عاد الخوف للسيطرة على حياة ضحايا الاستعباد الجنسي من داعش اللاتي هربن من التنظيم للجوء في كندا.
إذ تلقى عددٌ من هؤلاء الضحايا تهديداتٍ عديدة بالاغتصاب والقتل عن طريقة الرسائل النصية والصوتية.
أبلغت 5 نساء وطفلة يبلغ عمرها 14 عاماً شرطة يورك بتلقيهن تلك التهديدات. جميع هؤلاء الضحايا إيزيديات، وتمكنّ من الهرب من حملة الإبادة الجماعية التي نفذها داعش بحقهن في العراق عام 2014.
سلَّمت تلك النساء إلى الشرطة تسجيلاتٍ لمكالماتٍ هاتفية وصوراً للرسائل التي وصلت لهن، والتي تتضمن إشاراتٍ إلى تنظيم داعش وصوراً لإعداماتٍ ومقاتلين مسلحين.
استمع برنامج W5 التلفزيوني التابع لمجلة CTV الكندية لتلك المكالمات. في واحدةٍ منها، ضحك رجلٌ في حين قال بالعربية: "أنا من مارس معكِ الجنس، أنا من اغتصبكِ". بينما وصف متصلٌ ثانٍ الإزيديين بعبدة الشيطان. واستخدم ثالث إشاراتٍ صريحة في تهديده بالاغتصاب.
يملك المتصلون ما تبدو لهجاتٍ عراقية وشمال إفريقية وخليجية. وخصصت شركة يورك فريقاً لمحاولة تتبع مصدر تلك المكالمات.
ضحايا الاستعباد الجنسي من داعش
ومعلقاً على التحقيقات، قال الضابط أندي باتيندن: "سيعمل محققونا على فحص السجلات الهاتفية، والمعلومات التي وفرها الضحايا، وأي خلفياتٍ تساعدنا في فهم سبب تلك الهجمات". وأوضحت مصادر برنامج W5 أنَّ وحدة الاستخبارات في شرطة يورك وجهاز الاستخبارات الأمنية الكندي لديهما علمٌ بتلك الهجمات، التي بدأت منذ أسبوعين.
وبينما جاءت بعض تلك الاتصالات من داخل كندا، توضح الشرطة أنَّ هناك تطبيقات لتنفيذ خدعٍ كتلك، وأنَّ تلك الاتصالات ربما تكون قد جاءت من أي مكانٍ آخر في العالم.
عادت تلك النساء مجدداً للعيش في خوفٍ بعد تلك التهديدات، إذ أصبح الشعور بالقلق يخيم عليهن وهن مجتمعاتٍ في منزلٍ بمنطقة ريتشموند هيل في أونتاريو. تعرضت تلك النساء لقدرٍ كبير من الأذى في بلادهن. ومنهن أديبا، التي باعها واشتراها مقاتلو داعش نحو 6 مراتٍ في 2014. وقالت أديبا: "أتينا هنا للشعور بالأمان، لكن بعد هذه التهديدات لا أشعر بالأمان. نريد العيش دون تهديداتٍ أو خوف".
وأضافت امرأة أخرى تُدعى ميلكييا: "أنا خائفة، ابني يبلغ 4 أعوام، وهو خائف" من أن يعود داعش ويأسرهما.
وعلَّق ماجد الشافعي، مؤسس منظمة One Free World International الحقوقية المعنية بالأقليات الدينية: "هؤلاء النساء ناجيات من الإبادة الجماعية. نجون من الاستعباد الجنسي، وأتين هنا إلى كندا لبدء حياة جديدة في أمان، والآن يبدو أنَّ الكابوس يتكرر".
جديرٌ بالذكر أنَّ المنظمة تقدم الدعم للإيزيديين الذين لجأوا إلى كندا بعد هربهم من الإبادة الجماعية.