حذّر جنرال أمريكي كبير، الثلاثاء 5 فبراير/شباط 2019، بأن تنظيم الدولة الإسلامية سيُشكل تهديداً دائماً، بعد انسحاب أمريكي مقرَّر من سوريا، وقال قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، إن التنظيم المتشدد مازال يحتفظ بقادة ومقاتلين ووسطاء وموارد، مما سيغذي قدرته على مواصلة القتال.
وتمثل تصريحات الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أحدثَ تحذير من جانب مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، بشأن خطر استئناف الدولة الإسلامية في أعقاب الانسحاب الأمريكي المزمع من سوريا، الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2018.
انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا أثار الكثير من المخاوف
قال فوتيل قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط خلال جلسة بمجلس الشيوخ: "يتعيَّن علينا مواصلة الضغط على هذه الشبكة… فهي لديها القدرة على العودة إن لم نفعل".
وأضاف أن الأراضي الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية تراجعت لأقل من 20 ميلاً مربعاً، وأن القوات التي تُساندها الولايات المتحدة ستَستعيدها قبل الانسحاب الأمريكي، الذي قال إنه سيتم "بطريقة مدروسة ومنسَّقة".
وأبلغ قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط جلسة مجلس الشيوخ بأنه لم تتم استشارته قبل قرار ترامب المفاجئ بسحب نحو ألفي جندي أمريكي من سوريا، وهو ما دفع وزير الدفاع جيم ماتيس للاستقالة. وأثار انسحاب ترامب من سوريا معارضةً نادرةً ومعلنة من داخل حزبه الجمهوري.
فقد ساند مجلس الشيوخ، الذي يقوده الجمهوريون، إلى حدٍّ بعيد تشريعاً رمزياً، انطوى على تحدٍّ لترامب، بمعارضة خططه لأي انسحاب مفاجئ للقوات من سوريا وأفغانستان.
وحذَّر من أن أي "انسحاب متعجل" قد يزعزع استقرار المنطقة، ويخلق فراغاً قد تشغله إيران أو روسيا.
غير أن ترامب متشبث بقراره
ومن المتوقع أن يروّج ترامب للنجاحات الأمريكية بسوريا، في خطابه عن حالة الاتحاد الذي سيلقيه أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، في الساعة التاسعة مساء الثلاثاء (0200 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء).
وذكر مصدر مقرَّب من ترامب، أن الرئيس سيعلن أن الدولة الإسلامية تم دحرها تقريباً في سوريا، وسيبحث سحبه المزمع للقوات من هناك.
ولم يتضح ما إذا كانت نبرة ترامب التي يغلفها الإحساس بالنصر ستعكس تحذيرات من جهات مختلفة من إدارته، بما في ذلك قائد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط والجيش.
وأصدرت لجنة مراقبة داخلية في وزارة الدفاع (البنتاغون)، تقريراً يوم الإثنين، قالت فيه إن الدولة الإسلامية لا تزال جماعة مسلحة نشطة، وتستعيد قدراتها ووظائفها في العراق على نحو أسرع من سوريا.
رغم تحذيرات قائد الجيش الأمريكي من قدرة داعش على "النهوض" مجدداً..
جاء في تقرير المفتش العام بالبنتاغون "في ظل غياب الضغط المستمر (المتعلق بمكافحة الإرهاب) فستعاود الدولة الإسلامية على الأرجح النهوض في سوريا، خلال ستة أشهر إلى 12 شهراً، وتستعيد أراضي محدودة".
وذكر التقرير، مستشهداً بمعلومات من القيادة المركزية الأمريكية، أن الدولة الإسلامية ستُصور الانسحاب على أنه "نصر"، وستشنُّ هجماتٍ على العسكريين الأمريكيين خلال عملية الانسحاب.
وكان رؤساء أجهزة المخابرات الأمريكية خالفوا الرئيس أيضاً، الأسبوع الماضي، قائلين إن الدولة الإسلامية ستواصل شنَّ هجمات من سوريا والعراق، مستهدفة خصوماً إقليميين وغربيين، من بينهم الولايات المتحدة.
وتُشرف القيادة المركزية الأمريكية، ومقرها تامبا في فلوريدا، على القوات الأمريكية في أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق وسوريا، وكذلك أفغانستان، حيث يريد ترامب إبرامَ اتفاق سلام مع مسلحي طالبان، لإنهاء حرب مستمرة منذ ما يربو على 17 عاماً.