يبدو أن إدارة نادي يوفنتوس أحبَّت قصة ضم الصفقات بشكل مجاني، خلال سوق الانتقالات بأوروبا في آخر 10 سنوات، فأصبحت "السيدة العجوز" كما يُلقب الفريق "بُعبعاً" لكافة الأندية الكبرى في أوروبا، وبدأ الجميع يجدد عقود لاعبيه قبل موسمين وربما ثلاثة، خوفاً من شبح رصده من قبل يوفنتوس، ومفاوضته لضمّه بشكل مجاني للبيانكونيري.
فهل أصبحت ميزةً تُميِّز الفريق الإيطالي، بالإضافة لكونه يجيد ضم النجوم الشباب الصاعدين، وصنع منهم نجوماً لامعين، كما كان يشتهر بذلك في بداية الألفية الجديدة، أم أنها محض صدفة، وتكرَّرت مع إدارة اليوفي بالمواسم السابقة.
حيث أصبح انتقال الويلزي آرون رامسي، لاعب وسط أرسنال الإنجليزي إلى اليوفي، لمدة 4 سنوات منذ بداية الموسم المقبل، آخر صفقات "أبو بلاش" للبيانكونيري، ليرسّخ قدرته على ضمِّ لاعبين مميزين بشكل مجاني، في الظاهرة التي بدأت منذ أكثر من 10 سنوات.
حيث قام يوفنتوس منذ انتقالات عام 2009 الصيفية بتلك الظاهرة، حينما ضمّ المدافع الإيطالي فابيو كانافارو قادماً من ريال مدريد الإسباني، وقدَّم مجهودات كبيرة مع الفريق، ثم استمرَّت عندما ضمَّ لاعب الوسط الإيطالي أندريا بيرلو من ميلان الإيطالي في صيف 2011.
وتَواصَل الأمر مع ضمِّ لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا، من مانشستر يونايتد الإنجليزي في صيف 2012، وتلاه المهاجم الإسباني فرناندو يورنتي قادماً من أتليتك بلباو في صيف 2013، وكلاهما قدَّما مستويات مميزة مع فريق مدينة تورينو، وحقَّقا ألقاب الدوري الإيطالي والكأس والسوبر المحلي مع السيدة العجوز.
واستمرَّ اليوفي في سياسته الانتقالية الناجحة، حينما تعاقد مع الجناح الفرنسي كينغسلي كومان قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2014، ثم ضمَّ لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة قادماً من ريال مدريد الإسباني في صيف 2015، وفي نفس الميركاتو ضمَّ الحارس البرازيلي نيتو قادماً من فيورنتينا الإيطالي بصفة مجانية أيضاً.
وعاد البيانكونيري ليضمَّ الظهير البرازيلي داني ألفيس قادماً من برشلونة الإسباني في صيف 2016، بشكل مجاني أيضاً، ورحل عنه بنفس الطريقة في نهاية الموسم لباريس سان جيرمان، في حين ضم لاعب الوسط الألماني إيمري كان قادماً من ليفربول الإنجليزي في صيف 2018، واختتم ظاهرته المميزة بضم لاعب الوسط الويلزي آرون رامسي قادماً من أرسنال الإنجليزي في صيف 2019 المقبل
ليكون يوفنتوس هو البطل الأوحد للصفقات المجانية في أوروبا بلا نقاش ولا جدال، وتثبت إدارته نجاحها الكبير في تلك السياسة، التي أدرّت أموالاً وألقاباً وإنجازات كبيرة بإنفاق قليل، في تدعيم وتعزيز صفوفها بتلك الصفقات.