رحبت قمة سوتشي حول سوريا ، بانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية. جاء ذلك في البيان الختامي للقمة التي جرت في مدينة سوتشي الروسية، بمشاركة زعماء تركيا وروسيا وإيران.
وأشار البيان، الخميس 14 فبراير/شباط 2019، إلى اتفاق الزعماء على تنسيق الجهود لإحلال الأمن والاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا. وأضاف أن سحب الولايات المتحدة الأمريكية قواتها من سوريا، سيعزز الأمن والاستقرار في هذا البلد.
وذكر البيان أن زعماء تركيا وروسيا وإيران بحثوا خلال قمتهم مستجدات الأوضاع في سوريا، إلى جانب التطورات التي شهدتها منذ قمة طهران التي انعقدت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وشدّد الزعماء على تعزيز التنسيق الثلاثي والتأكيد على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة عدم انتهاك أحد لهذه المبادئ.
أَملُ التوصّل لحلّ للأزمة السورية بات قريب المنال
اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الأمل بالتوصّل إلى حل للأزمة السورية بات "قريب المنال أكثر من أي وقت مضى".
وأكد الرئيس التركي خلال قمة سوتشي حول سوريا أن بلاده التي تحارب الإرهاب منذ 34 عاماً، وفقدت عشرات الآلاف من مواطنيها ضحايا إرهاب منظمة "بي كا كا"، تشعر جيداً بآلام أشقائها الإيرانيين.
وأضاف: "لا نرغب برؤية مأساة إنسانية جديدة في سوريا". وشدد على أن تركيا "بذلت جهوداً استثنائية من أجل المحافظة على الهدوء في إدلب (شمالي سوريا) رغم محاولة بعض الدول زعزعة الوضع فيها"، دون تفاصيل أخرى حول الجزئية الأخيرة.
واعتبر أردوغان، أن "الأمل بالتوصّل إلى حل للأزمة السورية لم يكن قريب المنال مثلما هو عليه اليوم". ولفت إلى أن كلاً من تركيا وروسيا وإيران قطعت "مسافة مهمة في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية".
وتابع: "سنواصل الالتزام بما يقع على عاتقنا في إطار تفاهم إدلب، ونقلنا لنظرائنا الروس والإيرانيين توقعاتنا بالتزام النظام السوري بوقف إطلاق النار بالمنطقة، والحفاظ على وضع خفض التوتر فيها".
وفي سياق متصل، قال أردوغان: "أجرينا مشاورات حول الخطوات اللازمة لإنهاء الاشتباكات في سوريا". وأردف: "لن نسمح بإنشاء حزام إرهابي على حدودنا الجنوبية".
وأكد أردوغان خلال قمة سوتشي حول سوريا عزم تركيا وإيران وروسيا على "التحرك المشترك حيال التطورات الاستفزازية في المنطقة".
كما لفت أردوغان، إلى الأهمية المحورية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا، "في حال تطبيقه". وتابع "يجب أن لا يتسبب الانسحاب الأمريكي (المرتقب) من سوريا في حدوث فراغ أمني".
صياغة الدستور في سوريا "باتت وشيكة جداً".
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن التوقيع على صياغة الدستور في سوريا "بات وشيكاً جداً".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، عقب قمة سوتشي حول سوريا .
وأضاف بوتين، أن بلاده تعمل على حل الأزمة السورية بالتنسيق المكثف مع تركيا وإيران. وتابع: "لقد حددنا (مع تركيا وإيران خلال القمة) مجالات مهمة للعمل من أجل حل الأزمة".
ودعا الرئيس الروسي، إلى ضرورة "عدم تضرر مكافحة الإرهاب بوقف إطلاق النار في سوريا". كما أشار إلى أن اجتماع "أستانة 12" حول سوريا، سيُعقد نهاية مارس/آذار المقبل.
وأكد بوتين، أن "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يجب أن يكون هدفاً رئيسياً، وهذا ينطبق على منطقتي إدلب (شمال) وشرق الفرات". كما دعا إلى ضرورة الاتفاق على تحسين ظروف اللاجئين السوريين، معتبراً أن "النجاح سيتحقق في حال تمكنت تركيا وروسيا وإيران من التحرك بشكل منسق".
تشكيك إيراني في انسحاب أمريكا خلال قمة سوتشي حول سوريا
بيّن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن هدف البلدان الثلاثة المشترك؛ "مكافحة الإرهاب وإرساء السلام في سوريا"، وأشار الرئيس الإيراني أنه "ينبغي إخراج الإرهابيين من محافظة إدلب".
ودعا إلى "ضرورة إخضاع جميع الأراضي السورية لسيادة دمشق"، وشدّد روحاني على أن "الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تدخلها في سوريا حتى بعد سحب قواتها".
وشكّك روحاني خلال قمة سوتشي حول سوريا ، في مصداقية سحب الولايات المتحدة لجنودها من سوريا، قائلاً "لسنا متفائلين حيال الانسحاب الأمريكي (المرتقب) من سوريا ولو حدث سنكون سعداء". وتابع: "الولايات المتحدة لا تعرف ما تريد القيام به".
ومضى روحاني، قائلاً إن "الولايات المتحدة قد تواصل اعتداءاتها الجوية في سوريا حتى بعد انسحابها منها". وقال إن الولايات المتحدة تنقل عناصر من تنظيم "داعش" إلى أفغانستان، و"يمكن لذلك أن يشكل تهديداً لآسيا الوسطى ومناطق أخرى".
وأشار إلى أنه شدد مع نظيريه التركي والروسي في قمة سوتشي على وحدة الأراضي السورية. وأكد أن "الدول الثلاث الضامنة ستواصل جهودها من أجل خفض وتيرة الاشتباكات وإرساء الاستقرار في سوريا".