عادةً ما يصاحب شعور بالرضى الإنسان المرتبط عاطفياً إذا أحس بأنه "صاحب العقل الكبير" في العلاقة، فهو الذي يتغاضى عن هفوات وأخطاء الشريك لتمضي العلاقة دون مشاكل.
لكن الحقيقة أن لذلك معنى آخر، وهو أن من يلعب دور العاقل في العلاقة، وقع ضحية لتلاعب من الطرف الآخر، أو ما يسمى بالابتزاز العاطفي.
وهناك عدة طرق قد يقوم بها المُتلاعب بالمشاعر – ربما دون وعي – لجذب انتباه الطرف الآخر، منها الظهور دوماً بمظهر الضحية، والمبالغة في المشاعر أو ما يعرف تهكماً بـ "ملوك الدراما" خصوصاً عند أمور لا تستحق المبالغة.
ومنهم من يلجأ إلى جعلك تشعر بالذنب تجاهه، أو قد يصل بهم الحال إلى التهديد بإيذاء أنفسهم.
إذا كنت تجد نفسك تعتذر في معظم الأحيان عن أفعال لم ترتكبها، أو تعطي شريكك من الاهتمام أكثر مما تتلقى، أو إذا كنت تلحظ أن شريك حياتك يعرف مخاوفك ونقاط وضعفك ويستغلها لصالحه، فهذه دلائل على أنك واقع ضحية ابتزاز عاطفي.
نقدم لك فيما يلي قائمةً بـ 10 مؤشرات تساعدك على اكتشاف ما إذا كنت ضحية "ابتزاز عاطفي":
1- شريكك يلومك على أفعال أو أقوال لم تصدر منك.
2- شريكك يتجاهلك.
3- شريكك يبالغ في تهويل أحداث حياته ويضفي عليها بعداً درامياً.
4- شريكك يتمارض.
5- شريكك يلجأ إلى البكاء.
6- نصفك الآخر متوتر دائماً، وينقل توتره إليك.
7- "فارس/فتاة أحلامك" يعاني من متاعب مالية دائماً.
8- شريكك يستجدي العطف بقوله "ليس لي سواك"!
9- حبيبك قد يلجأ إلى التهديد بإيذاء نفسه.
10- شريكك يستغلك مادياً.
وللتخلص شيئاً فشيئاً من طريقة التعامل هذه، عليك القيام بـ 3 خطوات، حسب كتاب "الابتزاز العاطفي" للمؤلفتين سوزان فوروارد ودونا فريزر.
الأولى: فهم نفسية الشريك
فهو يعتقد أنه دوماً على حق فيما يطلبه منك، ويرى أن رفضك لرغبته مرتبطٌ برفضه شخصياً. لذلك، عليك أن تطلب من طرف ثالث موثوق به يعرفكما ومقرب منكما ويرغب في أن تبقى علاقتكما جيدة، أن يكون حكماً، عندها سيفهم الشريك أن موقفك ليس شخصي، وأنه ليس الطرف الذي عليه أن يُطاع باستمرار.
الثانية: تعلّم أن تقول لا
فالأشخاص المذعنون يقعون في فخاً للتلاعب العاطفي، فعليك أن تتعلم أن تقول لا وألا تغير رأيك مهما حاول الطرف الآخر اللجوء إلى الاستجداء أو التهديد. والصرامة هنا مطلوبة بحيث يفهم من أمامك أن طلبهم مرفوض لأنك لا ترغب بتنفيذه وليس لأنك لا تستطيع.
الثالثة: وضع بعض الحدود
عندما تضع نفسك أولوية، وتعتاد التوقف عن إرضاء الآخر لمجرد أن تتقي شر ردود أفعاله من بكاء وتهديد، فلن تقع فريسةً للابتزاز العاطفي مرة أخرى.
ضع حدوداً تجعل شريك حياتك يتوقف عن إهمالك، وفكر بمنظور أبعد، فهذه علاقة تطول وليست مؤقتة ويجب أن يكون لها قواعد تُحترم.
وأخيراً ليس الهدف من هذه النصائح أو معناها التوقف عن حب شريك الحياة أو فرض رأيك عليه، لكن المطلوب هو الشعور بالمسؤولية لأن العلاقة الناجحة تقوم على أسس سليمة، وليس على أخذ ما يمكن أخذه من الآخر دون تقدير.