عشرة أشياء ينبغي أن يعرفها “آباء” الأطفال “الطبيعيين”

إذا قابلتم طفلتي في الشارع، ستعتقدون أنها طبيعية للغاية؛ إذ إنها في الحقيقة آسرة وفكاهية، ولكن ما لا تعرفونه هو أنها قضت طفولتها تعاني من إعاقات وأمراض لا يمكنكم أن تروها.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/02 الساعة 04:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/02 الساعة 04:36 بتوقيت غرينتش

إذا قابلتم طفلتي في الشارع، ستعتقدون أنها طبيعية للغاية؛ إذ إنها في الحقيقة آسرة وفكاهية، ولكن ما لا تعرفونه هو أنها قضت طفولتها تعاني من إعاقات وأمراض لا يمكنكم أن تروها.

يمكن أن يُنظر إلى كثير من الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب، أو اضطراب القلق العام (الذي يختلف عن القلق عند المراهقين)، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، أو خلل في الوظائف التنفيذية، أو اضطراب التحدي الاعتراضي، أو عسر القراءة، أو المشاكل الحسية، أو من يعانون من إحدى مشكلات الطيف التوحدي، على أنهم طبيعيون، وتُعزى أعراضهم إلى السلوك السيئ، أو (ما يفضله الجميع) الآباء السيئين.
ولكن ليس الأمر هكذا، إليكم بعض الأشياء التي يحتاج أن يعرفها آباء الأطفال ذوي "التنوع في الخلايا العصبية".

1- المشكلة "ليست" أننا أو أن أبناءنا لا يبذلون الجهد الكافي وحسب

فالحقيقة أنهم يعانون من مصاعب غامرة، وإنها مرهقة؛ لذا فإن كثيراً منهم ينتابه الإرهاق من المحافظة على رباطة جأشه كل يوم في المدرسة، وكثيراً منهم يستعيضون ذلك ويبذلون قصارى جهدهم كي يكونوا "طبيعيين"، ولكن عندما يعودون إلى المنزل، يفقدون تحكمهم تماماً ويصير الأمر كالجحيم، إنهم ينهارون بشكل مذهل.

2- جربنا كل شيء
رجاءً لا تخبرونا بأنه ينبغي علينا "أن نجرب هذا"، أو أن طفلنا "ينبغي عليه أن يفعل ذلك"، ألا تعتقدون أننا جربنا كل الحلول المتاحة تحت الشمس؟ ألا تعتقدون أننا نشعر بالقلق في كل دقيقة وفي كل يوم من أن طفلنا ليس في المكان الذي يحتاج أن يكون فيه، ونتساءل كيف حقاً سيستطيع أن يواجه هذا العالم؟ لقد فعلنا، وقد جربنا كل الحلول المتخَيلة، إننا لم نحيَ أبداً بدون قلق، وكثير منا سوف يستكمل باقي حياته هكذا.
كما أن المعلمين والأطباء ومديري المدارس وحمواتنا لا يصدقوننا أو يثقون فينا، علينا أن نقاتل في كل مكان نقيم فيه، وأمام كل إحالة طبية وتغطية تأمينية، وضد كل شيء.

3- لقد تعذبنا قبل أن نقرر اللجوء إلى الطبيب
لا يتخذ أي والدين بسهولة قرار إخضاع أطفالهم للعلاج الطبي، لا سيما المنشطات التي تخضع للرقابة، إننا لا نفعل هذا حتى لا نكون لجأنا إلى "الحل السهل". كما لو أن الذهاب إلى الصيدلية كل شهر والاضطرار لدفع الأموال من أجل الحصول على قرص ليبتلعه أبناؤكم يومياً أمرٌ سهل.
لقد تحدثنا مع الأطباء والمعلمين، وجربنا كل شيء وملأنا ملايين الاستمارات، لقد فقدنا قدرتنا على النوم في الليل ونحن نتساءل: هل اتخذنا القرار الصحيح؟

4- النتائج الطبيعية لا تسير مثلما يسير الأمر مع الأطفال "الطبيعيين"

إذا كان هناك طفل يعاني من أي نوع من أنواع طيف التوحد، فـ"لن" يأكل بالضرورة إذا انتابه شعور كافٍ بالغضب، وأيضاً إذا كان هناك طفلة تعاني من القلق، فـ"لن" تتعلم بالضرورة من أخطاء نسيانها لواجبها المنزلي، عوضاً عن ذلك، سوف ترضخ لجميع مسببات القلق وعدم الأمان لديها وسوف تستسلم تماماً، وتوبخ نفسها بقسوة من أنها على مثل هذا القدر من الفشل.
قد يبدو الأمر كما لو أننا ندلل أطفالنا، قد نبدو أننا آباء متساهلون ونبالغ في القلق على أبنائنا، إلا أنه ليس هكذا ببساطة، لا يمكننا دوماً أن نترك أبناءنا يلعبون ويتعلمون بكل حرية ويتوصلون إلى حلول من أجل صراعاتهم؛ لأنهم لا يُظهرون ردود أفعال مثلما يفعل الأطفال "الطبيعيون" ولا يتعلمون مثلهم.

5- النظرة التسلطية البحتة لا تنفع مع هؤلاء الأطفال
سوف تؤدي المحاولات التي من هذا النوع إلى زيادة القلق أو إلى حالة انسداد تام أو انهيار دراماتيكي؛ إذ إن الحدود والقيود هامة للغاية، إلا أن توقع تسببها في تغيير سلوكياتهم؛ لأننا نضعهم تحت ضغط الوقت أننا نعاقبهم، هو بمثابة سوء فهم تام لأبعاد المشكلة.

6- تمر ساعات طويلة من التدريب غير المرئي التي تدور في الكواليس ولا ترونها

يُبذل كثير من الجهد في محاولة تدريب عقولهم كي تستطيع أن تتعامل مع حالتهم وتستمر في هذا العالم، في حالتنا، كانت هذه الساعات تمر في علاج السلوكيات البديهية كي يتعلموا كيف يواجهون القلق وألا يحدث لديهم حالة انسداد تام، مرت ساعات من مساعدتها لتجاوز حلقات الاكتئاب ونوبات القلق التي تهاجمها.

7- إن تأخرنا أو فوتنا مناسبة ما، فلا يعني هذا أننا غير منظمين أو أننا لا نحترمكم

لعل السبب في هذا أننا كنا نواجه حالة من الصراخ أو هجمة من هجمات القلق التي لم نستطِع بسببها أن نجعل طفلنا يغادر حجرته كي يستحم أو يرتدي حذاءه. كما أني تأخرت 30 دقيقة؛ لأن هذا الوقت ضاع في مساعدة طفلتي لتجاوز حالة من الذعر، ثم استغرقت خمس دقائق وأنا أبكي في السيارة وأحاول استعادة هدوئي. كما أننا دائماً لا نستطيع أن نحضر المناسبات؛ لأنها عسيرة للغاية وحسب، وأننا متعبون بالفعل، ولكننا لا نتجاهلكم.

8- إنه أمر متواصل ولا ينتهي أبداً
لا يمكننا أن نعين أي جليسة أطفال، أو نترك أطفالنا في أي معسكرات، أو نشترك لهم في أي نشاط رياضي، أو نعطيهم حرية العيش مثل أي مراهق طبيعي، فكل قرار محفوف بالعواقب بطريقة ما، إنه شيء قاس، وإننا دائماً ننتظر أن ينهاروا مرة ثانية وحسب.

9- إننا نشعر بالوحدة
من الصعب أن نتحدث إلى الآباء الآخرين بصدق حول أطفالنا وما ينجزونه، هل حصل طفلكم على مرتبة الشرف؟ حسناً، ابنتي أيضاً لم تقتل نفسها، مرحى! ليس ملائماً تماماً لأن يُذكَر في محادثة.

10- طفلنا دائماً يُستَبعد ولديه مشكلة في بدء صداقات أو الإبقاء عليها
وإنه ليكسر قلوبنا، مرة تلو الأخرى.
لذا عندما يبدأ صوت إصدار الأحكام داخل رؤوسكم (لدي هذا الصوت أيضاً) في إخباركم بأن آباء هذه الأيام لا يستطيعون التعامل مع أبنائهم، توقفوا رجاءً. اجعلوه صوتاً ألطف يذكركم بأننا لا نعرف ما الذي يحدث لحياة أبنائنا، وأننا نبذل قصارى جهدنا، إننا نعمل عبئاً ثقيلاً، ونحتاج إلى العون لحمله، لا إلى إثقال كواهلنا بعبء الأحكام التي تصدرونها.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد