1- من الصعب على الآباء أن يتفهموا رد الفعل الفجائي للمراهقين. وهو رد الفعل العنيف والسريع تجاه حدث بسيط جداً. وهذا يفسر لماذا يبدو ابنك عاقلاً، وبعد لحظات، ينفجر بالغضب. في أثناء فترة المراهقة، تدخل المسارات العصبية في عملية إعادة تنظيم. ومن العبث محاولة استئناف المناقشة بهدوء في هذه الحالات. تماماً مثلما تؤجل خروجك من المنزل حتى يتوقف المطر، انتظر حتى تمر العاصفة قبل أن تحاول الاستمرار في المناقشة. في هذه الأثناء، يشعر المراهق كما لو كان يقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة.
2- لا تخف من الخلاف، بعض المراهقين يستمتعون بالخلاف أحياناً لأنهم يتمكنون من إيصال وجهة نظرهم للآخرين. فإذا كان ابنك عقلانياً عادة، فلا ضير أن تتركه يعبر عن نفسه أحياناً.
3 – لا تقلل من قدر تعلقهم بأحد أصدقائهم أو رغبتهم في الحصول على إحدى المقتنيات. في مناقشة ترفض فيها تلبية رغبة ابنك المراهق في الحصول على شيء يتمناه، عليك أن تكون حذراً. حاول أن تكون منطقياً وقيِّم المخاطر الحقيقية، وحاول أن تفهم كيفية تعامل المراهق مع مثل هذه المواقف. إذا ما كان يميل إلى العقلانية، فلا مانع من إعطائه هامشاً أكبر من الحرية، وإلا، فلا تتردد في الرفض.
4- إذا ما سمعت منه عبارة "إنك لا تفهم ما أعنيه" تجنب الإجابة "بلى، لقد مررت بنفس المواقف". بدلاً من ذلك، قل: "ربما لا أفهم، حاول أن تشرح لي"، لطالما اعتاد المراهقون على أن يتلقوا الأوامر من الكبار، لذلك قد يفاجئهم هذا الرد. وربما تستطيع تفهم وجهة نظره بالفعل.
5- حاول أن تتفهم الأسباب الكامنة خلف ما يريد إيصاله لك. هل يرغب بشدة في اقتناء أحد ألعاب الفيديو؟ ربما تكون ضغوط الحياة هي ما تجعله يرغب في الهرب. اسأله: "ماذا سيعني لك ذلك؟"، أو "ماذا سيحدث إن لم تحصل عليها". حتى وإن رفضت طلبه في النهاية، فسيشعر بأنك تستمع إليه.
6- لا تحاول أن تكون أنت الرابح في كل النقاشات. إذا كنت تريد أن تنمّي لدى أولادك مهارات التفكير النقدي فعليك أن تستمع لهم، وتعترف، أحياناً، بأنهم كانوا على صواب. بدلاً من أن تقول: "هذا قراري – المناقشة انتهت"، حاول أن تؤجل النقاش إلى وقت آخر حتى تتمكن من التحدث بهدوء. إذا ما تكرر الحديث عن نفس الموضوع، فهو في الغالب ذو أهمية. على سبيل المثال، قد لا يكون الموضوع الهام هو حضور حفلة معينة، بل قدر الحرية الذي يتمتع به ولدك. يمكنك أن تقول: "من الواضح أن الأمر هام، لذلك سنكمل الحديث عنه صباح السبت (مثلاً)"، وكذلك يمكنك أن تقول: "أحتاج المزيد من الوقت كي أفكر في الأمر. لنتحدث عنه يوم كذا"، سيعلمه هذا أن يتأنى في اتخاذ القرارات الهامة.
7- تعرف على شخصية ابنك ولا تخف منه. لا تدع صمته أو همهمته تزعجك. حاول التعامل مع الأمر ولا تتجاهله. المراهق يحتاج لوالديه تماماً كما كان في طفولته. ولكن لا يريد الوالدان أن يكونا مسيطرين ومتطفلين. لا تطرق الحديد وهو ساخن، بمعنى أجّل النقاش حتى يهدأ الطرفان.
8- إذا أصبح النقاش انفعالياً، حاول الحديث عن عنصر عملي، مثل "في أي وقت سيبدأ الحفل؟"، أو "ما إمكانيات هذا الجهاز؟"، ربما يهدئ هذا من رد الفعل الغاضب.
9- لا تخف من المزاح أثناء الخلاف، فإذا كنتما تصرخان كليكما، فربما يلطف المزاح الموقف، ولكن، تجنب السخرية من المراهق، وإلا ستجلب لنفسك مشكلة أخرى.
10- مهما كان عمره، فالابن يحتاج لوالديه. لا تصدر تهديداً إلا إذا كنت قادراً على تنفيذه، ولا تساوم على الحب. وإذا ما تطورت الأمور في اتجاه خارج عن السيطرة، فمن الأفضل أن تقول: "سأتركك الآن، ولكن سنتحدث في وقت لاحق، حينما تكون مستعداً للحديث".
هذا الموضوع متجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.