بين الأبواب

بين الأبواب قضية حتمية تكشف ملابسات عقولنا في الاستيعاب أو اللاستيعاب لما يجري حولنا، يصوغ الماضي حاضرنا لا اختلاف فيه، ومستقبلنا لمن يقرأ بين السطور واضح، فحريٌّ بنا على الأقل أن نكون بدرجة وعي داخلية تمنعنا من السقوط الروحي في مطبَّات الماضي والحاضر والمستقبل.

عربي بوست
تم النشر: 2017/01/14 الساعة 05:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/01/14 الساعة 05:08 بتوقيت غرينتش

بين الأبواب وتحت الأضواء تسقط الأقنعة نتيجة المؤامرات الخاصة التي تتمخض عن خبرة متسلسلة ربما تعود لآلاف السنين، تتمركز حول كف واحد يحيط الدول النامية والمتوسطة والمتطورة، فيستخرج منها لعبة قانونية تلقي بظلالها على حياة السكان في العالم، ريثما نولد وننمو ونشب ونقوم بالمواجهات في منطقتنا التي نعيش بها، نمشي نحو الشيخوخة بهدوء، فحياتنا قصيرة لا تستوعب هذه اللعبة والتاريخ لا يدوّنها فأين هي المدونات التي بين الأبواب، ومن يحتفظ بها ومن يكتب هذا التاريخ المخفي؟

المحاربون القدامى الذين وفقوا ليظهروا ما أخفي اختفوا، لم يعُد في زمننا هذا سوى مقولة واحدة الحرب والسلام، وأصبح الهدف هو لقمة العيش، ولم يعُد الإصغاء إلى العالم لتعلم الحقائق وارداً.

قد يكون سكان الكرة الأرضية أصيبوا بالجنون، ففي كل يوم مواجهات دموية لا مقطوعة ولا ممنوعة، هي من قلب السيستم العالمي، وتقوم الدول بالولاء لبعضها البعض، فتصل بالنهاية إلى نتيجة حتمية بولائها لمنصة واحدة، تحمل ملف التاريخ بين يديها وتسلم هذه الملفات رويداً رويداً لتسيير الأمور.

مهما اعتقدت وإلى من كان انتماؤك وبأي دين كنت وتحت أي طائفة عشتَ وحتى لو كنت ملحداً فحصيلتك واحدة، المشروع الإقليمي والقومي متدرج لا يخدم سنواتك السبعين وإنما يخدم مركزية واحدة.

استنكارك لأي ظرف نحن فيه يحيلنا للتقاعد والعيش في حالات نكران وظيفية، فنحن نأكل لنعيش ونشتري البيوت لننام فيها ثم يأتي من يفخخها لنا لنخرج منها، همنا الأوحد لقمة العيش نجري خلفها بلعبة كلعبة الصياد والفخ، ما الذي يُلغى فينا وما المطلوب منا لمَ لا تفتح الأوراق كاملة، قد تستوعبها عقولنا إلا إن كانت دموية ليست لخدمة الإنسانية.

بين الأبواب قضية حتمية تكشف ملابسات عقولنا في الاستيعاب أو اللاستيعاب لما يجري حولنا، يصوغ الماضي حاضرنا لا اختلاف فيه، ومستقبلنا لمن يقرأ بين السطور واضح، فحريٌّ بنا على الأقل أن نكون بدرجة وعي داخلية تمنعنا من السقوط الروحي في مطبَّات الماضي والحاضر والمستقبل.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد