23 قتيلاً واحتجاز رهائن بفندق ومقهى للأجانب.. القاعدة تضرب بوركينا فاسو لأول مرة

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/16 الساعة 01:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/16 الساعة 01:05 بتوقيت غرينتش

أنهت قوات الأمن في بوركينا فاسو، السبت 16 يناير/ كانون الثاني 2016، هجومها على فندق ومقهى في واغادوغو اللذين تعرضا لهجوم نفذه مسلحون مرتبطون بالقاعدة، ما أدى إلى مقتل 23 شخصاً من 18 جنسية بينهم 3 جهاديين وتحرير 126 شخصاً، وذلك بعد أقل من شهرين من هجوم مماثل في باماكو عاصمة مالي تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

فيما أعلنت وزارة الأمن الداخلي في بوركينا فاسو السبت أن طبيباً نمساوياً وزوجته اختطفا صباح الجمعة في منطقة بارابوليه الساحلية الواقعة في شمال بوركينا فاسو على الحدود مع النيجر ومالي.

وتواصل قوات الأمن تواصل تمشيط المنطقة المحيطة بفندق "سبلنديد" ومقهى "كابوتشينو" والمباني المجاورة حيث استمرت المواجهات مع جهاديين طوال الليل وحتى ساعات الفجر الأولى.

وباتت مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو، ليل الجمعة وحتى فجر السبت على وقع هجوم دموي تبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

الهجوم الأول من نوعه في واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو استهدف مطعمين شهيرين بروادهما من الأجانب وموظفي الأمم المتحدة، في الحي الفاخر وسط المدينة، وأضرم المهاجمون النار في سيارتين ما أسفر عن انفجارات هائلة هزت المنطقة المحيطة بالشارع.

وانتقل المهاجمون بعد ذلك إلى فندق "سبلانديد" الشهير برواده الأجانب وموظفي الأمم المتحدة حيث دخل 3 ملثمين الفندق رافعين أسلحتهم، واحتجزوا عدداً من الرهائن الأجانب، وتم إضرام النار في بهو الفندق.

وأعلن مصدر أمني في حصيلة مؤقتة مقتل 23 شخصاً على الأقل في الاعتداء الجهادي على فندق "سبلنديد" الفاخر ومقهى "كابوتشينو" المقابل له، اللذين يرتادهما موظفون من الأمم المتحدة وغربيون، وقال وزير الأمن سيمون كومباوري إن القتلى بينهم ضحايا من 18 جنسية مختلفة.

الحصيلة غير نهائية

وأعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري لوكالة فرانس تحرير 126 شخصاً من بينهم 33 جريحاً بعد تدخل القوات الأمنية بدعم من قوات فرنسية خاصة. وقتل 3 جهاديين هم عربي وإفريقيان".وتأكد مقتل 23 شخصاً، لكن الحصيلة يمكن أن ترتفع.

وكان "كومباوري" أشار في وقت سابق إلى أن رجال الإطفاء شاهدوا 10 جثث ليلاً على شرفة المقهى. ومضى يقول "ليس لدينا حصيلة نهائية بالضحايا فالقوات المسلحة لا تزال تمشط الفندق".

وأعلن وزير الاتصالات "ريميس داندجينو" أن وزير العمل "كليمان ساوادوغو" الذي كان في الفندق عند بدء الهجوم خرج منه سالماً.

وفي وقت مبكر من السبت، اندلع حريق عند مدخل الفندق الذي يضم 147 غرفة وسُمع صراخ من الداخل بينما اشتعلت النيران في عشر سيارات في الخارج.

شهود عيان

وروى "يانيك ساوادوغو" أحد الناجين من الفندق "إنه أمر فظيع، تمدد الناس أرضاً والدماء في كل مكان، كانوا يطلقون النار على الناس من مسافة قريبة".

وأضاف "سمعناهم وهم يتحدثون وكانوا يتنقلون حول الناس ويطلقون النار على من لا يزالون أحياء وأضرموا النار بعد خروجهم".

ويأتي اعتداء مساء الجمعة بعد أقل من شهرين من اعتداء على فندق "راديسون بلو" في باماكو، أسفر عن سقوط 20 قتيلاً بينهم 14 أجنبياً في 20 تشرين الثاني/نوفمبر حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلاً وعاملاً في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأميركية ومن مهمة الأمم المتحدة، وقُتل مهاجمان.

الانتقام من فرنسا

وأكد مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة قبل بدء هجوم القوات الأمنية وقوع 20 قتيلا ونقل عن إحدى الجريحات أن "البيض أكثر من السود" بين القتلى.

وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة "المرابطون" بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع سايت الأميركي المتخصص في متابعة المواقع الإسلامية.

وتمكن مراسل وكالة فرانس برس من تمييز 3 مسلحين يضع كل منهم عمامة على رأسه عند بدء الهجوم في حين قال شاهد إنه رأى 4 مهاجمين "يرتدون عمامة وبدوا من العرب أو البيض".

وأعلنت السفارة الفرنسية على موقعها في وقت سابق أن "هجوماً إرهابيا" جارياً وحثت الناس على تفادي التوجه إلى منطقة الهجوم، بينما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان بـ "الاعتداء المقيت والجبان".

وبعد إغلاق مطار واغادوغو، تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس-واغادوغو إلى النيجر المجاورة.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رفض الكشف عن هويته إن واشنطن يمكن أن تؤمن مراقبة بواسطة طائرات بدون طيار.

من جهته، أعلن الجيش البوركيني أن مجموعة من 20 شخصاً تقريباً مدججين بالسلاح، شنت هجوماً الجمعة بالقرب من الحدود مع مالي مما أوقع قتيلين هما شرطي ومدني وجريحان.

ويشكل هذا الاعتداء غير المسبوق في العاصمة تحدياً لنظام الرئيس "روش مارك كابوري" المنتخب حديثاً بعد عملية انتقالية صعبة على رأس هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة (60%).

لكن بوركينا فاسو التي شكلت "نقطة ارتكاز دائمة" لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق أن تعرضت لهجمات جهادية.

وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الأشهر الأخيرة وتم في نيسان/إبريل 2015 خطف مسؤول أمن روماني في منجم في تامباو (شمال) في عملية تبنتها كتيبة "المرابطون".

وبعد هذه الاعتداءات وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق "المنطقة الحمراء" التي ينصح بعدم السفر إليها لتشمل قسماً كبيراً من بوركينا فاسو لكن دون أن تشمل العاصمة واغادوغو.

تحميل المزيد