مع بداية كل يوم يتجه قرابة 300 كويتي، من المتقاعدين عن العمل الحكومي، مستقلين سياراتهم الأجرة نحو منطقة الفراونية، حيث مطار الكويت الدولي الذي يقع جنوب مدينة الكويت.
يجلسون في انتظار دورهم للقيام بتوصيل الركاب القادمين من دول العالم المختلفة للكويت، للوهلة الأولى وعندما يحطّ المسافر القادم لهذا البلد النفطي الغني رحاله ويمعن نظره يمنة ويسرة بحثاً عن سيارة تقله لوجهته قد يخيل إليه أن هؤلاء الجالسين الذين يرتدون الدشداشة والعقال والغترة من فئة البدون (غير محددي الجنسية).
لكنه لو اقترب من أحدهم وسأله عن جنسيته لأجابه: "نعم أنا كويتي متقاعد وأعمل كسائق تاكسي في مطار الكويت".
"عربي بوست" تجولت في أماكن الانتظار التي يجلس بها هؤلاء الكويتيون مترقبين قدوم أحد الركاب ليقوموا بتوصيله إلى مناطق الكويت المختلفة، والأمر لا يقتصر على الانتظار فقد يدخل أحدهم لصالة الوصول ويبادر بسؤال القادمين: "هل تريد تاكسي؟".
مجبورون!
فرج صالح المرزوق كان أول سائق كويتي التقته "عربي بوست"، حيث بيّن أن الفكرة أتته في العمل بهذا المجال بعد التقاعد، لافتاً إلى أنه حاول العمل بالبورصة قبل أن يعمل كسائق تاكسي لكنه لم يوفق فيها وخسر مادياً.
المرزوق، الذي كان يعمل كعسكري في الداخلية الكويتية، بيّن أن العائد من هذا العمل يغطي احتياجاته المادية، موضحاً أنه لا يوجد وقت محدد للعمل والأمر يعتمد على رغبة كل سائق.
وعما إذا كان يرفض التوجه للأماكن البعيدة أجاب بالقول: "نحن مجبورون أن نتوجه للوجهة التي يطلبها الراكب، ولا نجد صعوبة في ذلك لأن (أكل العيش يحب الخفيّة)".
وتابع المرزوق: "كثيرون يستغربون من فكرة كويتي يعمل كسائق تاكسي، وبالنسبة لي أنا فكوني أسمر البشرة يعتقد الكثيرين أنني سوداني ولا يصدقون أنني كويتي، هم يتوهمون أن كل الكويتيين أغنياء ولا يعرفون أن ثمة فقراء وميسوري الحال".
لا زيّ معتمداً لهذه المهنة، يوضح المرزوق، ويضيف: "لا يوجد زيّ رسمي، ولكن ما اعتدنا عليه هو ارتداء اللباس الوطني (دشداشة وغترة وعقال)، وهناك من يفضل اللبس الرياضي".
المصريون ومواطنو دول شرق آسيا
أبومحمد، الذي بدأ العمل كسائق تاكسي قبل سنة، واجه صعوبة مع بعض الركاب خاصة المصريين ومواطني دول شرق آسيا الذين يعتمدون على المفاصلة والعمل على تقليل المبلغ رغم أن التسعيرة محددة من قبل الطيران المدني.
وفيما يتعلق بالرسوم السنوية التي يدفعونها للدولة، أجاب قائلاً: "رسوم رمزية لا تتعدى 10 دينار سنوياً مقابل عمل الهويات"، لافتاً إلى أن "الشروط تشمل أن تكون السيارة حديثة ومكيفة".
إلى ذلك قال أبومحمد، الذي كان يعمل في الإطفاء قبل أن يتقاعد: "مشكلتنا الرئيسة هي أولئك الذين يسرقون منا الركاب ويعملون دون ترخيص"، لافتاً إلى أن "المباحث تحاول جهدها لمنع هؤلاء الذين يستخدمون سياراتهم الخاصة لتوصيل القادمين من مطار الكويت إلى وجهاتهم، وهو أمر غير قانوني".
أبومحمد، الذي يعمل كسائق تاكسي منذ 5 سنوات، بيّن أن أولئك الذين يقومون بتوصيل الركاب بسياراتهم الخاصة بشكل غير قانوني معظمهم من الهنود والمصريين والبدون المقيمين في الكويت، مؤكداً أن العائد المادي من مهنته كسائق تاكسي يغطي مصروفات بيته اليومية.