أعلن الموظف الأعلى أجراً في أستراليا عن استقالته من وظيفته اليوم، الخميس 23 فبراير/شباط، بعد أسبوعين من الكشف عن الراتب الذي كان يتقاضاه خلال العام الماضي، الذي بلغ 5.6 مليون دولار أسترالي (4.3 مليون دولار أميركي)، والذي تسبَّب في إشعال غضب الرأي العام وخلق مأزقاً سياسياً للحكومة.
وقال المدير العام لهيئة البريد الأسترالية (اللبناني الأصل) أحمد فاعور إنَّه سيترك وظيفته في خدمة البريد الوطني في نفس اليوم الذي أعلنت فيه الشركة الحكومية عن تسجيلها أرباحاً تقدر بنحو 131 مليون دولار أسترالي خلال الستة أشهر المنتهية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويُعَدُّ هذا الرقم قفزةً كبيرةً مقارنة بالأرباح التي سجلتها الشركة بنحو 16 مليون دولار أسترالي في نفس الفترة من العام الماضي.
وأكد المصرفي السابق المولود بلبنان أنَّه ترك وظيفته؛ لأن هيئة البريد الأسترالية تحوَّلت من تقديم خدمات البريد التقليدية إلى نشاط الطرود والتجارة الإلكترونية خلال السنوات السبع التي قضاها في رئاسة الهيئة، وفقاً لما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وقال فاعور إنَّ استقالته ليست بسبب الغضب الشعبي تجاه راتبه المرتفع.
قرار صعب
وأضاف: "لقد كان القرار بالنسبة لي ولعائلتي صعباً للغاية ومثيراً للمشاعر. ولكنِّي أعتقدُ أنَّ هذا هو التوقيت المناسب. فكما توضح نتائج النصف الثاني من العام الماضي، لقد نجحت عملية تغيير نشاط الهيئة".
وأوضح فاعور، البالغ من العمر 50 عاماً، أنَّه سيترك وظيفته في هيئة البريد الأسترالية في يوليو/تموز القادم بعد الإعلان عن هُوية خليفته.
وقالت الحكومة في وقتٍ لاحق إنَّ محكمةً مستقلة مسؤولة عن تحديد رواتب المشرِّعين، والقضاة، ورؤساء الأقسام الحكومية، ستُحَدِّد الراتب الذي يستحقه خليفة فاعور.
وبينما سيظل مجلس إدارة هيئة البريد الأسترالي مسؤولاً عن تحديد راتب المدير العام، فإنَّه سيضطر الآن إلى إقناع محكمة الأجور بأن الراتب الذي حدّده يتوافق مع رواتب الموظفين الحكوميين الآخرين رفيعي المستوى.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الحالي، كشفت لجنةٌ بمجلس الشيوخ عن راتب فاعور رُغم اعتراض هيئة البريد بدعوى أنَّ هذا الإعلان قد يُلحِق الضرر بصورة الشركة وسمعتها.
ضعف رئيس الوزراء بـ10 مرات
ويُعَدُ راتب فاعور، البالغ 4.4 مليون دولار أسترالي، بالإضافة إلى المكافأة التي حصل عليها بقيمة 1.2 مليون دولار أسترالي خلال السنة المالية الماضية، أكبر من الراتب الذي يتقاضاه رئيس الوزراء الأسترالي بحوالي 10 مرات، إذ يبلغ راتب الأخير حوالي 507 ألف دولار أسترالي.
وفي المقابل، بلغ راتب ميغان برينان، المديرة التنفيذية لهيئة البريد الأميركية ومديرة مكتب البريد العام، حوالي 286 ألف دولار في العام الماضي.
ويرى فاعور أنَّه لا ينبغي مقارنة هيئة البريد الأسترالية بهيئة خدمات البريد الأميركية التي تحقق خسائر.
وقال: "إنَّها شركة متخصصة في نقل البريد فقط، وتخسر 20 مليار دولار سنوياً وتكبَّدت الخسائر لسنواتٍ عديدة".
وتابع: "هذه مقارنة غير صائبة. يجب مقارنتنا بالشركات الأخرى المتخصصة في نقل الطرود، والخدمات اللوجستية، والتجارة الإلكترونية. وهذه شركاتٌ عالمية".
وعندما أُعلِنَ عن راتب فاعور، قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، المصرفي السابق الذي تُقدَّر ثروته الشخصية بحوالي 200 مليون دولار أسترالي، إنَّه أبلغ رئيس هيئة البريد الأسترالية جون ستانهوب بأنَّ راتب فاعور مرتفعٌ للغاية.
وقال تيرنبول للصحفيين: "بالنسبة لشخصٍ قضى غالبية حياته في عالم الأعمال والتجارة قبل أن يتحول إلى العمل السياسي، أعتقد أنَّ هذا الراتب كبير للغاية بالنسبة لهذه الوظيفة".
يأتي بيل مورور في المرتبة الثانية بعد فاعور ضمن قائمة الموظفين الحكوميين الأعلى أجراً، وهو المدير التنفيذي لشركة "NBN Co" الحكومية، الذي تقاضى نحو 3.6 مليون دولار أسترالي خلال العام الماضي، شملت مكافأةً بلغت قيمتها 1.2 مليون دولار أسترالي. وتُدير الشركة خدمات شبكة الإنترنت الأسترالية القومية.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Washington post الأميركية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا.