الخروج من نفق الماضي

إن مسألة التخلص من تأثير الماضي هي إلى حد كبير مسألة امتلاك هوية واضحة وهدف قوي، بأن تعرف مَن أنت؟ وماذا تريد؟ فالأداء لا يكون به خلل إلا إذا كنت تعاني من خلل، كما أنه عادة ما يرجع إلى وجود خلل في ترتيب الأولويات، والقرارات الضعيفة من السهل جداً التأثير عليها، سواء كان هذا المؤثر مصدره المشاعر، أو الحالة المزاجية، أو الظروف.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/30 الساعة 02:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/30 الساعة 02:59 بتوقيت غرينتش

كي تنجح في التخلص من عاداتك القديمة، وتؤسس لنفسك عادات جديدة، عليك أن تتعلم كيف تروِّض القوى المعوقة لك، وتعدّ القوى المحركة للانطلاق نحو تحقيق انتصارات فردية يومية.

إن مسألة التخلص من تأثير الماضي هي إلى حد كبير مسألة امتلاك هوية واضحة وهدف قوي، بأن تعرف مَن أنت؟ وماذا تريد؟ فالأداء لا يكون به خلل إلا إذا كنت تعاني من خلل، كما أنه عادة ما يرجع إلى وجود خلل في ترتيب الأولويات، والقرارات الضعيفة من السهل جداً التأثير عليها، سواء كان هذا المؤثر مصدره المشاعر، أو الحالة المزاجية، أو الظروف.

لا يغفل أصحاب الفاعلية العالية عن أولوياتهم أبداً، فأولوياتهم دائماً نصب أعينهم، لكن جدول تلك الأولويات لا يتحكم فيهم؛ بل هم الذين يتحكمون فيه، فهم الذين ينظمون جدول أولوياتهم الأسبوعي، ويعدلون في برامجهم اليومية، ومع ذلك فهم ليسوا متقلبي المزاج، يميلون إلى تغيير أولوياتهم باستمرار لغير حاجة أو ضرورة، إنما هم يجيدون إحكام قبضتهم على أمورهم، ويتمتعون بقدر كبير من الانضباط والثبات والتركيز، ولا يخضعون أبداً لخواطرهم، أو ظروف تعوق مسيرتهم، ويتخيرون الأوقات المناسبة، التي يكونون فيها في قمة نشاطهم والأعمال الخلاقة التي تحتاج إلى مزيد من التخطيط والترتيب، ويحددون لها وقتاً كافياً لأدائها.

بينما الأعمال الأقل أهمية التي لا تحتاج قدراً كبيراً من النشاط فيؤجلونها إلى الأوقات التي يكونون فيها أقل نشاطاً، والتي يكون فيها الإجهاد قد بدأ يحد من قدرتهم، ويتجنبون كذلك القيام بنفس العمل مرتين؛ لما فيها من إضاعة للوقت، كما أنهم لا يتطرقون إلى جانب من جوانب العمل إلا إذا كانوا بصدد اتخاذ إجراء بشأنه.

إن الانضباط هو القدرة على قطع العهود والوفاء بها واحترام الالتزامات، وهو السبيل إلى التخلص من تأثير الماضي علينا، فإذا ما بدأنا بالالتزامات الصغرى، نستطيع تدريجياً أن ننمّي ونقوّي إحساسنا بالالتزام تجاه شخصنا، وتجاه التزاماتنا أيضاً، ونبني قدراتنا على قطع العهود والالتزامات الكبرى والوفاء بها، وفي النهاية ينمو إحساسنا بالالتزام الشخصي، ويصبح أقوى من حالاتنا المزاجية، وبالتالي نتجنب الإفراط في قطع المزيد من العهود والالتزامات؛ لأننا بالفعل نفي بما نقطع على أنفسنا من عهود والتزامات.

نستطيع أن ندوّن قائمة بالتزاماتنا الواجب أداؤها، ونضعها في متناول أيدينا، وهذه وسيلة عادة ما تحقق نجاحاً، وهناك أداة خاصة للقيام بهذا الأمر، وهي العادة المنظمة؛ إذ إن تسجيل أهدافنا وأدوارنا يدعم قراراتنا، ويذكِّرنا بتوفير الاستعدادات اللازمة من وقت كافٍ، وأيضاً الالتزام للوفاء بتعهداتنا.

ونستطيع أن نستهل تلك العملية بالمبادرة إلى الالتزام بعمل ما ولو كان صغيراً جداً، بغض النظر عن حالتك المزاجية، ثم تقطع عهداً آخر على نفسك باستغلال تلك الساعة التي توافرت لديك في القيام بأمر مفيد، مثلاً كأن تضع برنامجاً لما ستقوم به في يومك أو تستعد وتتجهز لبعض أمورك خلال اليوم، بعدها ابدأ بالتنفيذ، حتماً ستكون النتيجة التي تحققت لك مجدية، والقدر الهائل من القدرة الذي توافر لك في مبدأ الوفاء بالعهود واحترام الالتزامات، والنتيجة الأهم هي أن احترام العهود والالتزامات يقود إلى احترام الذات، وإلى النزاهة الشخصية، وترسيخ أسس ودعائم النجاح الحقيقي.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد