قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه لم ير بعدُ خطة مقبولة لإقامة منطقة آمنة بشمال شرقي سوريا، بعد 3 أسابيع من اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنشاء هذه المنطقة.
وقال أردوغان، في اجتماع مع الكتلة النيابية بحزبه "العدالة والتنمية"، الثلاثاء 5 فبراير/شباط 2019: "ما من خطة مُرضية عُرضت علينا بشكل ملموس بعدُ… نحن بالقطع ملتزمون اتفاقاتنا، ووُعِدنا وعداً. لكن لصبرنا حدود".
وتريد تركيا إخلاء المنطقة من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة كياناً إرهابياً.
وقال أردوغان إنه إذا لم يتم إخراج "الإرهابيين" من منبج السورية خلال بضعة أسابيع، فستنتهي فترة انتظار تركيا.
تركيا تتواصل مع دمشق
كان رجب طيب أردوغان قال الأحد 3 فبراير/شباط 2019، إن بلاده تواصل الاتصال، على مستوى منخفض، مع الحكومة السورية حتى على الرغم من دعم أنقرة مسلحي المعارضة، الذين يحاربون منذ سنوات لإسقاط الرئيس بشار الأسد.
ووصف أردوغان، الأسد بأنه "إرهابي"، وقال عدة مرات، خلال الحرب الدائرة منذ 8 سنوات بسوريا، إنه يجب تنحي الأسد. ولكن بدعم من روسيا وإيران، استعادت الحكومة السورية مساحات واسعة من سوريا من مقاتلي المعارضة، وطردت معظمهم من معاقلهم السابقة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في ديسمبر/كانون الأول 2018، إن تركيا ودولاً أخرى ستفكر في العمل مع الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية، وقال الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2019)، إن أنقرة على اتصال غير مباشر مع دمشق عن طريق روسيا وإيران.
وقال أردوغان الأحد 3 فبراير/شباط 2019، إن تركيا كانت لها أيضاً اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية.
وقال في مقابلة مع محطة "تي آر تي"، إن "السياسة الخارجية مع سوريا مستمرة على مستوى منخفض". وأضاف أن أجهزة المخابرات تعمل بشكل مختلف عن الزعماء السياسيين.
وتابع قائلاً إن "الزعماء قد لا يتواصلون. ولكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل لمصلحتها".
وأردف بقوله: "حتى لو كان لديك عدو فعليك عدم قطع العلاقات. فربما تحتاجه فيما بعد".
لا مكان لمنطقة آمنة في سوريا دون تركيا
وأوضح أردوغان أن المنطقة الآمنة المقترحة في شمال شرقي سوريا -التي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنها ضرورية بعد انسحاب القوات الأمريكية- ليس بإمكان قوات التحالف الغربية إقامتها من دون تركيا.
وقال الرئيس التركي: "بوسعنا توفير الأمن في المنطقة، يمكننا إدارة المنطقة معكم، لا توجد مشكلة هناك. لكن لا يمكن أن نترك المنطقة لقوات التحالف".
وقالت واشنطن إن المنطقة الآمنة المقترحة ينبغي أن تبدد مخاوف تركيا بشأن أي تهديد على الحدود من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، وأن تحول أيضاً دون شن عمليات عسكرية تركية ضد الوحدات.
وكان ترامب أعلن بشكل مفاجئ، في ديسمبر/كانون الأول 2018، سحب القوات الأمريكية، التي يبلغ قوامها 2000 عسكري، من سوريا رغم اعتراض كبار مستشاريه، ومنهم وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، الذي استقال اعتراضاً على القرار.
وكان أحد المخاوف الرئيسة لمعارضي قرار ترامب هو مصير الوحدات بعد انسحاب القوات الأمريكية.
والوحدات الكردية الحليف الرئيس للقوات الأمريكية في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا. وتعتبر تركيا الوحدات جماعة إرهابية لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يشن تمرداً منذ الثمانينيات في جنوب شرقي تركيا ذي الأغلبية الكردية.
ومن المقرر أن يلتقي أردوغان الرئيسَ الروسيَّ فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في منتجع سوتشي الروسي، يوم 14 فبراير/شباط 2019، لإجراء محادثات بشأن سوريا.