العام الماضي 2015 كان مذهلاً في إنجازات وأبحاث الفضاء، بين اكتشافاتٍ مذهلةٍ كالصور والمعلومات الواضحة التي حصلنا عليها عن عوالم مثل بلوتو وسيريس، والإخفاقات الدرامية في رحلة غزو الفضاء، كانفجار "فالكون 9" الذي أطلقته شركة سبيس اكس لأبحاث الفضاء بعد 139 ثانية فقط من إطلاقه.
لكن الأمر المؤكد تماماً أن العام 2016 سيشهد طفرات حقيقية في مسيرتنا نحو فهم ذلك الكون الهائل، فما الذي يخبئه لنا هذا العام؟
إليكم توقعات فريق موقع "عربي بوست" عما ننتظره في 2016:
سباق التربح من الفضاء.. التعدين في القمر:
على الرغم من الإخفاق الكبير الذي واجهوه في 2015، فإن "سبيس اكس" – المؤسسة الأميركية المعنية بتكنولوجيا الفضاء -، أثبتت أنها مازالت أهم الجهات العاملة في النقل الفضائي، وذلك بعد تعافيها سريعاً مما حصل في يوليو/تموز الماضي وانتهاءً من "فالكون 9" مرة ثانية، هذه المرة بنجاح.
لكن هذه الشركة كأغلب الشركات المماثلة تعتمد على أبحاث علمائها والعقود التي تمضيها مع وكالة ناسا في جني أرباحها.
الرؤية التي يبدو أن "مون اكسبريس" تختلف معهم فيها، الشركة الخاصة حديثة الإنشاء التي تخطط لحفر ثروات القمر الطبيعية! على أمل العثور على مواد خام ثمينة كالكوبلت والذهب، وبعض المواد الأخرى كالهيليوم والحديد والبلاديوم والبلاتين وحتى التنغستن.
الشركة التي أسسها بوب ريتشاردز ونافين جاين في العام 2010، تهدف بشكل أساسي إلى استخراج الثروات الطبيعية للقمر بغرض الاستفادة منها في الحياة على الأرض، أو حتى في الفضاء إن أمكن في المستقبل.
مازال لدينا ولدى الجميع بالطبع استفهامات كثيرة حول كيفية التنقيب في القمر نظراً للظروف المختلفة من الجاذبية ودرجة الحرارة، مع الأخذ في الاعتبار بالطبع التكاليف الهائلة التي ستنفق في كل رحلة من الهبوط على سطح القمر وحتى العودة بالثروات مرة أخرى إلى الأرض، ولكن يبدو أن الشركة لديها تصوراً سيجعل من هذا الأمر سابقة مربحة للغاية. وربما نكون محظوظين لنشهد حدوث تلك السابقة لأول مرة في التاريخ في العام 2016.
"مون اكسبريس" تشارك حالياً في مسابقة جوجل لأول شركة خاصة تستطيع الهبوط بمركبة على سطح القمر وقطع مسافة 500 متراً، ثم بث فيديو بدقة عالية وصور واضحة إلى الأرض، بل وتنوي الشركة ربح الجائزة الأولى المرصودة للفائز بالمسابقة وقدرها 20 مليون دولار.
نحو فهم أكثر لمصدر الغاز الغامض.. كوكب المريخ يأتي في الصدارة:
الكوكب الرابع بعداً عن الشمس، احتل عناوين الأخبار العام الماضي بالخبر الأكثر إثارة على الإطلاق عندما اكتشفت "ناسا" مياهاً جارية على سطحه، بعد سنوات من البحث والتدقيق في الكوكب الذي طالما ظهرت فيه ندوب طبوغرافية تشبه تماماً بصمات تدفق مياه.
الأمر ليس مجرد اكتشاف عادي، فهو قد يعني باحتمالية كبيرة وجود حياة ميكروبية تحت سطحه، بلغة أبسط، حياة أخرى في مكان غير الأرض!
يأتي هذا الاكتشاف ليداعب خيال العلماء بإيجاد كوكب بديل للحياة، حيث بإمكاننا بسهولة استخدام الماء إن وجد كمصدر للأكسجين، بل ووسيلة للزراعة.
الأمر الذي مازال بالطبع بعيداً عن متناول أيدينا، فأقرب خطة لرحلة استكشافية ستكون في العام 2021، لكن العلماء مازلوا يحاولون فهم ألغاز أخرى عن الكوكب الغامض، ونأمل أن نحصل على بعض الإجابات في 2016.
فأحد أكبر الألغاز الذي يواجه العلماء الآن، هو مصدر غاز الميثان على الكوكب، السؤال الذي بدأ في طرح نفسه عندما رصدت مركبة "ناسا" في المريخ ارتفاعاً في مستويات الغاز بالقرب من السطح، وعدم تمكنهم من تحديد هل الصخور هي مصدر ذلك الغاز المنبعث أم أنها أحفوريات مريخية تحت الأرض!
بالطبع إذا كان الأمر الثاني، فإن ذلك سيعني قطعاً وجود حياة سابقة وحياة ميكروبية حالية على الكوكب الأحمر.
