أحدهم رسم “مريم العذراء” محاطة بمجلات جنسية.. وآخر باع فراشه المتسخ.. أعمال فنية صادمة للجمهور

مشكلة أزليّة عبر التاريخ بين الفن والفنان والجمهور، حول تعريف "ما هو الفن؟"؛ فما يراه الفنان فناً ربما لا يعدُّه الجمهور كذلك. هذا بجانب أن بعض الأعمال تبتعد عن المباشرة في الطرح، الذي يجده المتلقي جاهزاً في بعض المدارس، مثل المدرسة الكلاسيكية؛ فيعدها بعضهم متجاوزة للحدود، التي ترسمها المجتمعات. إليكم بعض الأعمال التي أثارت جدلاً حول العالم عبر التاريخ.

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/16 الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/16 الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش

هناك مشكلة أزليّة عبر التاريخ بين الفن والفنان والجمهور، حول تعريف "ما هو الفن؟"؛ فما يراه الفنان فناً ربما لا يعدُّه الجمهور كذلك.

هذا بجانب أن بعض الأعمال تبتعد عن المباشرة في الطرح، الذي يجده المتلقي جاهزاً في بعض المدارس، مثل المدرسة الكلاسيكية؛ فيعدها بعضهم متجاوزة للحدود، التي ترسمها المجتمعات.

إليكم بعض الأعمال التي أثارت جدلاً حول العالم عبر التاريخ.

Mother and Child Divided


يُعد داميان هيرست من أكثر الفنانين البريطانيين إثارةً للجدل؛ من خلال أعماله الجريئة والمثيرة للصدمة أحياناً، التي قدمّها منذ بداية مساره عام 1986م.

يعتمد داميان في سلسلة من أعماله سماها "حديقة الحيوانات النافقة"، على الفن التصوّري؛ فتمثل جثث الحيوانات مادة أعماله، ولوحة Mother and Child Divided إحدى تلك الأعمال الصادمة.


يُظهر العمل بقرة وصغيرها، شُطرا من المنتصف عمودياً؛ لإظهار ما بداخلهما، قبل إسقاط كلٍ منهما داخل حوض أسماك مليء بمحلول الفورمالدهايد؛ للتطهير، والمحافظة على الجثة من التحلل.

حاز هذا العمل جائزة "ترنر" عام 1993م، لكن تلقى داميان استهجاناً عالمياً من فنانين ونقاد عديدين؛ لاتجاهه الفني، والربح المادي، الذي يهدف إليه من وراء أعماله الفنيّة.

مريم العذراء The Virgin Mary


عُرضت لوحة The virgin Mary، للفنان البريطاني كريس أوفيلي لأول مرة في متحف بروكلين للفنون عام 1999؛ فأحدثت ضجة كبيرة وانتقادات كثيرة من الجمهور، من بينهم وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون؛ الأمر الذي دفع المحافظ السابق لمدينة نيويورك إلى التهديد بإغلاق مؤسسة التمويل، بحجة أن للعمل نوايا خبيثة.


اعتقد الناس أن المقصود هي مريم العذراء، ببشرة سوداء رسمت بروث الفيلة، وأحيطت بقصاصات من مجلات جنسية؛ لكن الفنان كريس أوفيلي أراد من خلال هذا العمل أن يُظهر نظرة المجتمع المتدنيّة للمرأة السوداء.

سريري My Bed


"My Bed"، العمل الذي حاز جائزة تيرنر، أحد أعمال الفنانة المثيرة للجدل، تريسي إمين، ويُعرض في متحفها بجادة واترلو في لندن، عُرض هذا السرير لآخر مرة عام 1998م، قبل نقلِه إلي المتحف.

ففي عام 1996م، عاشت تريسي في غرفة معزولة لمدة 14 يوماً، منفردة بألمها النفسي والجسدي؛ في محاولة لإعادة تأهيل الذات.


وبعد انقضاء تلك الفترة، قررت نقل السرير من مكانه، ووضعه في مكان للعرض؛ ليكون دليلاً مادياً على وضعها في تلك الفترة.

ظل السرير على حاله إلى الآن، إذ يمكن رؤية الجوارب المتسخة، وعلب السجائر بالإضافة إلى أدوية مهدئة، ومشروبات روحية.

بيع السرير في مزاد علني بالمملكة البريطانية، مقابل أربعة ملايين دولار.

الجدار المقوّس Tilted Arc


تُشكل أعمال الفنان الأميركي ريتشارد سيرا، المولود في سان فرانسيسكو عام 1938، صدمة لعديد من محبي الفنون، ومرتادي المعارض؛ لانعدام الجماليّة في أعماله، وغرابة الشكل.

ففي عام 1981، وُضِع أحد أعماله في ساحة مانهاتن بلازا، وهو جدار فولاذي مقوّس؛ أثار هذا العمل سخط كثيرين، فلم يرَ المتلقي فناً في هذا الحائط.


ولريتشارد عمل آخر حائز جائزة تيرنر، لغرفة تشتعل فيها الأضواء، وتنطفئ كل خمس ثوان، لم يجد أيضاً ترحيباً من الجمهور أو النقاد؛ فاشتغال ريتشارد على الكتل الصلبة في مشاريعه التركيبية والنحتية، جعله لا يحظى بإعجاب الجماهير ومحبي الفنون.

النافورة Fountain


فنان القرن العشرين المتمرد، كارسيل دوشامب، الذي كانت أعماله بمثابة تحدٍ للفكر التقليدي للفن، ومصدر للمفاجأة، والتخمين لفناني عصره؛ فلم يكن يهدف من خلال أعماله إلى الإمتاع البصري، أو الإغراء الحسي، بل إلى إشغال العقل، ومحاولة الوصول إلى التفسير الفكري للعمل.


في عام 1917 ،رفضت هيئة الفنانين المستقلين قبول أحد أعماله للعرض في أحد معارض الهيئة.

كان العمل عبارة عن "مبولة"، ولم يجتهد دوشامب حتى في صنعها، بل كانت مبولة جاهزة الصنع من البورسلين، وكل ما فعله دوشامب هو تغيير وضعيتها، لتكون قائمة، وكتب عليها الأحرف الآتية "R.Mutt" للتوقيع، وكان ذلك بمثابة إخلال بشروط المعرض، التي نصت على قبول الفن بكافة أشكاله.

مايرا Myra


يُعد بورتريه ماركوس هارفي "مايرا" إحدى التحف الفنيّة الأكثر إثارة للجدل في التسعينيات؛ بعد عرض اللوحة في الأكاديمية الملكية في بريطانيا.

فرسم الفنان قاتلة الأطفال، مايرا هيندلي، وصُنعت اللوحة بطباعة أيدي الصغار على اللوحة لتشكيل صورة مايرا.


أثارت الصورة غضب الجماهير، ومن بينهم أمهات إحدى ضحايا هيندلي، فحطموا نوافذ الأكاديمية، وألقوا البيض، والحبر على اللوحة؛ الأمر الذي دفع رجال الأمن لنقلها مؤقتاً إلى مكان آخر بالأكاديمية، وتعيين حارس أمن عليها.

قد لا تحظى هذه الأعمال الفنيّة بترحيب الفئة العظمى من الجمهور والمجتمعات، إلا أننا لا نستطيع إنكار أن تلك الحركات المتمردة أعطت استقلالية تامة للعمل الفني والفنان؛ إذ جعلته يبحث دائماً عن أدوات اشتغال جديدة، بعيداً عن اللوحة، والإطار، للحد من التقليدية فى الفن، ومواكبة التطوّر الاجتماعي والتاريخي.