مرضى السرطان في اليمن يبحثون عن العلاج ويواجهون الموت تحت وابل الرصاص

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/10 الساعة 03:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/10 الساعة 03:20 بتوقيت غرينتش

وسط الحرب الدائرة في اليمن، يواجه الشعب اليمني عدواً من نوع آخر، فالحصار الذي فرضه الحوثيون على تعز تسبب في تزايد أعداد المصابين بالسرطان، حيث سجلت 5500 حالة جديدة في مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية، حسب مديره الدكتور محمد المخلافي.

هذا الرقم من المصابين يمثل 14% من إجمالي المرضى في اليمن، ولكن الأزمة الحقيقية باتت الآن في معاناة أهالي المرضى بسبب الحرب، حيث أصبحت رحلة العلاج من المرض الخبيث أمراً يستوجب المغامرة بالأرواح تحت وابل القصف والرصاص.

"موتها أرحم لي ولها"

عبدالله علي قدم عدة مرات من محافظة آب قاصداً مركز الأورام السرطانية في تعز، حاملاً بين يديه ابنته المصابة بسرطان في عظم الفخذ، لكن محاولاته كي تتلقى ابنته العلاج باءت كلها بالفشل.

ووصف عبدالله وضع علاج السرطان في اليمن، في حديثه لـ"عربي بوست" بالمأساوي، فابنته التي أصبحت على وشك الموت لم يُسمح لها بدخول تعز للعلاج.

ويضيف عبدالله أنه "حتى لو سُمح لي بالدخول، فأنا لا أستطيع بلوغ المركز بسبب الاشتباكات الدائرة في محيطه بين الفصائل، هذا في وقت لا يسمح فيه الوضع المالي الصعب بالسفر إلى العاصمة صنعاء لعلاجها"، وبلغ عبدالله من اليأس أن بدأ بالدعاء على ابنته بالموت "فهو راحة ورحمة لها ولي"، على حد تعبيره.

معاناة المرافق

معاناة مرافقي المرضى لا تقل عن معاناة المريض نفسه، فمحمد علي خاطر بحياته لأجل
إيصال والدته المصابة بمرض السرطان إلى المركز الوحيد لعلاج الأورام السرطانية بمركز "الأمل" في مدينة تعز.

ويشرح محمد لـ"عربي بوست" كيف أن اشتداد آلام والدته بسبب المرض اضطره إلى قطع مسافة طويلة من ريف منطقة جبل حبشي مروراً بـ"وادي الدحي"، الذي يعد الجبهة الغربية لمدينة تعز.

محمد يحكي أنه اضطر رفقة والدته للانتظار يومين في العراء "من أجل السماح بالعبور من معبر وادي الدحي المشهور بـ(معبر رفح)، كونه الوحيد الذي يوصل المسافرين إلى قلب المدينة، وإلى المنطقة حيث يوجد المركز"، على حد قوله.

وأكد محمد أن الدخول إلى تعز لم يأتِ "إلا بعد صبرنا صبر أيوب وتوالي الوساطات عند الفصائل المقاتلة من أجلنا". غير أنه رغم دخوله رفقة أمه المريضة كان الرعب يتملكهما؛ "حيث ينتشر في المنطقة القناصة الحوثيون، وكان من الممكن أن نتعرض للقنص كما تعرض غيرنا له وماتوا دون رقيب".

وبعد بلوغ محمد مركز "الأمل" رفقة أمه المريضة، تم قصفه هو الآخر كباقي المقرات والمنازل المحيطة به في المكان، وهو ما حال بين والدته المريضة وجرعتها الكيماوية المساعدة على مقاومة المرض الخبيث لأيام أكثر، حيث لا دواء آخر يفيد في شيء.

المركز يتعرض للقصف

مركز الأمل الذي يتوسط 5 محافظات يمنية هي: آب والحديدة ولحج وعدن، إضافة إلى تعز، يتلقى العلاج فيه أكثر من 40% من مرضى السرطان في اليمن، ومع ذلك مازال يتعرض للقصف العشوائي، ومنذ 3 أيام فقط استُهدف بقاذفة الصواريخ كاتيوشا التابعة للحوثي، الأمر الذي اضطر طاقم المركز للانتقال مؤقتاً إلى مركز صغير آخر بعيداً عن أعين الحوثيين.

ويقول الدكتور محمد فؤاد، أحد الأطباء في المركز، إنه "دون علاج نحن الأطباء لا نستطيع أن نقدم للمرضى أي شيء، فلا فرق بين تواجدنا من عدمه"، موضحاً لـ"عربي بوست" أن هناك أكثر من 35 مصاباً بالسرطان يموتون شهرياً باليمن، "بل قد يكونون أكثر لأننا لا نستطيع أن نصل لهم"، على حد قوله.

مختار المخلافي، مدير مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في مدينة تعز، أشار إلى أن المركز، بعد قصف مقره القديم، قام باستئجار مقر بديل ومؤقت بمبالغ ضخمة، و"بسبب هذه الأوضاع يموت عدد كبير من مرضى السرطان كان يمكن أن يشفوا لو توافرت الإمكانية الطبية والأمنية".

تحميل المزيد