قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي السابق، رئيس حزب "شاس"، أريه درعي، إن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك طلب من الحاخام الراحل عوفاديا يوسف حينما زاره عام 1986 في قصر المنتزه بالإسكندرية أن يباركه، وأكد أن الحاخام صلى أيضا لنجاة مبارك بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني لينجو من الإعدام.
"درعي" قال في مقال نشره موقع "كيكار شبات" التابع للمتدينين اليهود، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول 2015، إنه رافق الحاخام الإسرائيلي الأكبر، عوفاديا يوسف، منذ 30 عاما في زيارة إلى القاهرة بناء على طلب من الرئيس المصري، لمناقشة قضية مقابر اليهود وإمكانية إخراج الجثث من أجل إنشاء طريق عام، وهناك جرت الواقعة التي قال إنه يرويها لأول مرة.
زعيم حزب شاس، قال إن مبارك، طلب مباركة الحاخام داخل القصر الرئاسي، لكي تطول أيامه في الحكم، وإنه بعد المناقشات، حول مسألة مقابر اليهود في مصر، طلب الرئيس الأسبق من الحضور تركه وحيدا مع الحاخام الإسرائيلي الأكبر، وطأطأ له رأسه وطلب أن يباركه، وهو ما حدث بالفعل.
وفي مقاله، روى الوزير السابق وزعيم الحزب الديني الشرقي "شاس"، أن الرئيس الأسبق دعا الحاخام إلى زيارة شاركته فيها، وأنهما التقيا مبارك في قصره الرئاسي بالإسكندرية، وفي الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، توقفنا في دمنهور، عند قبر الحاخام يعقوب أبو حصيرة الذي فتحته لنا السلطات المصرية بشكل خاص.
وأضاف درعي: "وصلنا إلى قصر مبارك (قصر المنتزه الملكي السابق)، واستقبل الحاخام بحفاوة كبيرة، وقال له: "معاذ الله أن نضر بالقبور اليهودية"، ودعاه للإشراف على إخراج الجثث اليهودية بنفسه لدفنها في مكان آخر لبناء الطريق الجديد.
ولكن الحاخام عوفاديا رفض طلب مبارك وأبلغه أنه وفقا للشريعة اليهودية يحظر إخراج الموتى من قبورهم، واقترح بناء جسر مصري فوق المقبرة بدلا من الطريق الأرضي، فوافق مبارك على الطلب.
وتابع "درعي" يقول: "في نهاية اللقاء طلب مبارك البقاء وحده مع الحاخام عوفاديا وكنت حاضرا في تلك اللحظة، فأحنى الرئيس المصري رأسه وقال للحاخام: "باركني"، فباركه الحاخام بحرارة، داعيا أن يطيل الله مدة حكمه.
وأضاف درعي أنه عقب ثورة 25 يناير، وحينما تخوف إسرائيليون من إعدام مبارك خلال محاكمته، عاد الحاخام عوفاديا ليدعو لمبارك أن ينجيه الله من تلك العقوبة.
وفد مصري للعزاء فيه
الحاخام عوفاديا يوسف كان الحاخام الشرقي الرئيس، توفي عن عمر يناهز (93 عاما) في أكتوبر/تشرين الأول 2013 بقسم القلب في مستشفى هداسا عين كارم، بعد جراحة لاستبدال منظم القلب المؤقت بمنظم مؤقت جديد.
وأرسل الرئيس المؤقت "عدلي منصور" حينئذ، وفدا لإسرائيل للتعزية في الحاخام عوفيدا يوسف.
عمل في مصر
وسبق أن عاش الحاخام يوسف في مصر، وشغل منصب نائب رئيس الجالية اليهود مصر.
وروى في الماضي أنه كان يحبّ الاستماع للمطرب فريد الأطرش، الذي تعرّف إليه، كما يبدو، في تلك الفترة.
وعقب عودته من مصر، بدأ الحاخام العمل على مشروعين رفعا مكانته، (الأول) إقامة مدارس دينية من أجل الطلاب الشبان المتفوقين المنحدرين من البلاد العربية، الذين عانوا ظلماً في التعليم بإسرائيل مقارنة باليهود الغربيين، وفقًا للحاخام.
و(الثاني) هو نشر كتبه وفتاواه التي جعلته مشهورا في بداية السبعينات، حيث شغل منصب الحاخام الرئيسي لإسرائيل، وبقي في المنصب نحو عقد من الزمان، وكانت له فتاوى شهيرة تشجع على قتل العرب.