حاصرت موجة الأمطار التي شهدتها عدد من المدن بالمغرب، الخميس 23 فبراير/شباط 2017، سكان مدينة العاصمة الرباط.
ولم يتمكن عدد كبير من الموظفين من مغادرة مقرات عملهم، خصوصاً سكان مدينة سلا (المجاورة للرباط) الذين يعملون بالعاصمة.
وأدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات، وتحولت الشوارع الكبرى للمدينتين إلى أنهار وسيول، فيما أصبحت معظم الأحياء الشعبية مناطق شبه معزولة، بعد أن ارتفع منسوب مياه الأمطار واختنقت المجاري المائية.
وهو الوضع الذي أرغم عدداً من سائقي السيارات على التوقف، وأيضاً حركة "الترامواي" والقطارات، بعد أن ملأتها المياه من الداخل.
وقال أحد سائقي سيارات الأجرة في حديث لـ"عربي بوست": "معظم سائقي التاكسيات أُرغموا على التوقف عن العمل؛ بسبب غرق بعض السيارات في مدينة سلا، ما جعل معظم السائقين يعودون إلى بيوتهم، بعد أن شعروا بخطورة الوضع، وصعوبة الجولان في شوارع المدينة".
مواطنون غاضبون
ووجد عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعية فيما حدث فرصة في توجيه الانتقادات للمسؤولين السياسيين المغاربة، معتبرين أن من عليه تحمّل المسؤولية هي الحكومة التي لم يتم تشكيلها إلى اليوم، بعد مرور نحو 5 أشهر عن الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول 2016!
نائب عمدة المدينة يوضح
وفي هذا السياق، كشف نائب عمدة مدينة سلا، عبد اللطيف سودو، في تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك، عن تشكيل خلية أزمة بتنسيق مع العامل والسلطات والوقاية المدنية وشركات الأشغال وشركات النظافة؛ للحيلولة دون وقوع خسائر كثيرة.
وأضاف: "أمطار كثيرة وقوية بسلا فاقت 70 مم في أقل من 4 ساعات!.. الناس في جل المناطق محاصرة.. محطة القطار لا يمكن الخروج ولا الدخول إليها.. الترامواي والقطار متوقف .. المدارات أصبحت غرفة تحت المياه .. المنازل بمختلف الأحياء دخل إليها الماء .. ريضال قامت بمضاعفة فرق التدخل .. رئيس الجماعة في خلية أزمة بتنسيق مع السيد العامل والسلطات والوقاية المدنية وشركات الأشغال وشركات النظافة .. كل الوسائل تستعمل الآن لتخفيف الضغط على المواطنين".
مواصلات مشلولة!
من جهته، أعلن المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن حركة القطارات ستتوقف إلى إشعار آخر بسبب الفيضانات التي شهدتها جهة الرباط سلا القنيطرة.
وقال المكتب في بلاغ له، إن تجمّع كميات كبيرة من مياه الفيضانات بالقرب من محطة تابريكت بمدينة سلا تسبب في توقف حركة القطارات بين شمال المملكة وجنوبها، مشيراً إلى أن الفرق التقنية للمكتب الوطني للسكك الحديدية معبّأة وحلت بعين المكان لحل المشكلة، وأنه ستُعلن أي معلومات جديدة عن استئناف حركة القطارات لاحقاً، دون تحديد موعد لعودة القطارات إلى مسارها.
مديرية الأرصاد تحذر
وأفادت مصادر من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بأن منطقة الرباط وسلا وغرب المغرب كانت أكثر المناطق استقبالاً للأمطار هذا اليوم، معللة ذلك بسحب ركامية متمركزة نحو المغرب، وتأتي بكتل هوائية مباشرة من المحيط الأطلسي، لتهم بشكل أكبر المناطق الساحلية، وحتى الداخلية.
وأفادت المصادر ذاتها بأن هذه الأمطار الكثيفة التي ضربت عدداً من المدن في البلاد سوف تنخفض تدريجياً يوم الجمعة.
وأشار إلى أن "الطقس سيستقر في عدد من أنحاء المملكة ابتداء من يوم السبت، لتعود الأمور إلى طبيعتها".
وكانت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية قد توقعت أن تشهد عدة جهات من المغرب تساقط زخات مطرية عاصفية محلياً قوية الخميس، انطلاقاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى غاية يوم الجمعة الساعة الثالثة صباحاً.
وأوضحت، في نشرة خاصة، أن هذه التساقطات ستهم أقاليم الدار البيضاء والمحمدية وبن سليمان والرباط والصخيرات-تمارة وسلا والقنيطرة والعرائش وسيدي قاسم وسيدي سليمان والنواصر.