وصلت قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى مشارف بلدة مضايا السورية، الاثنين 11 يناير/كانون الثاني 2016، بعد أكثر من 200 يوم من الحصار الاقتصادي الذي تفرضه قوات النظام السوري، وعناصر تابعة لحزب الله اللبناني.
ودخلت 6 سيارات تابعة للأمم المتحدة إلى المدينة، في الوقت نفسه لا يزال أهالي البلدة ينتظرون دخول المساعدات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قوافل المساعدات اتجهت، صباح الاثنين، إلى بلدة مضايا بمحافظة الزبداني، الواقعة قرب حدود لبنان، إضافة إلى قريتين في شمال غربي البلاد، في إطار اتفاق بين الفصائل المتحاربة في هذه المناطق التي يعيش فها الآلاف تحت الحصار.
حليب وغذاء وأدوية
وتحمل الشاحنات، وفق المنظمين، حليباً للأطفال وعبوات مياه وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة الى أدوية للأطفال وأدوية للأمراض المزمنة يجب أن تكفي لمدة 3 أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة.
ويشرف كل من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري وبرنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة على تجهيز المساعدات وإيصالها الى البلدات الثلاث.
وبث التلفزيون السوري الرسمي مشاهد مباشرة من إحدى نواحي مضايا، حيث تجمع الأهالي بانتظار وصول المساعدات.
وذكر أن القافلة المتجهة الى البلدة وصلت الى حاجز التكية في الزبداني بانتظار وصول القافلة الأخرى الى مسافة قريبة من الفوعة وكفريان لتدخل مضايا.
وشغلت مضايا خلال الأيام الماضية المنظمات الدولية ووسائل الإعلام العالمية. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بينهم أطفال بدا عليهم الوهن الشديد.
ويعيش في مضايا 40 ألف شخص، بينهم نحو 20 ألف نازح من مدينة الزبداني المجاورة، وسط ظروف إنسانية صعبة.
وأحصت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة الماضي، وفاة 23 شخصاً على الأقل بسبب الجوع في البلدة المحاصرة، منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول.
وفي تغريدة على موقع تويتر، الأحد، أضافت أن 5 أشخاص آخرين قضوا جوعاً، بينهم طفل في التاسعة من عمره، مشيرة الى أن "200 مريض يعانون من سوء التغذية ويمكن أن يصبح حالهم أكثر حرجاً ويحتاجون الى دخول المستشفى في غضون أسبوع في حال لم يتم إدخال المساعدات".
وقال سكان في البلدة للوكالة الفرنسية في اتصالات هاتفية الأسبوع الماضي إنه لم يعد هناك ما يأكلونه وأنهم يقتاتون على الأعشاب والماء والملح وجذوع الشجر.
وأبدت الأمم المتحدة خشيتها على مصير المحاصرين في مضايا، وأفادت عن "تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 13 شخصاً على الأقل جراء الألغام التي زرعتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها أو إصابتهم برصاص قناصة أثناء محاولاتهم تأمين الغذاء أو جمع أعشاب عند أطراف المدينة.
في محافظة إدلب، تحاصر فصائل "جيش الفتح" التي تضم "جبهة النصرة" (ذراع القاعدة في سوريا) وفصائل إسلامية أخرى، نحو 20 ألف شخص في كفريا والفوعة بشكل محكم منذ الصيف الماضي، تاريخ سيطرتها على كامل المحافظة.
فرنسا تدعو لرفع الحصار
ومن جانب آخر دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الاثنين، سوريا وروسيا إلى وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين، لاسيما وضع حد لـ"محنة" بلدة مضايا المحاصرة، وذلك قبل أسبوعين من بدء محادثات السلام السورية.
وقال فابيوس للصحفيين بعد الاجتماع مع منسّق المعارضة السورية رياض حجاب: "ناقشنا ضرورة أن تنهي سوريا وروسيا بشكل مطلق عملياتهما العسكرية ضد المدنيين، لاسيما المحنة في مضايا ومدن أخرى يحاصرها النظام".
وأكد فابيوس موقفه بأن الرئيس بشار الأسد لا يمكن أن يبقى في السلطة، وقال إن باريس ستتشاور مع مجلس الأمن الدولي للضغط على سوريا لإنهاء الهجمات العشوائية.
ومن المقرر أن يجتمع فابيوس مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في وقت لاحق اليوم.