إذا بدا وجود توأم رضيع مثل الحرب، فإن رعاية توأم بعمر العامين هو مفاوضات لحل إحدى قضايا احتجاز الرهائن المعقدة، إنه أسهل بشكل ما، فأنتِ لا تقومين بذات المجهود الجسدي، يمكنهما المشي، وإطعام نفسيهما (مع بعض الفوضى)، ويمكنهما اتباع بعض التوجيهات البسيطة (أحياناً).
إلا أنهما حين يصلان إلى عمر العامين، يبدآن في تنمية شخصيتهما الخاصة الصغيرة، بكل ما فيها من رغبات واحتياجات، وهما يكتشفان حدود ما يمكنهما القيام به، وحدود صبرك، باعتبارك أحد والدي التوأم، فستحتاجين إلى الذكاء؛ لأنك تتعاملين مع ديكتاتورين صغيرين يقيمان عدالة جميع الأشياء.
تعلمين أن لديكِ توأماً بعمر العامين:
حين تجلبين اثنين من كل شيء، إن أراد أحدهما قطعة من الجبن، فسيفعل الآخر، وإن أراد أحدهما المزيد من الماء على فرشاة الأسنان الخاصة به، فسيرغب الآخر في ذلك، إن لم يرغبا في ذلك، فسيبكيان.
سيبدأ طفلاكِ في الهروب منك حين يحتاجان لتغيير الحفاض، الأطفال في عمر الثانية سريعون وأقوياء؛ لذا لن يكون عليكِ فقط تغيير الحفاضات المقززة، بل سيكون عليكِ مقاومة الطفل لتغييره، لو أن بإمكاني الوصول لطريقة لإقناعهم بأنني لا أحب تغيير الحفاضات.
حين يأتي أوان التدريب على استخدام الحمام، فستجدين برازاً على الأرض، وسيدوس الطفل الآخر عليه؛ ليصبح بإمكانك تتبعه عبر المنزل بهذه القدم، بينما تصرخين فيه أن يتوقف عن الركض، وهو يضحك لتطارديه.
سيتشاجر طفلاكِ حول من يقوم بسكب البول من النونية إلى المرحاض، وهو العراك الذي ينتهي عادة بسكب البول الدافئ على أحد الطفلين على الأقل، وقدمك على الأرجح، وسيتشاجران كذلك على من يقوم بطرد ماء المرحاض، ثم سيبكيان حول من لم يقم بذلك، سيبكيان على كل شيء، بينما أنتِ تحلمين بدخول الحمام وحدك مرة أخرى في أحد الأيام، تحلمين بفعل أي شيء وحدك.
كل ما تفعلينه هو النظر للصور والتفكير فيهما حينما لا يكونان موجودين.
وحين يبدآن في الذهاب للحضانة، تشعرين بنجاحك الأمومي، تحصلين أخيراً على وقت خاص بكِ، ويعودان سعيدين ومرهقين، إلا أن ميكروبات الحضانة تغزو منزلك، وحين يمرض أحدهما ويبقى في المنزل، فما زال عليكِ إيصال الآخر إلى المدرسة وإحضاره.
أما عدوى الطفل الآخر من شقيقه فهي مسألة وقت لا أكثر، عند هذه المرحلة، تعلمتِ أنه من العبث محاولة السيطرة على أي مرض، ومن الأفضل أن يتشاركا الوجبات الخفيفة وأكواب الماء، تعلمين أنهما سيمرضان في كل الأحوال.
يتعلمان كيفية التسلق خارج أسرتهما أسرع من أقرانهما الوحيدين، يقلدان كالقرود،
وحين تقومين بنقلهما للأسرة المخصصة للأطفال، تتخلين عن النوم نهائياً، إن كانا يتشاركان الغرفة، فستجدين كل الملابس خارج الأرفف وكل الألعاب بعيدة عن أماكنها خلال وقت القيلولة، ستبدو غرفتهما وكأن إعصاراً ضربها.
وتتحولين فجأة من شراء تذكرتي طائرة لكِ ولشريكك، لتبدئي في شراء 4 تذاكر.
يتشاجران حول من يغني في السيارة، ولا يكترثان بعدد مرات قولك إن "بإمكان الجميع أن يغني".
ولفترات قصيرة من الوقت، سيبدآن في اللعب منفصلين، هذا ما حلمت به خلال العامين الأولين من رعايتي للتوأم، لفترات قصيرة من الوقت، يلعب كل من طفليّ على حدة في غرفته، سيمنحك هذا في النهاية برهة للتركيز على طفل صغير رائع على حدة، وستنعمين بلحظات رائعة من الحديث مع طفل واحد.
التعامل مع طفل واحد على حدة هو حلمٌ رائع.
دون أي مقدمات، سيقوم أحدهما بفعل شديد اللطف لشقيقه، سواء أحضر ملصقاً له أو مصاصة من الطبيب، أو السؤال عنه إن انفصلا، سيكون هذا غير متوقع وفي غاية اللطف.
أما الصمت فمرعب، كما ذكرت من قبل، في الثانية من العمر، أنتِ لا تقومين بذات الجهد الجسدي الذي اعتدت عليه حين كانا في طور الرضاعة، قد تمتلكين بعض الوقت للغسيل أو لغسل الأطباق في الوقت الحالي، لكن في الوقت نفسه، اركضي -لا تمشي فقط- إن توقفت ثرثرتهما فجأة، على الأرجح يلعبان بشيء يعلمان أنه لا يجدر بهما اللعب به.
يرغب كل منهما فيما يملكه الشقيق الآخر أياً ما كان، بمن في ذلك أنت وشريكك، سيطوران طرفاً مفضلاً، وسيرغبان في أن يحملهما هذا الطرف في نفس الوقت ويجلسان بجانبه أو بجانبها، ويغير لهما، حالياً لست الطرف المفضل أثناء وجود زوجي في المنزل، إذا لم يرغبا في تغيير الحفاض أثناء وجود شريكك بالمنزل، فاستمتعي بهذه اللحظة.
يظنان كذلك أنه من الممتع الركض في اتجاهات مختلفة بالخارج؛ في الملاعب ومراكز التسوق.. إلخ.
ولذا ستذهبين إلى الملاعب المُسورة فقط أو إلى المتاحف وساحات اللعب المغلقة،
لكن يمكنك أخيراً الذهاب إلى النزهات العائلية دون ملايين الأغراض، يمكنهما الشرب من الأكواب العادية، وتناول الطعام العادي والمشي دون الحاجة إلى عربة الأطفال، وستبدئين بالشعور بإنسانيتك مرة أخرى.
-+
وما بين الشجارات، ستلتقطين بعض المحادثات الرائعة بينهما.
فجأة، تجدين شخصين صغيرين يعيشان في منزلك، وهي نعمة كبرى أن تشاهدي نمو شخصين مختلفين تماماً في نفس الوقت، إنه وضع شديد الفوضى، وفي أغلب الأحيان أشعر بأنني لن أصل لموعد النوم، إلا أنني لا أتمنى أن يكون الوضع مختلفاً.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.