في مارس/آذار 2016، من المتوقع أن تبدأ مركبة "اكسو مارس"، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية في تتبع مصدر الغاز في غلاف المريخ الجوي، على أمل ايجاد ولو مستويات ميثان ضئيلة في الغلاف، الأمر الذي قد يمكننا من معرفة مصدره.
لنتجسس على الكوكب الذي يتجسس علينا: إلى المشتري!
في صورة التقطها المرصد الفضائي "هابل" سابقاً، ونشرتها "ناسا" مؤخراً، ظهر فيها كوكب المشترى وكأنه يحدق بكوكب الأرض، الصورة التي علق عليها العلماء ساخرين بأن الكوكب العملاق يتجسس علينا.
تلك الصورة في الواقع كانت عبارة عن ظل قمر غانيميد، والتي ظهرت في وسط إعصار ضخم كان يراقبه التليسكوب هابل، لتظهر في النهاية على شكل عين ذات قزحية تحدق إلينا.
2016 ستكون حافلةً بالمعلومات حول الكوكب الضخم، وذلك لاقتراب مركبة "ناسا" المسماة "جونو" أخيراً من مدار المشترى، بعد عدة سنوات من الترحال في الفضاء. المركبة التي أطلقت من قاعدة كيب كانافيرال في أغسطس/آب 2011 ستكون ثاني مركبة فضائية تدخل مدار المشتري.
المركبة على خلاف جميع المركبات الفضائية الأخرى، مزودة بثلاثة ألواح طاقة شمسية ضخمة بحجم الحافلة بدلاً من استخدام الطاقة النووية لمد المركبة بالطاقة.
"جونو" من المتوقع أن تمدنا بمعلومات جديدة حول الغلاف المغناطيسي والمجال المغناطيسي والجاذبية للمشتري.
ومن المتوقع لجونو أن تدخل مدار الكوكب في يوليو/تموز 2016.
أخيراً: إطلاق "دريم تشيسر"
أعلنت شركة "سييرا نيفادا" الأميركية عزمها إطلاق أول نموذج لمركبتها الفضائية المدارية "دريم تشيسر" في 2016.
طائرة الفضاء التي تبدو كمكوك فضاء مصغر، ستكون أول طائرة تطلق بشكل عمودي كصواريخ الفضاء، وتهبط بشكل عادي أفقي كأي طائرة عادية في مهبط للطائرات.
الطائرة أو المكوك المصغر سيكون قادراً على حمل طاقمٍ من 7 أشخاص، ومن المتوقع أن يشهد العالم أول إطلاق تاريخي له من مركز كينيدي للفضاء في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
تمتع بإقامة فندقية فاخرة مطلة على.. كوكب الأرض! أول فندق في الفضاء
السياحة في الفضاء أصبحت أقرب مما تتخيلون، في الواقع إذا كنت تملك مليون دولار زائداً عن حاجتك، وبعضاً من الشجاعة، احزم حقائبك و احجز غرفتك من الآن.
فهذا العام 2016، سيشهد إطلاق أول فندق في الفضاء في التاريخ، الفندق الذي صممته مجموعة الفضاء الروسية "انيرجيا" بالتعاون مع المؤسسة الأميركية للتكنولوجيا المدارية.
الفندق الذي سيكون قادراً على استضافة 7 أشخاص، سيعطيك غرفاً تطل على مناظر خلابة للأرض من الفضاء، مع قائمة وجبات يقدمها أشهر الطهاة في العالم. كما أنه سيكون مصمماً ليكون ملجأ للطوارئ لرواد المحطة الدولية للفضاء حال حدوث أي حادث.
لكي تصل إلى هناك، ستستقل في البداية المركبة الفضائية الروسية "سويوز" في رحلة ستستغرق يوماً، لتصل إلى الفندق الذي يقع 217 ميلاً فوق الأرض.
بمجرد ما تصل إلى الفندق، سيستقبلك الطاقم المضيف، لتتمتع بإقامة فندقية وتجربة لا مثيل لها تستمر خمسة أيام.
رحلات مدارية: استمتع بالمنظر الخلاب من الستراتوسفير
"ورلد فيو انتربرايز" – الشركة الجديدة بولاية آريزونا -، بدأت في تقديم عروض لرحلاتها الشبه مدارية التي ستبدأ بداية من شهر فبراير/شباط 2016، باستخدام كبسولة متصلة ببالون، ستأخذك الشركة في جولة 20 ميلاً فوق سطح الأرض.
وعلى الرغم من أن الفضاء يبدأ نظرياً بعد 62 ميلاً، فإنه على الرغم من ذلك سيستمتع الركاب بمظاهر خلابة للأرض.
فإذا كنت لا تملك المليون دولار التي ستأخذك إلى الفضاء، فبمقابل 75 ألف دولار فقط ستذهب في هذه الرحلة التي ستستغرق 4 ساعات.
الرحلة ستكون قادرة على استيعاب 8 ركاب في كل مرة، مع مساحة جيدة تسمح بالسير بحرية والجلوس والتمتع بالمشهد الرائع.