كبسولات إدارية “1” كيف تتفق مع مديرك؟

نحاول دائماً في حياتنا أن نفوز برضاء ومحبة من يحيطون بنا، نبدأ بالوالدين والزملاء حتى ننضج ونحاول كسب رضاء من نعمل معهم، هذه هي حياتنا. وبناء علاقة قوية مع مديرك تمكنك من فهم توقعاته، وتوحد جهودكما للارتقاء بالعمل، كما أنها توفر لك بيئة صحية للإنجاز والاستمتاع بوقت العمل، فلا يكون عبئاً عليك.

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/14 الساعة 05:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/14 الساعة 05:12 بتوقيت غرينتش

نحاول دائماً في حياتنا أن نفوز برضاء ومحبة من يحيطون بنا، نبدأ بالوالدين والزملاء حتى ننضج ونحاول كسب رضاء من نعمل معهم، هذه هي حياتنا. وبناء علاقة قوية مع مديرك تمكنك من فهم توقعاته، وتوحد جهودكما للارتقاء بالعمل، كما أنها توفر لك بيئة صحية للإنجاز والاستمتاع بوقت العمل، فلا يكون عبئاً عليك.

مدير يعطيك الكثير من المهام:

عند التعامل مع أي مدير يجب عليك الأخذ في الاعتبار مناخ العمل والرصيد بينكما وعند التعامل مع المهام التي ليست من اختصاصك يجب أن نفرق بين أمرين:

الأول هو أمر إيجابي، وهو أن المدير يرى بك أكثر مما ترى أنت بنفسك فهو يريد تدريبك على تحمل المسئولية وإعدادك للترقية، ويثق بك لكي تحل محله. الأمر الثاني هو أنك عندما تكون في شركة متوسطة أو صغيرة فإن رئيسك يريد أن يملأ وقتك حتى لا يكون هناك وقت دون عمل، وفي هذه الحالة تحتاج أن تثبت كفاءتك وتحملك للمسؤولية، وتؤكد له صحة ثقته بك، كما أنها فرصة لإثبات قدراتك خاصة وأن هذه الحالة يصاحبها مناخ جيد للابتكار والإبداع.
وفي الحالة الثانية، إذا كنت تشعر أن هناك بعض الأعمال التي لا تدخل في مجال اختصاصك والتي لا تريد القيام بها، اعقد اجتماعاً صغيراً مع مديرك للاتفاق معه حول مسألة تكليفك بهذه الأعمال وناقشه بها، وإن لم تستطع إلغاء هذه المهام، فاخلق أنت دافعاً لتحويل الأمر من الحالة الثانية إلى الحالة الأولى.

المدير المسيطر:

"لماذا لا يستمع إلي؟! مديري يقوم بإعطاء الأوامر فقط دون أن يستمع لآرائي!! لا أستطيع مناقشة أي مشكلة من مشكلات العمل معه، وأشعر أن الاتصال معه مقطوع، يرى أن الحوار أو المناقشة غير مجديين، وأن المناقشة فرصة لإظهار خطأ معين في إدارته".
عندما تتحدث مع المدير المسيطر هناك ثلاث نقاط يجب أن يتضمنهم النقاش:
أولاً: احذر أن تجعل مديرك يأخذ منحنى الكلام إلى الجانب الشخصي، وراعِ أن يكون موضوع المناقشة أو المشكلة متصلاً اتصالاً مباشراً بطبيعة عملك.
ثانيًا: لا تعتمد النجاحات في العمل على محتوى المناقشات فحسب، بل اختر الوقت والطريقة المناسبة لعرض المشكلة.
ثالثًا: اشرح لمديرك سبب أهمية رأيك، وادعم رأيك بالحقائق والإحصائيات والعائد المتوقع على العمل.
والمطلوب من هذا التحضير أن تشعره بمدى أهمية الموقف، وسوف يصغي إليك ولكن احذر ألا تكون واثقاً أو غير مرن وغير قادر على إشعاره بأنك تحترمه.

