أتذكر يوم اكتشافنا حملَنا، حين بدأنا نخطط للمستقبل معاً، سرعان ما اتفقنا ضمنياً على كوننا أفضل أصدقاء في أثناء الحمل.. كان ذلك سرنا الصغير، رابطة بيننا كنساء، وأمهات.
ضحكنا عندما لم تستطع أي منا حضور عشاء عيد الميلاد، وعندما كنت مريضة في منطقة الأدغال يوم مباراة الملاكمة.. تشاركنا نهمنا الغريب للطعام، جلبنا رقائق البطاطس بعضنا لبعض، تبادلنا الثقة عندما شعر كل منا بالإحباط.
تحدثت معكِ عن أشياء لم أخبر بها أحداً؛ لأني علمت أنكِ الوحيدة التي ستفهمين. لم أشعر بالجنون عندما تحدثنا معاً، شعرت بأنني على سجيتي، كنتِ صوت العقل بالنسبة لي خلال أسابيع الحمل الأولى.
تحدثنا عن تزامن إجازات وضعنا، أسابيع أو أيام قليلة تفصل يوميْنا الموعوديْن، ضحكنا عندما ارتديت ملابس الحوامل بعد شهر ونصف الشهر فقط من الحمل، وتناقشنا من أين يمكننا الحصول على سروال جينز ضيق ذي أرجل واسعة.
وقف بعضنا بجانب بعض عندما كشَّر غثيان الصباح عن أنيابه لنا. تمحورت أيامنا حول زيادة رغبتنا في تناول الطعام ونهمنا المتغير بالأصناف.
كنا ننتظر قدوم أطفالنا في الصيف. وفي يوم من الأيام، انتهى كل شيء، بأكثر الطرق وحشية. لم يعد هناك وجود لأحلام إنجاب أطفالنا معاً.
واحدة منا فقط استطاعت أن تُكمل حملها. شعرتُ بثقل الذنب على صدري؛ لأنها كانت أنا. رثيت ما كان يمكن أن يحدث، ما كان ينبغي أن يحدث بيننا.
كان علينا أن نتشارك ذلك معاً، لم يكن عليكِ أن تواجهي ذلك، لم يكن على قلبك أن يواجه ذلك الوجع.
أنا آسفة، لم أستطع أن أنبس بشفة. اجتاحني الحزن بسبب ما ظللت أملك، بينما أنتِ فقدتيه.
أنا آسفة لأنكِ شهدتِ فترة حملي المتبقية؛ لأنني ذكرتكِ بخسارتك، بما كان من المفترض أن يحدث لكِ أيضاً.
كنتِ شجاعة جداً. أخبرتِني بأن أتعامل معكِ بطريقة طبيعية، بلا انفعال أو تأثٌّر. لم أتمنَّ أكثر من جعل الموقف أفضل بالنسبة لكِ، أن أعوضكِ. ولكن، لا يمكن لأحد أن يفعل شيئاً.
كان من المفترض أن يكبر طفلانا معاً، أن يذهبا إلى المدرسة في العام نفسه. كان من المخطط أن ننجب معاً، أن نتشارك القصص معاً. ولكنكِ واجهتِ أبشع ليالي حياتك حين فقدتِ طفلك المُنتظر.
تذكرتِ ذلك بقسوة عندما مررتِ على السيدات الحوامل في غرفة الانتظار. واجهت ما قد فقدتِ. العلاقة التي حظينا بها شيءٌ عظيمٌ سأظل أقدُّره دائماً. لا يمكن نسيانها أو استبدالها بشيء آخر.
أنتِ مذهلة، واحدة من أشجع وأقوى من عرفتهم. أعلم أن كلماتي تعني القليل مقارنة بما واجهتِ، ولكنها من القلب.
تلك هي رسالتي إليكِ، عندما لا يكون الأسف كافياً.
– هذا الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.