“لعنة” الفاء على الجزائر

"الفاء" ليس مجرد "حرف" ينطقه الجزائريون، بل كان وما زال مقدمة أو مضمون عنوان "لعنة" مرت عليهم، رسمت مرحلة "فريدة" في تاريخهم "المُشرف" بالتضحيات.

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/02 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/02 الساعة 01:48 بتوقيت غرينتش

"الفاء" ليس مجرد "حرف" ينطقه الجزائريون، بل كان وما زال مقدمة أو مضمون عنوان "لعنة" مرت عليهم، رسمت مرحلة "فريدة" في تاريخهم "المُشرف" بالتضحيات.

فمن "فرنسا" الاستدمارية التي "زحفت"، فقتلت ونهبت وأفسدت وبلعت بعد أن احتلت واستوطنت "الأرض وباطنها"، ثم "حَفرت" و"باضت" بعد أن أُخرجت، إلى فترة حُكم "الأفالان" لكل "مفاصل" الدولة، إلى فترة "الفيس" وما صاحبها من "قفزٍ"، "ونيةِ قفزٍ" على "الانفتاح" السياسي "الفتِي" عقب "وقف" المسار الانتخابي بتهمة "تكفير" الديمقراطية "ونيةِ" التأسيسِ لنظام "الخلافة"، وبمباركة "فيالق" سياسية، وما تبعها من "انفصام" قادة الفيس بين "فِقهَي" السلمي والمسلح، وإخراج الشاذلي من "خلف" الستار والاستنجاد "ببوضياف"؛ لتدخل البلاد بعد كل هذا في "نفقِ فتنةٍ" طويلٍ، خرجت منه "بآلاف" المدفونين و"آلاف" "المفقودين"، ثم إلى فترة الألفية الثالثة التي "بدأت بطفرة مالية وانتهت بحفرة اقتصادية"!

فرغم الارتفاع "الفاحش" لأسعار "النفط" مع بداية "الألفية" الثالثة، فإن الحكومة ومعها البرلمان "المُحترف" في "رفع" الأيادي الذي يسيطر عليه "الأفالان" وكل من يدور في "فلكهم"، "فَوّتوا" على البلاد "فرصة" "الاستفادة" من "الوُفورات" المالية التي صاحبت تلك "الطفرة" التي لم تشهدها الجزائر في تاريخها لتحقيق النهضة الاقتصادية، فراحت "الصحافة" التي لم تُكمَم "أفواهها" بعد بالشكل "الكافي" في تلك "الفترة"، وتُعنون مختلف "صفحاتها" بقضايا "فساد" كان أول "فُصولها" قضية "الخَليفة" وآخرها "فلان" دون قضية.

وهكذا تَدحرجت يوميات وأخبار الجزائريين من "فساد عُلوي وسفلي" إلى "فضائح سفلية مع بعض العُلوية"، إلى أن حَلَّت "فاجعة" "الفشل"، وهو "الفشل" الذي "فضحه الانخفاض الفاحش لأسعار النفط"، فبان "ضُعف" الحكومة ولم تجد هذه المَرة في "النفط فائدة"؛ ليتحول "الفائض" المالي إلى "إفلاسٍ"، فيُصدَرَ "فَرَمان" تطبيق "التقشف"، "ليَجرِف" معه "فرضية" "الاستلاف" من ذلك "الضيف" "المرفوض"، "الأفامي" (وما أدراك ما الأفامي)، بعد أن "عفا" زمن "الطفرة" عن دين "الأفارقة"؛ "لتتوفى" مع كل هذه اليوميات أخبار الصراع على "الاستخلاف".

وبعد "احتفاله" برأس السنة، "استفاق" رأس "الفقير" على "فواتير الفشل"، فتحول "فجأةً" من "مستفيدٍ" (افتراضي) من الثروة إلى ثروةٍ (حقيقية)، لعلها تملأ "رُفوف" الخزينة "المُفلِسة"، حين لجأت الحكومة لشعبها حتى تردم "حفرة" حفرتها "بتفانٍ"، فسقطت فيها الفئات الهَشَّة والمُهَمَّشة في انتظار تَهشِيمها، وتحول "الفساد" "المُستفحل" زمن البحبوحة المالية من عيب للحكومة إلى برنامج حكومي يتوعد بإقفال باب "الفساد الفَتَّاك" في زمن "الفقر المالي"!! أما "الفقر الإعلامي" فقد "زقزقت عصافير نفاقه" على "الجلد المنفوخ"، "واكتفى" "ببوزلوف الفاف" بعد أن حَوّله إلى "كبش فداء"؛ ليُطعم "جِلْده" إلى "جمهوره المستهدَف" لعله يقتنع بأن "أظافر اللاعبين" هي التي "خربشت عجلة الاقتصاد" وأدت إلى "انحرافها" أو ربما إلى "احتراقها"، مع أن البعض يرى أن الاقتصاد ما زال "يزحف" على أرض "الريع البترولي".

لكن "دفاع الفقير عن فقره" وخشيته من أن "يفتك التقشف به"، أسقط بعضهم في "فخ الفوضى"، وسط تحذيراتٍ من احتمالاتِ خرق "صفوفه" واستثمار "أطراف داخلية وخارجية" "في كفاحه" ضد "الفقر والتفقير والمُفَقرين"، بعد أن ساهمت أطراف داخلية وخارجية في "تَفقيره"، لكن يبقى "الخوف الأكبر" من "فتيل فتنة" يدفع ثمنها البلاد والفقير "فقط"، ومن "فَزَّاعة فتنة" يدفع ثمنها "فقاقير" البلاد من فقراء وصحفيين وفيس بوكيين على أمل أن يكونوا "فقط"ّ، وفي كلتا "الفتنتين" تبقى الخسارة (بكل مفاهيمها) مضمونة داخلياً، والفوز (بمفهوم دقة الخُطط) أو الربح (بمفهوم دقة الحسابات) مضموناً خارجياً.

لكن يبقى الأمل دائماً في غد "أفضل"، وطريق "الفلاح" لن يكون إلا بوجود "كل" "فحل" مناسب في "كل" مكان مناسب، وبوعي شعبي "يَخافُ ويُخيف".

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد