بعد أشهر قليلة من قيام الولايات المتحدة بالإطاحة به من شبكات التواصل الاجتماعي، ها هو زعيم الشيشان القوي رمضان قديروف يعود إليها بإصرار من جديد.
وحذفت الحكومة الأميركية حساب زعيم الجمهورية الروسية في أواخر العام الماضي من تطبيق إنستغرام، كجزء من العقوبات المفروضة عليه، حارمة متابعيه البالغ عددهم 3 ملايين من متابعة الحساب الذي كان بمثابة خدمة إخبارية حكومية، ومنصة لنشر الغرائب في آن واحد، بحسب صحيفة The Washington Post.
أدى تاريخه الطويل من الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، التي شملت إسكات معارضيه، وتعذيب وحبس الرجال المثليين، إلى إدراج قديروف في قائمة العقوبات الأميركية، مما أدى إلى حذف مقاطع الفيديو التي شاركها الرئيس الشيشاني البالغ من العمر 41 عاماً، بالإضافة إلى صوره الشخصية وهو يحمل البنادق الآلية، ويلقي كرات الثلج في الهواء، ويلاعب النمور.
الشياشيون يردون
إلا أن المبرمجين في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة ردوا، الأربعاء 30 مايو/أيار 2018، على الحظر الأميركي، الذي امتد أيضاً إلى موقع Facebook الذي يملك تطبيق إنستغرام، ردوا بنسختهم الخاصة من خدمة شبكة التواصل الاجتماعي.
يطلق على التطبيق اسم مايليستوري Mylistory، وهو متاح مجاناً على كل من أجهزة آبل والأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل أندرويد، وهو بمثابة نسخة أكثر بساطة من تطبيق إنستغرام، مع إمكانية نشر مقاطع الفيديو والصور، والتعليق وتبادل الرسائل المباشرة.
يقول مُبتكر التطبيق، محمد إسخانوف الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، من مدينة غروزني عاصمة الشيشان "يُعد التطبيق من الناحية الفنية، هو نفسه تطبيق إنستغرام، إلا أن روحه مختلفة".
بالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع حكومة الولايات المتحدة المساس به.
وأصبح الزعيم الشيشاني المعين من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمثابة ظاهرة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي.
يعتقد أن فقدانه لحسابه الذي أحبه على تطبيق إنستغرام بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، كان سبباً في الهجمات الانتقامية على جمعية ميموريال Memorial، وهي أقدم منظمة روسية لحقوق الإنسان، والوحيدة التي ما زال لها وجود في الشيشان.
قال إسخانوف إن التطبيق كان في مرحلة الاختبار عندما حُظر قديروف من تطبيق إنستغرام، في شهر ديسمبر/كانون الأول، لكنه سرعان ما دخل مرحلة العمل الفعلية بمجرد انضمامه.
قديروف، الذي سخر من العقوبات الأميركية، قائلاً إنه لا يمتلك أية أموال في البنوك الأميركية، ولا يخطط لزيارة الولايات المتحدة في الوقت الراهن، أعرب عن إعجابه بتطبيق ميليستوري، وقال إنه بنفس جودة تطبيق إنستغرام.
عاد لنهجه القديم
ووصل عدد متابعي قديروف على حسابه الجديد على تطبيق مايليستوري إلى 74,000 متابع، وهو الأكثر شهرة على التطبيق الجديد.
عاد قديروف إلى نهجه المعتاد، بمجرد أن أُنشئ حسابه على التطبيق، سواء عن طريق مقاطع الفيديو التي يظهر فيها مرتدياً الزي التقليدي القوقازي ويمتطي الحصان، ويتحدّث بإطناب عن قيم اللغة الشيشانية، أو في الصور التي يبدو فيها وهو يدعو رافعاً يديه في الصلاة في المسجد.
وكما كان الحال في تطبيق إنستغرام، لا ينقص حسابه الجديد صوره مع الرئيس الروسي بوتين الداعم له، بما في ذلك صورة شخصية حديثة غير واضحة تجمعهما في موسكو.
وقال إسخانوف، بينما تعلو وجهه ابتسامة قلقة، إن قرار الولايات المتحدة بغلق حساب إنستغرام الخاص بقديروف "كان مثل هدية العام الجديد". فقد أصبح لدى تطبيق ميليستوري نصف مليون مستخدم في جميع أرجاء العالم.
إسخانوف الذي أنشأ التطبيق بمساعدة 7 آخرين، هو جزء من فريق صغير من التقنيين، كان التطبيق بالنسبة لهم مجرد هواية أكثر من كونه عملاً. وأضاف أنه لم يتلق أي تمويل من السلطات.
واحتراماً لحكم قديروف القاسي والمطلق، انضم مسؤولون آخرون من الحكومة الشيشانية إلى تطبيق ميليستوري، على الرغم من أنهم ما زالوا نشطين للغاية على تطبيق إنستغرام.