خُذْ ولا تأخُذْ لعامِكَ الجَديد..

أحلامك التي استعصت عليك وما انصاعت حتى الآن تعطيك فسحةً من الوقت لتسأل نفسك من جديد هل حقًّا تريدني؟ يمكنك التراجع ويمكنك التشبث، تتغير الاهتمامات وتنضج الرؤى وتنمو وتضمر الأحلام ولا عيب في ذلك، قرِّرِ الآن إن كنت ما زلت متمسكًا بها.. فعليك أن تجد طريقا آخر.. بابًا آخر.. نافذة أخرى، أيّ طريق مشروع يوصلك لحلمك فهو خيارك، لا بأس بأن تقفز من النافذة أو تعبر عبر السرداب أو تتسلل من ثقب الجدار إذا ما استعصى عليك فتح الباب.

عربي بوست
تم النشر: 2016/01/06 الساعة 03:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/01/06 الساعة 03:37 بتوقيت غرينتش

طوينا للتو صفحة عام واستقبلنا عاماً آخر، فسبحان الذي وهبنا النهايات والبدايات لندرك أن بعد كل نهاية حتمًا هنالك بداية، ربما النهاية ليست خيارنا دائمًا وربما تُفرض علينا بهيئتها (الجميلة أو التعيسة) وطعمها (الحلو أو المرّ) لكننا حتمًا نملك خيار البداية دائمًا.

نملك خيار البداية وهيئتها وطعمها ولونها إذا أردنا ذلك، ونواميس الكون تهمس في رَوعك أنَّ أجمل سقوط نحو الأرض لحظة السجود يتبعه ارتقاءٌ ما بعده ارتقاء، فكيف تسقطُ وتظلُّ جاثيًا على ركبتيك؟ هل وجدت في صفحة الأرض ما يدعوك لأن تتأمل مثلًا؟ هل تنتظر من يمد إليك يدًا تسندك.. هذا الخيار ليس متاحًا دائمًا.

دعونا نتفق أننا نملك خيار البداية ونريدهُ فعلًا، نريده بشغف الطفل وهو يخطو أولى خطواته على الأرض يتعثّر ويستند ويستقيم، نريده بحجم الأسى الذي ابتلعَ قلوبنا، نريده بعدد كل الأحلام التي استعصت علينا، نريدهُ بمرارة النهاية التي لم تكن خيارنا ربما، نريدُ أن نبدأ من جديد.

انظر إلى النهايات نظرة حب وصافحها بقلب متصالحٍ متسامح، فقد أهدتك الكثير الذي ستكتشفهُ لاحقًا وأول ما أهدتك بداية جديدة وشغف متزايد لها، أخذت منك لا أحد ينكر لكنّها أعطتك لو أردت أن تدرك وتستمر، فكم من وجعٍ أحيا فينا جذوة الحياة بعد انطفاء؟!

تصرف كمسافرٍ يقف الآن على سلّم الطائرة، مثقلًا بالكثير ويريد أن يتخفف ليحظى برحلةٍ آمنة وهبوطٍ سالم، وقرر ما ستأخذ وما لا ستأخذ معك إلى عامك الجديد..

أحلامك التي استعصت عليك وما انصاعت حتى الآن تعطيك فسحةً من الوقت لتسأل نفسك من جديد هل حقًّا تريدني؟ يمكنك التراجع ويمكنك التشبث، تتغير الاهتمامات وتنضج الرؤى وتنمو وتضمر الأحلام ولا عيب في ذلك، قرِّرِ الآن إن كنت ما زلت متمسكًا بها.. فعليك أن تجد طريقا آخر.. بابًا آخر.. نافذة أخرى، أيّ طريق مشروع يوصلك لحلمك فهو خيارك، لا بأس بأن تقفز من النافذة أو تعبر عبر السرداب أو تتسلل من ثقب الجدار إذا ما استعصى عليك فتح الباب.

أعزاؤك الذين ما باتوا كذلك، راهنتَ عليهم في حبٍ أو حُلمٍ أو مشروعٍ وأبرحوك خسارة هم يستحقون الشكر العميق، فقد علّموك درسًا قاسيًا رائعًا (لا تراهن إلا على نفسك)، لا تراهن على نفوسٍ بشرية تتغير تذبل تنمو وتضمحلّ وتتماها كيفما هداها هواها، راهن على نفسك أنت، جرّب وستذهلك.

فجر البداية.. خُذ معك أحلامك التي ما زلتَ مولعًا بها، ما زال ندى أمنياتها عالقًا على جفنيك كدمعة فرح ويتراءى أمام ناظريك كرؤيا نبي، خذ عزمك وحبّك وشغفك وانطلق..
فجر البداية.. راهن على نفسك فقط، ثق بها فما بقيت على قيد الحياة إلا بعزمها وإيمانها، انفخ فيها حبًّا وثقة وامسح عليها بالرضا ورتلّ حولها سورة النّصر..
فجر البداية.. صلِّ صلاة مودعٍ على عامك المنصرم، ودّعه بأدبٍ واستغفر له فقد علّمك بقدر ما أوجعك، وارِهِ النسيان وانفض عن روحك البهية ما علق بها من غبار الذكرى.
فجر البداية.. استيقظ، قَبّل روحك العظيمة التي هي نفحةٌ من روح العظيم، انحنِ لقلبك الذي تهشّم لكنه ما انحنى، ارفع قبّعتك احتراماً لهما فهما يستحقان وأكثر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد