انتظرتها في المطار ولم تخرج أبداً منه… ليست الهاربة السعودية الأولى التي تختفي في أستراليا

عربي بوست
تم النشر: 2019/02/05 الساعة 11:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/02/06 الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش
Jeddah, Saudi Arabia - April 4, 2015: Arrivals area full of people waiting for travelers, a the Jeddah Airport. Mobilestock image.

أشارت تقارير إلى امتلاك برنامج التحقيقات Four Corners، الذي يُعرض عبر هيئة الإذاعة الأسترالية ABC، أدلةً تفيد حول هروب سعوديات لأستراليا بأن اثنتين على الأقل حول من نساء سعوديات وصلتا إلى مطار سيدني في العام الماضي أُعيدتا إلى بلادهما بعد أن أوضحتا للمسؤولين الأستراليين التماسهما اللجوء في أستراليا.

وعلم البرنامج أيضاً أن النساء السعوديات اللائي يصلن إلى مطارات أستراليا وحدهن يُستجوبن عن سبب سفرهن بدون ولي أمر.

تقدمت ما لا يقل عن 80 امرأة سعودية بطلب اللجوء في أستراليا خلال الأعوام الماضية.

تحدث البرنامج إلى عدد من السعوديات اللواتي حاولن الهروب من المملكة والوصول إلى أستراليا. لا تزال كثيرات منهن يحملن تأشيرات مؤقتة في انتظار النظر في طلبات لجوئهن.

انتظرتها في المطار، لكنها لم تخرج

كانت رانيا، 28 عاماً، واحدة من هؤلاء. في بدايات 2017، انتظرت في مطار سيدني كي تخرج صديقتها من صالة الوصول، لكن ذلك لم يحدث.

قالت رانيا: "كانت تخطط للتقدم بطلب للجوء هنا، سافرت من السعودية إلى إندونيسيا ومن إندونيسيا إلى سيدني".

وأضافت: "منذ ذلك الحين، لم أتلق أي أخبار عنها أو عما حدث لها. حاولنا الوصول إليها، لكننا لم نتلق أخباراً عنها".

كان الدكتور طالب عبدالمحسن، وهو ناشط سياسي يعيش في ألمانيا، على صلة وثيقة بآمال، وهي امرأة سعودية وصلت إلى مطار سيدني في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ووصفت له ما حدث لها.

هذا ما يحصل عندما يشتبهون أنها ستتقدم باللجوء

قال عبدالمحسن: "اشتبهوا في أنها سوف تتقدم بطلب اللجوء. عندما قالوا إنها لن يُسمح لها بدخول البلاد وإنها سوف تعود إلى السعودية، طلبت حينها اللجوء. لكنهم لم يسمحوا لها بالتقدم بهذا الطلب".

أرسلت آمال رسائل إلى عبدالمحسن وأخبرته أن الأستراليين وضعوها في أحد مراكز الاحتجاز ولم تُمنح حق توكيل محام.

وقال: "بعد ثلاثة أيام أجبروها على المغادرة. وأُعيدت إلى كوريا الجنوبية، حيث كانت محطة عبور لها قبل أن تتخذ طريقها إلى سيدني".

تلقى الناشط مكالمة موجزة من آمال فور وصولها إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول. وأخبرته أنها شعرت بالذعر لاستيقافها عن طريق مسؤولين سعوديين وأنها لا تدري إلى أين ستذهب بعد ذلك.

وقال الدكتور العبدالمحسن إنه فقد الاتصال بآمال.

شقيقتان سعوديتان عالقتان في هونغ كونغ

تستطيع الأدلة التي لدى Four Corners أيضاً الكشف عن حالة لشقيقتين سعوديتين مُنعتا من ركوب طائرة متجهة إلى سيدني من هونغ كونغ.

في 6 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، واجه القنصل العام السعودي الشقيقتين عندما عبرتا بمطار هونغ كونغ، ومُنعت كلتاهما من خوض رحلتهما الجوية المقررة.

كان لدى الشقيقتين تأشيرتان أستراليتان ساريتان ومقعدان على الرحلة التالية لشركة الخطوط الجوية الأسترالية كانتاس، لكن أدلة Four Corners يمكنها التأكيد على أن مسؤولاً من قوة الحدود الأسترالية يعمل في مطار هونغ كونغ منعهما من ركوب الطائرة أيضاً، بعد اشتباهه بأنهما سوف تطلبان اللجوء.

وألغت وزارة الشؤون الداخلية تأشيرات المرأتين ورفضت التعليق على المسألة.

لا تزال الشابتان تعيشان مختبئتين في هونغ كونغ، بل وغيرتا مواقعهما في مرات عديدة لتجنب تعقبهما عن طريق عائلتيهما أو عن طريق السلطات السعودية.

في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني، سلطت العناوين الرئيسية للصحف ووسائل الإعلام العالمية الضوء على المراهقة السعودية رهف محمد، عندما حبست نفسها داخل فندق في مطار بانكوك بعد أن استوقفها مسؤولو الهجرة في تايلاند عندما كانت تحاول الوصول إلى أستراليا.

علم برنامج Four Corners من رهف -التي مُنحت حق اللجوء في كندا بعد تدخل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين- أنها تلقت تحذيرات حول الأسئلة التي قد يطرحها عليها مسؤولو قوة الحدود الأسترالية عند وصولها.

وقالت: "سمعت أنهم يحققون مع النساء، وخاصة السعوديات ويسألونهن عن مكان أولياء أمورهن"

وأضافت: "لذا كانت خطتي أن أقول لهم إن أبي يعلم عن هذا وسمح لي بالسفر".

أشار نشطاء أيضاً إلى أن مسؤولي قوة الحدود الأسترالية طلبوا أرقام هواتف أولياء أمور هؤلاء النساء.

قال العبدالمحسن: "لقد بدأوا في استجواب الفتيات بدقة في المطار الأسترالي منذ أغسطس/آب 2017 على الأقل. الأمور تزداد سوءاً".

وقد وصف حالة اُستجوبت فيها امرأة عن سفرها وحدها، قائلاً: "سألوا المرأة السعودية إذا كان وليها سمح لها بالسفر. وطلبوا رقم هاتفه. وطلبوا منها أيضاً إعطاءهم هاتفها الجوال وقراءة الرسائل القصيرة ورسائل تطبيق واتساب ورسائل الدردشة الأخرى ورسائل البريد الإلكتروني، بحثاً عن أي إشارات توحي بنيتها لطلب اللجوء، وبحثوا بدقة في حقائبها للعثور على أي إشارات لنية اللجوء، مثل الشهادات التعليمية".

تقول هؤلاء اللائي استطعن تخطي مسؤولي قوة الحدود الأسترالية إنهن مازلن لا يشعرن بالأمان في أستراليا.

يتعرضن للتخويف من سعوديين يعيشون في أستراليا

إذ يقلن إنهن يتعرضن لمضايقات وتخويف على يد رجال سعوديين يعيشون في أستراليا، الذين يحاولون إجبارهن على العودة إلى بلادهن.

وعلم برنامج التحقيقات الأسترالي Four Corners أن أحد هؤلاء الرجال يعمل في وزارة الداخلية السعودية.

قالت رانيا: "لا أعلم كيف وصلوا إلى بريدي الإلكتروني لأنه حقاً بريد إلكتروني شخصي. إنه يحاول مقابلتي فقط في الواقع. قال لا تقلقي سوف نتقابل وندردش. رفضت بالتأكيد، وقلت مستحيل"

تقول روان، وهي سعودية بالغة من العمر 23 عاماً وإحدى المتقدمات لطلب اللجوء، إن المسؤولين السعوديين عرضوا على النساء منحاً دراسية حكومية إذا وافقن على العودة إلى السعودية.

وأوضحت: "يقولون شيئاً كهذا: "لن يحدث شيء إذا عدتِ. لا تقلقي سوف نحاول التحدث إلى ولي أمرك. لا بأس، لن يحدث شيء".

وأضافت: "إنهم يكذبون علينا كي نعود ولا نتحدث عما يحدث في السعودية. يريدون إسكاتنا".

رفض وزير الهجرة الأسترالي ديفيد كولمان الحديث إلى برنامج Four Corners. وأخبر برنامج AM الصباحي المذاع على شبكة ABC أن الحكومة لن تعلق على حالات فردية.

وقال: "لا أريد الخوض في حالات فردية. لكني سأقول إن قضية معاملة النساء في السعودية تشكل شاغلاً".

وأضاف: "في واقع الأمر، طالبت أستراليا في الأمم المتحدة بكل وضوح خلال شهر نوفمبر/كانون الثاني أن تلغي السعودية نظام الوصاية على المرأة، الذي يعتبر مصدراً لعديد من هذه المشكلات؛ وأن تلغي هذا النظام بموجب القانون وفي الواقع العملي".

تحميل المزيد