إعادة تدوير “محفوظ عجب” و”محجوب عبد الدايم” في مصر!

وما إن جلس أمام الكاميرات حتى وضع لنفسه خطاً يسير عليه، ولأنه لا يجيد الفصحى اختار التخاطب بلغة "تحت السلم يا وهيبة"، يسب هذا ويلعن ذاك، وكأنه يخرج فضلاته - أعزكم الله - من فمه، يوزعها على كل من غدا أو راح

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/14 الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/14 الساعة 02:43 بتوقيت غرينتش

عجباً.. لما وصلت إليه الفضائيات المصرية من حال يرثى لها، بعد أن وظفت "وجوهاً عليها غبرة" لا تمت للإعلام بأي صلة.. بغرض "السب واللعن"، وإطلاق أقذر الألفاظ لتقتحم البيوت كوباء "الإيدز" الذي لم ينفع معه "فرخة التموين" ولا كفتة "أونكل عبد العاطي".. سيل من السفالة و"الردح" كزبد البحر يلطم بعضه بعضاً.

يحتل القائمة عجوز "متصابٍ" سبق أن تم تشوينه بمخازن أحد الأندية الكبرى لأكثر من 4 عقود، ثم أتت به الرياح الخبيثة لمحطة cbc لمناقشة بعض القضايا الكروية، ونظراً لفسخ عقد أحد مذيعي القناة بسبب إصراره على راتب فلكي، تم وضع "العجوز المتصابي" على خريطة القناة تحت بند "مذيع على ما تفرج" بعد أن كلف مكياجه إدارة الإنتاج مبالغ باهظة لإطفاء الإضاءة على رأسه "الصلعاء" وجبهته "الكروية"، وتم خصم التكلفة من راتبة المتدني الذي بالكاد يكفي تكاليف انتقاله لمدينة الإنتاج الإعلامي ثم شحنه للقاهرة مرة أخرى.

وما إن جلس أمام الكاميرات حتى وضع لنفسه خطاً يسير عليه، ولأنه لا يجيد الفصحى اختار التخاطب بلغة "تحت السلم يا وهيبة"، يسب هذا ويلعن ذاك، وكأنه يخرج فضلاته – أعزكم الله – من فمه، يوزعها على كل من غدا أو راح، وما نجا من "فحيح" لسانه أحد ولا شجر ولا حجر، إلا وأصيب بسمه الزعاف، متهماً من حوله من البشر بالخيانة والعمالة، ومدعياً أنه الوطني الوحيد على ظهر الأرض، فإذا ساقتك الصدفة البحتة السيئة لبرنامجه – لا قدر الله – فإنك لن تسمع إلا فواصل من "الهرتلات" واللعنات رددت بأنكر الأصوات.

الغريب في الأمر أنك لو سجلت اسمه في محركات البحث، سوف تجد معلومات عنه أشبه بالعجائب السبعة: العجوز المتصابي.. "يسب.. يلعن.. يتهم.. يحرض.. يغسل.. يشعل.. يهين.. كلاً من أحمد حلمي، وإيناس الدغيدي، والبرادعي، وميسي، وبركات، وعكاشة، وأبو تريكة، والفنانة انتصار التي قال في حقها "مش لاقية راجل يلمها"، ولكنه للحقيقة "وقف انتباه زنهار مذلول" أمام المستشار مرتضى منصور.

فهل جاء رجل الأعمال الملياردير "محمد الأمين" صاحب الـ 14 قناة فضائية وعدة صحف مصرية.. بـ"العجوز المتصابي" لتصفية حساباته الشخصية مع آخرين على شاشة cbc أمام المشاهدين؛ ليثبت بالدليل القاطع أن قنوات الأمين ما هي إلا بوابة مجمع صرف صحي طفحت في شوارع مصر، أزكمت الأنوف، وأغرقت المنازل، ولم تفلح ماكينات الكسح من وقف طوفان المشاهد والروائح الكريهة.. إنها بالفعل محطة صرف cbc لمعاقبة ملايين المشاهدين.

ألم تهذبهم الرياضة في أخلاقهم.. أو تعلمهم أن السب واللعن من أقبح الخصال، وأن التحلي بحلو الكلام يرطب القلوب ويشرح الصدور.. ألم يخطر ببالهم أنهم بحصائد ألسنتهم سيهوون في نار جهنم سبعين خريفاً، ولن يغني عنهم "محمد الأمين" أو أموالهم شيئاً.. يوم يداهمهم المرض الخبيث، ويهاجمهم الموت من كل مكان فلا فوت.. إنها نهايات الطغاة وسوء الخاتمة.. عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن اللاعِنين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة).

وصحفي آخر نصب نفسه متحدثاً رسمياً عن لسان السلطة، جمع من البيان مجلدات ومعلقات صاغها في موسوعته "النفاق سيد الأخلاق" ودار مع الزمان شطر وجهه لينعم بمقعده المسجل باسمه تحت "قبة البرلمان" لا يخلو له برنامج إلا وصوت سهامه المسنونة على هذا وذاك، وعرّج في كل مكان ليشعرك بأن ذاكرته مجمع لوكالات الأنباء العالمية، لم نشهد عليه غير الاعتراض لمجرد لفت الأنظار إليه، وعلى وجهه علامات الاكتئاب كالذي يغشاه موج من "الإمساك" ولم يفرج الله عنه.

على هذا المنوال تم تدوير أكثر من صحفي عرفوا من أين تؤكل الكتف، وأكلوا وشربوا على جميع الموائد، ومدحوا وقدحوا أصحاب السلطة، وذموا وهجوا .. ثم ماذا بعد في جراب القدر من حواة، أطماعهم في الحياة أن يمسحوا جوخ من بيده السلطة ليرضى عنهم، والأمثلة على هذه الشاكلة ما أكثرها من عينة "محفوظ عجب" و"محجوب عبد الدايم" أطلت علينا من جديد على فضائيات "cbc" و"صدى البلد" و"النهار".. يا لها من وجوه باسرة تشكل للأسف ملامح الحياة المتعثرة التي نعيشها الآن، وسحنات كالحة مالحة لا نملك سوى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم!.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد