوج بالزواج بثانية، وقد تغادر البيت وتترك الأبناء عند أبيهم".
ولكنه في الوقت نفسه، نصح الزوج في حال كانت زوجته من النساء اللواتي إذا أُخبِرن بذلك فإنهن سيساعدن ويعطين مشورتهن -"وهن قليلات" بحسب قوله- بأنه حينها من المفروض أن يخبرها، لأنها صديق طيب.
ولطالما أثارت السعودية الجدل في الفتاوى التي تصدرها، آخرها كان تلك التي لها علاقة بمادة الفلسفة حيث
أعلن وزير التعليم السعودي د. أحمد العيسى عن نية الحكومة تدريس الفلسفة في السعودية من خلال "إدخال مبادئ الفلسفة في (مناهج) المرحلة الثانوية"، لتنهي المملكة قطيعةً قديمةً مع العلم الذي اعتبره أحد أبرز أعضاء هيئة كبار العلماء في البلاد "منكراً، لا يجوز الخوض فيه".
د. العيسى قال خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لتقويم التعليم "تطوير" الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، إن وزارته تعمل على تطوير مناهج المرحلة الثانوية التي "سيعلن عنها خلال أيام، حيث لدينا مقرر جديد للتفكير الناقد، وهو محاولة إدخال مبادئ الفلسفة في المرحلة الثانوية، بالإضافة إلى مقرر في مبادئ القانون سينطلق قريباً".
تدريس الفلسفة في السعودية بعد عقوٍ من القطيعة
ويأتي قرار إضافة تدريس الفلسفة في السعودية وإضافتها إلى المناهج الدراسية، لينهي عقوداً من القطيعة مع العلم الذي أسسه الفيلسوف والحكيم اليوناني سقراط قبل أكثر من 400 عام من الميلاد.
وكان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ الراحل محمد بن صالح العثيمين، اعتبر أن جزءاً من علم الفلسفة "يتعمق فيه أصحابه حتى يؤول بهم إلى تحكيم العقل، ورد ما جاء في الكتاب والسنة. والفلسفة على هذا الوجه منكرة، لا يجوز الخوض فيها ولا الدخول فيها".
أما علماء ما يُعرف بـ "الصحوة الإسلامية" في ثمانينيات القرن الماضي، فاعتمدوا بدورهم على فتاوى قديمة للإمام الشافعي وأبو حامد الغزالي تحذّر من دراسة الفلسفة والخوض فيها.
ورغم وجود أكثر من 30 جامعة في السعودية، فإن أياً منها لا يدرّس فرع الفلسفة في كليّات العلوم الإنسانية، تماشياً مع توجه المؤسسة الدينية.
علماء السعودية يكفّرون ابن سينا والفارابي
وقبل السماح بتدريس الفلسفة في السعودية، كان لعلماء المملكة موقفٌ متشدد مع الفلاسفة المسلمين، إذ يرى الشيخ صالح الفوزان "كفر من يُثني على ابن سينا إن كان عالماً بحاله وكفرياته، لأنه يكون مقرًّا له على ذلك، فيكون حكمه مثل حكم ابن سينا".
ويأخذ علماء السعودية على العالم والفيلسوف ابن سينا المعروف بـ "الشيخ الرئيس"، قوله بقدم العالم، ونفيه المعاد الجسماني، مقابل قبوله بالمعاد النفساني.
أما الشيخ عبد المحسن الزامل، فكفّر أيضاً ابن سينا، وأبو نصر محمد الفارابي الذي لُقَّب بـ "المعلم الثاني" نسبة للفيلسوف اليوناني أرسطو المعروف بـ "المعلم الأول".
ويأخذ شيوخ السعودية على الفارابي قوله باستحالة المعاد الجسماني، وزعمه أن الفيلسوف أكمل من النبي، إلى جانب ادعائه بأن ما يترتب على الدعاء هو من تأثير المخلوقات.