مدير النادي:

مصطلح إدارة النادي تم الإشارة إليه أول مرة في كتاب "الأنماط الشخصية في العمل" للكاتب "روبرت بولت"، وهو يتحدث عن المدير الذي يعتقد أن واجبه الأساسي هو تهيئة مناخ العمل الذي يساعد الأفراد على أداء واجباتهم ومبادراتهم الذاتية، معتمدين في ذلك على جهودهم الخلاقة فقط. ويهتم هذا المدير بمناخ العمل وظروف البشر أكثر من اهتمامه بتحقيق المهام.
ويمكنك كسب ثقة هذا المدير من خلال عدة أشياء منها:
ناقشه دائمًا في القرارات التي يتخذها.
وفر له معلومات كاملة عن ظروف العمل وكيف يمكن القضاء على السلبيات.
اجعل روحك المعنوية مرتفعة أمامه، واجعله يشعر أنك تفكر في التطوير والمستقبل دائماً.
ناقشه في تطوير أداء الموظفين وحدثه عن الشركات الناجحة وسياساتها.
تحدث معه أحاديث جانبية وحدثه عن حياتك الشخصية لتشير من خلالها على الجانب الإنساني الإيجابي في شخصيتك.

يحب المدح:

يجب أن نفرق أولاً بين من يحب المدح ومن يحب النفاق، فالتقدير قيمة حسنة وجيدة، وهذا المدير يحب أن يكون مقدراً وموضع أنظار من حوله، ويحب المدح المستحَق.
في دراسة تم إجراؤها على ثلاثمائة موظف ومدير، أقامها معهد شارتر عام 1998، وجد أن الاحتياج إلى الاحترام وإثبات الذات احتل الترتيب الثالث من بين سبع حاجات يريد هؤلاء الموظفون إشباعها. لذلك عندما تشعر أن مديرك يحتاج إلى ذلك، لا تبخل عليه بكلمات المدح والاحترام والتقدير دون مبالغة أو تهويل، ودون أن يكون ذلك بمثابة تملق له، كن واضحاً وموضوعياً وعادلاً، وهو سيرى فيك ذلك، واحذر أن يشعر بتملق أو نفاق لأنه أيضا يشعر بذلك.

يعطي أذنه للغير:

للأسف هذا النوع موجود وبكثرة في المؤسسات، ونجده في الشركات المتوسطة والمصالح الحكومية. ويكون داخل هذا النوع من المديرين خوف من الناس وخوف من فقد سيطرته، ففي الغالب يكون قد مر هذا المدير بتجارب صعبة مع مديرين سامين للمناخ، ورغم وجود هذا العيب الخطير إلا أن كلماتك قد يكون لها تأثير قوي عليه. وأفضل الطرق للتعامل معه هو أن تنجز عملك دون خطأ، ولا تفعل ما يمكن أن يكون لأحد به عليك حجة.

كيف تناقش مديرك؟

عندما يطلب منك مديرك مهمة تأكد من استيعابها جيدا، وتأكد من أنك حصلت على كل المعلومات المتاحة، ولا تنهِ النقاش وفي ذهنك تصورات مسبقة مخالفة لما يريده منك.
هناك دائما منطقة وسط ينجح عندها الطرفان ويتفقان فيها، ابحث عنها.
استخدم الكلام الإيجابي، واذكر المزايا قبل نقاط الاختلاف
ابنِ افتراضاتك على أن الطرفين لا يريدان إلا مصلحة العمل.

لا تجعل نفسك بطلاً بالوقوف في وجه مديرك أمام زملائك، فللنصيحة والاعتراض آداب، لا تتجاهلها وتقنِّعها بأقنعة ليست لها
لا تبنِ افتراضات عن مديرك فقط من خلال فعل واحد، انسف الصورة الخاطئة عنه كل مرة، واسعَ لبناء الصورة الصحيحة.
لا تجلس للمناقشة مع مديرك دون وضع تصور كامل وخطة لتحقيق ما تصبو إليه
المرونة قيمة يحسبها الناس هينةً، وهي عند المديرين عظيمة، فكن مرنا في نقاشك مع مديرك.

خلاصة الأمر، بيئة العمل التي لا تستطيع أن تناقش فيها المدير اتركها فورا، فالمناقشة حق مكفول، ولكن التزم فيها ببعض الخطوات التي تجعلها منجزة ومثمرة ومفيدة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد