الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قرر استحداث منصب نائب للرئيس لمساعدته في مهام عمله بعد أن أعلن ترشحه للرئاسة الخامسة، حسبما ذكر مصدر مطلع.
ويتولى بوتفليقة (81 عاماً)، الرئاسة منذ عام 1999، ولم يظهر علناً إلا نادراً منذ إصابته بجلطة في عام 2013، أقعدته على كرسيّ متحرك، وفقاً لما ورد في تقرير لموقع الخليج أون لاين.
وتشير كثير من التقديرات إلى أنه سيفوز بولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بالجزائر يوم 18 أبريل/نيسان 2019 رغم احتمالات وجود منافسة قوية هذه المرة في ظل القلق من حالته الصحية ، وصراعات النفوذ داخل النظام.
بعد اعترافه.. بوتفليقة قرر استحداث منصب نائب للرئيس بعد
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن بوتفليقة يرغب في تعديل الدستور إذا أُعيد انتخابه، غير أنها لم تحدد البنود التي سيسعى لتعديلها.
لكن وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر وصفته بـ"المطلع" قوله إن بوتفليقة قرر استحداث منصب نائب للرئيس، وأنه سيقترح، على الأرجح، إنشاء هذا المنصب لمساعدته في حكم البلاد.
وقال الرئيس الجزائري الحالي في خطاب إعلان ترشحه: "لم أعد بالقوة البدنية نفسها التي كنت عليها، ولم أخفِ هذا يوماً عن شعبنا، لكن إرادتي لخدمة الوطن راسخة".
أسماء عريقة مرشحة، لكنهم يعانون من مشكلة مشابهة
ومن بين الأسماء التي أشارت إليها وسائل الإعلام الجزائرية باعتبارهم مرشحين محتملين لمنصب نائب الرئيس في حال استحداثه، الدبلوماسي الجزائري السابق بالأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، أي أنه أكبر من الرئيس سناً.
كما طرح اسم رئيس الوزراء الحالي أحمد أويحيى البالغ من العمر 66 عاماً.
واعتبر البعض أن استحداث المنصب معناه أن الحاكم الفعلي للبلاد سيظل شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة.
في وقت تشيع تقارير عن منافسة بين السعيد وبين رئيس أركان الجيش الجزائري القايد صالح
عهدة خامسة والعمل على إحداث منصب نائب الرئيس، وإدراجه في درستورهم المهين، بعد الانتخابات، يعني أن شقيق الرئيس سيظل الحاكم الفعلي للجزائر، وهذا منذ 2014، ومستقبل الجزائر أكثر غموضا وظلمة مما سبق
— خالد حسن (@khalidabuhasan) February 11, 2019
منافسون من داخل النظام.. فهل يتولون المنصب الجديد؟
كما طرحت تقارير إعلامية اسم عبدالمجيد تبون كمرشح بديل لبوتفليقة من داخل النظام قبل أن يعلن الأخير ترشحه، وهو يبلغ من العمر 73 عاماً.
وتولى تبون رئاسة الحكومة عام 2017، من شهر مايو/أيار إلى أغسطس/آب من نفس العام، أي لمدة ثلاثة أشهر فقط.
وخلال هذه الفترة القصيرة طرح تبون خطاباً شرساً ضد رجال الفساد والمال في الجزائر.
ودعا آنذاك إلى إصلاحات تفصل بين عالم المال والسياسة، لأنها في نظره هي مصدر الفساد المستشري في البلد.
وهو الأمر الذي أكسبه شرعية أكبر لدى الأوساط الشعبية، لكن منهجه وأدواته في التغيير وإعلان حربه ضد عصابات المال والعقار في الجزائر كانت سبباً في إقالته من منصبه واستبداله بأحمد أويحيى.
كما طرح قبل الإعلان الرسمي عن ترشح بوتفليقة، اسم الوزير السابق شكيب خليل البالغ من العمر 79 عاماً كبديل محتمل لبوتفليقة من داخل النظام.
ويستند خليل إلى مكانته العلمية والعملية، خصوصاً أن اسمه مرتبط بحجم الرفاه الاقتصادي وحجم العلاقات التي استطاع أن ينسجها مع المؤسسات الدولية والإقليمية، إثر توليه مناصب حساسة ذات علاقة بقطاع الطاقة على المستوى الدولي الوطني.
كما أنه من بين المقربين لجناح الرئاسة، وهو الأمر الذي سهل من رجوعه إلى الجزائر بعد فضيحة القرن التي اتُّهم فيها باختلاس مبلغ طائل من الأموال أثناء توليه لمنصب وزير الطاقة.
ورغم تقدمه في العمر فهو ما زال يحظى ببعض الشعبية
وجاء إعلان بوتفليقة ترشحه الأحد 10 فبراير/شباط 2019، بعد يوم من اختيار حزب جبهة التحرير الوطني الحاكمِ بوتفليقة مرشحاً له.
وقالت عدة أحزاب سياسية ونقابات ومؤسسات تجارية إنها ستدعم انتخابه.
ولا يزال بوتفليقة يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الجزائريين، الذين ينسبون إليه الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد من خلال عرض العفو عن مسلحين إسلاميين سابقين، حسب ما ورد في تقرير موقع الخليج أون لاين.
هل من منافس حقيقي للرئيس؟.. الوضع ليس بسيطاً كما يبدو
هناك بعض المعطيات والتحليلات التي تشير إلى استمرار بوتفليقة في قصر المرادية (قصر الرئاسة) ليس بالسهولة التي تبدو للعيان، حسبما يرى تقرير لموقع AFRIC.COM الفرنسي.
ويستند الموقع إلى أن هناك تجاذبات وصراعات داخل مؤسسات النظام السياسي، خاصة بين جناح المؤسسة العسكرية الممثلة في شخص القايد الصالح، والرئاسة الممثلة في أخي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ومستشاره.
ورغم حالة الجمود التي تهيمن على الأحزاب الجزائرية، وحالة الإحباط التي أصابت الشارع، فإن هناك مرشحين أمام الرئيس بوتفليقة يمكن أن يكونوا أكثر من مجرد ديكور سياسي.
من أبرز هؤلاء الجنرال علي غديري الذي يقول البعض إنه رئيس الاستخبارات السابق ورجل الجزائر القوي المعروف بلقب الجنرال توفيق.
ويعد تفكير القيادة الجزائرية في استحداث منصب نائب الرئيس تعبيراً عن شعور النظام بالقلق من الوضع الصحي لبوتفليقة.
فالرئيس الذي فقد القدرة على الحركة منذ تعرض في عام 2013، لجلطة دماغية نادراً ما يظهر في التلفزيون الرسمي ولكنه أحياناً يستقبل ضيوف أجانب، أو ترؤس اجتماعات لكبار المسؤولين، إلى جانب رسائل لمواطنيه في المناسبات الوطنية والدينية.
الأمر الذي يجعل من نائب الرئيس حلاً للمشكلة التي تمثلها الحالة الصحية للرئيس، ولكن هل يمثل حلاً أم يقع صاحب المنصب الجديد محور للنزاعات داخل النظام.