لوحقت أولاً، ثم نُفيت، حياتها الجديدة في ألمانيا كلاجئة سورية

للمنفى وجوه كثيرة كأشخاصه الذي حملهم معه وحملوه معهم. في المنفى تتحرّض النصوص على الكتابة عنه وعن الوطن، ما فقدناه وما غنمناه، ما اعتقدنا أننا فقدنا وما توهمنا أننا امتلكناه. في المنفى أسئلة قلقة وخائفة لا تنتهي، كتلك التي نشرت في ملف «الجمهورية» عن المنفى، ما أثار في رأسي أسئلة لا تنتهي، أجوبتها هي أسئلة أخرى، تصب في الـ«نحن»، قبل أي شيء، وقبل كل شيء، عن المنفى والوطن الداخلي في كل فرد منا بشكل مستقل.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/16 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/16 الساعة 08:12 بتوقيت غرينتش

نشر المقال التالي بالعربية في 1 سبتمبرأيلول 2015 على موقع الجمهورية، وكاتبته ضحى حسان صحفية فلسطينية سورية شابة تكتب لعدة دوريات عربية وإنكليزية.
في مقالها الشخصي التالي تتحدث عن حياتها الجديدة كلاجئة في ألمانيا؛ تجربةٌ مؤلمة أشبه بالاقتلاع من الجذور ومن ثم الإجبار على التأقلم مع المنفى – جوانب عديدة تدفع اللاجئة لطرح الأسئلة على هويتها المتحولة. رغم أنها جسدياً عالقة في ألمانيا إلا أنها تتتبع أخبار بلادها بشغف وتحن إلى حضن الوطن. جميع الصور المرفقة هي بعدسة ضحى حسان ذاتها.

المنفى

الارتطام
الساعة العاشرة صباحاً، عليّ أن أحزم أمتعتي مرة أخرى كي أنتقل إلى المنزل الجديد. اليوم سأوقّع عقد إيجار لعام كامل. تصلني رسالة من صديق تحوي صورة ورقة استلمها عبر بريده، حدقت فيها مطولاً، كلمات، الكثير من الكلمات غير المفهومة، أرسلتها إلى صديقة تتقن اللغة الألمانية، اتصلت بي على الفور "مبروك صرتي رسمياً لاجئة في ألمانيا، ما حدا فيو يطالعك من هون". أصمت، أسترق النظر إلى شاشة الكمبيوتر، تلك التي تتهافت فيها أخبار الكوكب الآخر: العثور على 86 جثة متحللة معظمها لمهاجرين سوريين على متن شاحنة في النمسا؛ 50 قتيلاً في دوما على يد قوات النظام السوري؛ نظم آلاف العراقيين مظاهرة حاشدة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد؛ الأمن اللبناني يفضّ مظاهرات بيروت بقنابل الغاز وخراطيم المياه، ويعتقل عدداً من المتظاهرين.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد