تسبب خلاف مالي في كشف كواليس مظاهرة ممولة من قبل رجل أعمال مصري متهم في "معركة الجمل" ادَّعى المشاركون فيها أنها تعبّر عن مواقفهم ضد قطر، خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين، في مدينة هامبورغ الألمانية يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وحول كواليس الواقعة وقال عبدالرحمن عاشور، وهو طبيب مقيم في هامبورغ، لـ"عربي بوست"، "إنه على تواصل مع اللاجئين في المدينة من مختلف الدول العربية، الذين أخبروه أنَّ مصرياً عرض عليهم مبلغ 80 إلى 100 يورو، مقابل المشاركة في مظاهرات خلال انعقاد قمة العشرين".
وبالفعل وافق عدد من السوريين والعراقيين والمصريين والأفغان على المشاركة في المظاهرة مقابل المال، ولكن ما لبثت أن تحوَّلت لهتافات لصالح قطر، عندما لم يحصل المتظاهرون على المبالغ التي وُعِدوا بها، الأمر الذي ظهر واضحاً في أحد الفيديوهات المنشورة على الشبكات الاجتماعية.
وقال عاشور، وهو من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، إن رجل أعمال مصرياً يُدعى محمد المصري، هو الذي قدَّم المال لسمسار، كي ينفقها على جلب المتظاهرين.
الأمر الذي أكده أيضاً شاب سوري يدعى مصطفى، مشيراً إلى قدوم شخص إلى مأوى اللاجئين الذي يقيم فيه، وعرض عليهم مبلغاً قال إنه 100 يورو للمشاركة، مبيناً أن الذين وافقوا كانوا من العراقيين والأفغان والمصريين، وقلة من السوريين حاولوا حثهم على عدم المشاركة.
من جانبه اتهم المعارض السوري معتز شقلب، على حسابه على فيسبوك، "رئيس رابطة مصر بهامبورغ" بإجبار 15 مصرياً لا يملكون إقامات على المشاركة.
وكانت قناة سكاي نيوز عربية التي يوجد مقرها في العاصمة الإماراتية ابوظبي، قد انفردت ببث مباشر لهذه المظاهرة، وأجرت لقاء مع "المستشار" أحمد الفضالي وهو أحد منظمي المظاهرة.
وقال الفضالي للقناة، إنه نظَّم التظاهرة بصفته "عربياً" لا مصرياً، جاء بدعوة من منظمات أوروبية، على حد زعمه.
وبالبحث عن اسم أحمد الفضالي في موقع جوجل، تُعد "موقعة الجمل" من خيارات الإكمال الأشهر المرتبطة باسمه، إذ تم تقديم بلاغ ضده في العام 2011 بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، وتمويل البلطجية الذين هاجموا المتظاهرين في ميدان التحرير وهم يركبون الجمال.
ويمكن للمشاهد رؤية عشرات الأشخاص على أكبر تقدير، وهم يحملون أعلام مختلف الدول، منها إسبانيا والولايات المتحدة، في محاولة للإيحاء بوجود دعم دولي للتظاهرة، إلى جانب لافتات تدعو الفيفا لسحب تنظيم كأس العالم من قطر.
وتحدثت القناة عن عن "مظاهرات حجَّ إليها العشرات من المواطنين من دول عربية مختلفة، خاصة من الشرق الأوسط والخليج وشمال إفريقيا".
فيما أشارت مواقع إخبارية مصرية عن مشاركة 7 آلاف شخص في تظاهرة ضد قطر يوم الجمعة، مع العلم أنّ الإعلام الألماني لم يأت على ذكر وجود مظاهرة من هذا النوع، أو أي من المغردين والمدونين على تويتر وفيسبوك.
وإلى جانب سكاي نيوز عربية، قام تلفزيون "ON E" المصري ببثِّ لقطاتٍ لـ"مظاهرة حاشدة" و"ضخمة" لـ"منظمات حقوق الإنسان الألمانية الداعمة للدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب" على أنها ضد قطر، فيما كانت الشاشة تعرض لمتظاهرين ألمان يسدون طرقاً مؤدية لمكان انعقاد المؤتمر.
رغم أن المتابع للفيديو سيلاحظ بسهولة عبارة "No G20" المكتوبة على لعبة دلفين موجودة إلى جانبهم في إحدى اللقطات، التي تفيد بأنهم معترضون على عقد القمة، وقد يكونون لم يسمعوا بوجود أزمة في الخليج أصلاً.