بعضهم أصيب بمرضٍ خبيث، وبعضهم قُتل أو انتحر، وبينهم من أصيب بالاكتئاب والإدمان.. شعراء غادروا الحياة في ريعان شبابهم لكنهم أثروا الشعر العربي وأثّروا فيه
شعراء عرب عاشوا عمراً قصيراً
فيما يلي نستعرض أبرز الشعراء العرب الذين توفوا في سنٍّ مبكرة:
1- امرؤ القيس
من الأسماء الشهيرة بموتها المبكر في الشعر الجاهلي امرؤ القيس، الذي حارَ فيه النقاد والدارسون رغم سنوات عمره التي لم تتجاوز الـ45 عاماً.
لُقّب بعدة ألقاب؛ أشهرها "الملك الضليل"، وكان من أجرأ الشعراء العرب وصفاً في العصر الجاهلي، ترك خلفه ديوان شعر ضم ما يقارب 100 قصيدة ومقطوعة.
اهتم القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسةً وتقليداً، كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الـ19 في سوريا ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان.
أشهر قصائده معلّقة طويلة يبدأها بقوله:
قِفَا نَبْكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلِ ** بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخُول فحَوْمَلِ
2- أمل دنقل
شاعرٌ مصريٌّ وُلد في العام 1940 بمحافظة قنا في صعيد مصر. استوحى قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة، وأشهر قصائده "لا تُصالِح".
صدرت لأمل دنقل ست مجموعات شعرية هي: "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" في العام 1969، و"تعليق على ما حدث" في العام 1971، و"مقتل القمر" في العام 1974، و"العهد الآتي" في العام 1975، و"أقوال جديدة عن حرب بسوس" في العام 1983، و"أوراق الغرفة" في العام 1983.
أصيب بالسرطان وعانى منه لمدة، وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "أوراق الغرفة 8″، وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام، الذي قضى فيه ما يقارب الـ4 سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وقد وقفت زوجته الصحفية عبلة الرويني إلى جواره حتى توفي في العام 1983.
3- أبو القاسم الشابي
شاعر تونسي وُلد في العام 1909 ورحل مريضاً بالقلب في العام 1934. عاش أبو القاسم الشابي حياة قصيرة، ولكنها مليئة بالنشاط، أشهر قصائده: "إذا الشعب يوماً أراد الحياة".
حظي بألقاب كثيرة منها "شـاعر الحب والحياة"، و"شاعر الحب والثورة"، و"شاعر الحياة والموت"، "وشاعر التجديد في عصره"، و"شاعر الطبيعة" و"كاتب الخيال الشعري عند العرب".
4- بدر شاكر السياب
شاعر عراقي عاش 38 عاماً، وُلد في محافظة البصرة في العام 1926 وتوفي في العام 1964. يعد واحداً من أشهر شعراء الوطن العربي في القرن العشرين، كما يعتبر أحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي. أشهر قصائده "أنشودة المطر"، يقول في مطلعها: عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحر.
لبدر شاكر السيّاب ديوان في جزئين، نشرته دار العودة ببيروت سنة 1971، وجمعت فيه عدة دواوين أو قصائد طويلة صدرت للشاعر في فترات مختلفة: أزهار ذابلة 1947، وأساطير 1950، والمومس العمياء 1954، والأسلحة والأطفال 1955، وحفّار القبور، وأنشودة المطر 1960، والمعبد الغريق 1962، ومنزل الأقنان 1963، وشناشيل ابنة الجلبي 1964، وإقبال 1965.
5- رياض صالح الحسين
شاعر سوري عاش بين عامي 1954 و1982، ومات مبكراً وهو في الـ28 من العمر، وُلد في محافظة درعا جنوب سوريا، لكن أصوله تعود إلى مدينة مارع بريف حلب، أشهر أعماله: بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس.
كان والده يتنقّل مع عائلته بين المدن السورية 30 عاماً، منعه الصمم والبكم من إكمال دراسته، فدأب على تثقيف نفسه بنفسه، واضطر إلى ممارسة العمل مبكراً، كعامل وموظف وصحفي، وعانى من مشكلة البطالة.
أصدر ثلاث مجموعات شعريّة في حياته هي: خراب الدورة الدمويّة 1979، وأساطير يوميّة 1980، وبسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس 1982. كما أنجز مجموعته الشعريّة "وعل في الغابة" قبل وفاته في مستشفى المواساة بدمشق في العام 1982.
شعراء آخرون
رحل جون كيتس، أبرز شعراء الرومانسية الإنجليزية عن 26 عاماً، والشاعر الروسي آلكسندر بوشكين الذي مات في الـ38 من عمره، والشاعر الإنجليزي بايرون عن 36 عاماً. كما توفي الشاعر الإسباني لوركا في العام 1936، وهو في الـ38 من عمره في غرناطة.
ومن العرب رحل الشاعر السوري عبدالباسط الصوفي ولم يتجاوز الـ40، والشاعر الشاب باسم زيتوني الذي قتل على طريق كورنيش المنارة في بيروت في حادث مرور، والشاعر بسام حجار الذي توفي بعد معاناة مع السرطان، والشاعر المصري أسامة الديناصوري (1960-2007) وغيرهم.
ومن شعراء العصر الجاهلي مات طرفة بن العبد قبل أن يكمل الـ26 من العمر، شغل عصره وثارت حوله الأحقاد بسبب جرأته ومواجهته سلوكيات كثيرة تنافي مبادئه التي عبّر عنها شعراً، وكانت السبب في نهايته عندما أنشد أبياتاً هجا بها ملك الحيرة عمرو بن هند فأمر بقتله.