خطاب من أم سورية إلى شعب المملكة المتحدة

أتمنى أن أعود إلى سوريا مع أطفالي، وأن نكون معاً وننام في نفس المكان في سلام، ولكني لا أريد البقاء على قيد الحياة دون أطفالي، وكل من يأتي من سوريا إلى ألمانيا أو أي دولة أوروبية أخرى يأتي لهذا السبب، ولا بد أن يعرف الجميع أنه لا يأتي أحد إلى هنا كي يتناول طعام شخص آخر أو يحصل على وظيفته أو منزله

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/12 الساعة 01:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/12 الساعة 01:47 بتوقيت غرينتش

اسمي هالة. أنا سيدة سورية وأم لأربعة أطفال، وبعد تجربتنا في حلب ورحلتنا عبر أوروبا إلى بر الأمان، أصبحت أنا وأسرتي موضوعاً لفيلم وثائقي بعنوان "أطفال على خطوط المواجهة: الفرار".

كنا نعيش قبل اندلاع الحرب حياةً كريمة للغاية في حلب، فقد حصلت أنا وزوجي على التعليم الجامعي، وكنا نعيش حياة طيبة، وكنت أنظر إلى هؤلاء الأقل حظاً وأشعر بالحزن البالغ تجاههم، وحينما اندلعت الحرب في سوريا، قررت أنا وزوجي البقاء وخوض المعركة.

وفي عام 2014، اختطف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) زوجي، ولا أعرف إن كان حياً أو ميتاً، وأصلي كل يوم كي يصلني أي أخبار طيبة عنه، مكثنا في حلب عقب اختطافه؛ لكننا اتخذنا قراراً صعباً بالرحيل منذ 18 شهراً.

المشكلة في كل أنحاء العالم أنه لا يوجد من يريد السوريين، ويتعين على السوريين اتخاذ القرار بالبقاء في نطاق الحرب والمواجهات؛ لأن الجميع لا يريدوننا، فليس أمامنا أي خيار، وعلينا أن نقرر البقاء أو السفر عن طريق البحر – لا أحد يريد السوريين ولا أدري ما السبب في ذلك؟

أود أن تتخذ كافة حكومات العالم قراراً واحداً فقط، هو الإطاحة ببشار الأسد والسماح لكل هؤلاء السوريين بالعودة إلى وطنهم ومنازلهم، الأمر بسيط للغاية على أوباما وعلى الجميع، وبعد انتهاء كل ما حدث، لا يستطيع أحد أن يتصور أو يحلم بالأمور التي حدثت في سوريا.

الأمر خطير للغاية على أطفالنا، ومن المؤسف أن ترى طفلك تحت الأنقاض بحيث لا يمكنك أن تحصل سوى على يده أو ساقه فقط، إنه أمر سيئ للغاية، لا أحد يرى تلك الأمور، ولا بد أن يتفهم أي شخص لديه أطفال المخاطر التي يتعرض لها أطفالنا، فإذا أصيب أي طفل بأذى تكون هناك مشكلة.

ومع ذلك، يرى بقية العالم أن الشعب السوري وأطفاله لا قيمة لهم ولا لدمائهم، لم نأتِ لأوروبا كي نأكل أو نحصل على سكن، لقد بقيت في سوريا لسنوات دون طعام يُذكر، ومكثنا هناك لخمس سنوات محرومين من الكثير من الأشياء.

أنا لا أريد تناول الطعام، ويمكنني البقاء في الشوارع إذا لزم الأمر، فأنا لا أخشى شيئاً، ولكني لا أريد أن أفقد أطفالي أمام عيني، كل ما نحتاجه هو أربعة جدران وسقف يطوقنا، وأن نعيش في أمان مع أطفالنا، لا أفعل ذلك من أجل نفسي، بل من أجل أطفالي.

أتمنى أن أعود إلى سوريا مع أطفالي، وأن نكون معاً وننام في نفس المكان في سلام، ولكني لا أريد البقاء على قيد الحياة دون أطفالي، وكل من يأتي من سوريا إلى ألمانيا أو أي دولة أوروبية أخرى يأتي لهذا السبب، ولا بد أن يعرف الجميع أنه لا يأتي أحد إلى هنا كي يتناول طعام شخص آخر أو يحصل على وظيفته أو منزله، نريد أن نعيش في أمان، وأن يذكر العالم كله حقيقة ما يحدث في سوريا، العالم بأسره منزل كبير للجميع، ونحن جميعاً أسرة واحدة، هذا هو الخطاب الذي أود أن أرسله لكافة شعوب العالم.


حقوق الصور للقناة الرابعة الانجليزية
مقدمة فيلم أطفال على خطوط المواجهة: الفرار

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ "هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد