الجميع يقوم بمهامه المعتادة.. وحلب تحترق وحدها.

الإعلام يتبادل الاتهامات، وصور كنانة علوش تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، والمحللون السياسيون والاقتصاديون والعسكريون غارقون في التحليلات التي تناسب القنوات التلفزيونية التي تستضيفهم وتنقدهم بالدولار؛ ليكونوا في جوقة الأجندات التي لم تقدم للشعب المسكين سوى الموت والدمار.

عربي بوست
تم النشر: 2016/05/02 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/05/02 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش

ستفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السورية يقول إن الهدنة حققت إنجازاً فانخفض معدل القتل والموت في سوريا إلى قتيل كل 25 دقيقة؟!

ودي ميستورا أيضاً يقول إن الهدنة في خطر وقد تنهار؟!

مخاوف دي ميستورا حلَّت على السوريين بديلاً لقلق بان كي مون، والعجوز "الدولي" يبدو أنه في برجه العاجي بجنيف لا يتابع ما يحدث على الأرض، ولا يرى دماء حلب تسيل بلا توقف، وبمعدل أكبر من تفاؤله وأرقامه الوهمية.

الإعلام يتبادل الاتهامات، وصور كنانة علوش المذيعة السورية المؤيدة لبشار الأسد تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، والمحللون السياسيون والاقتصاديون والعسكريون غارقون في التحليلات التي تناسب القنوات التلفزيونية التي تستضيفهم وتنقدهم بالدولار؛ ليكونوا في جوقة الأجندات التي لم تقدم للشعب المسكين سوى الموت والدمار.

رئاسة الأركان الروسية تجتهد لإثبات أن طيرانها الحربي لم يحلق في أجواء حلب منذ أيام خلت، وأنها رصدت تحليق طائرة أميركية في سماء حلب، والخارجية السورية تنظر بعين (القلق) فقط لا غير لدخول 150 جندياً أميركياً لرميلان في شمال شرقي سوريا، ولتحرير الفرن الآلي (الغارق بالفساد منذ عقود مضت) في القامشلي لا بد من ترويع المدينة لثلاثة أيام وقطف أكثر من عشرين زهرة من شبابها؟!

ما كل هذا العبث بمصائر البلاد والعباد؟

مَنْ يعيد للناس ما فقدوه من أحبة وجدران وسقف يؤويهم؟

ألم تشبع وتكتفِ بعد آلة القتل والتدمير الممنهجين، ومصالح الكبار والصغار من التجار بدم الناس وقوتهم وعيالهم؟

بعد كل هذا العبث، وهذه الأجندات على اختلاف مشاربها وانتماءاتها ومذهبيتها وطائفيتها ومِلَلِها ونِحَلِهَا وأمميتها وكونيتها وقومياتها وإثنياتها… ماذا تبقَّى للسوري الذي لا يزال يتحمل كل أنواع القهر والألم منذ سنين، والنازح السوري الذي لا يزال يتحمل كل أنواع الوجع والمهانة؟

ماذا تبقَّى للسوري بعد أن حصدت الريح ما بناه، وتحصد ما تبقى له؟ فالأحقاد الدفينة هي صاحبة الكلمة العليا، أما المواطن فإلى جهنم وبئس المصير.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد