أخطر خطط الحروب عالمياً الأقوى من الأسلحة النووية!

تتعدد أنواع هذه الأسلحة الخطرة، التي من أهم عناصرها التركيز على التأثير النفسي والسلوكي للشعوب وما لها من تأثير ارتباطه بهم غير مرئي لتلك الشعوب ذاتها، ومدارك العامة لن ترصدها، بحيث يستهدف التأثير في قيمك الداخلية بعمق بعد تحليلها جيداً

عربي بوست
تم النشر: 2017/03/30 الساعة 01:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/03/30 الساعة 01:02 بتوقيت غرينتش

يتساءل الكثيرون منا عن الحرب العالمية الثالثة، ومتى سوف تكون، وما هي أسلحتها الفتاكة؟
ولا يدري معظمنا أن الحرب العالمية الثالثة بالفعل موجودة حالياً وقد بدأت منذ سنوات.. من المنطقي أن تسألني كيف ذلك؟

السر وراء هذا الموضوع هو كون الحرب العالمية الثالثة تتخذ أشكالاً مختلفة عن شكل الحروب المباشرة، بالآلات الحربية وأسلحة الحرب التقليدية كالدبابة أو المدفع أو غيرها من أدوات الحروب المعروفة بين العامة من الناس، بينما الحروب العالمية الحالية تستخدم أسلحة أكثر فاعلية وأقوى تأثيراً في العدو، وأقل تكلفة، أو ضرراً للدول والكيانات التي تستخدمها، مقابل هذا التأثير الذي يتخطى كل قوى الأسلحة المشهورة،

وذات تأثير أقوى من القنابل النووية التي تبيد حياة البشر؛ حيث إن الفرق بينهما أن القنبلة النووية قد تعمل على إبادة 140 ألف إنسان، كما حدث في هيروشيما في اليابان. ولكنها لن تبيد ما بداخلهم من قيم تساعدهم على التقدم كما حدث؛ حيث إن تأثيرها يقف عند هذا الحد، بينما الأسلحة الحالية تصل مباشرة لداخلك أنت فتُبيد مستقبلك، وتؤخر قواك.

ما هي تلك الأسلحة الأشبه بالسحر؟!

تتعدد أنواع هذه الأسلحة الخطرة، التي من أهم عناصرها التركيز على التأثير النفسي والسلوكي للشعوب وما لها من تأثير ارتباطه بهم غير مرئي لتلك الشعوب ذاتها، ومدارك العامة لن ترصدها، بحيث يستهدف التأثير في قيمك الداخلية بعمق بعد تحليلها جيداً، ووضع خطة تغيير تدريجي فيها لعكس الصالح منها، وتحويله لمجرد قيم سيئة وغير منطقية، والتأكيد المستمر على منطقية القيم السيئة في حياتك، أي أنها حرب تستخدمك أنت ذاتك في تدمير نفسك ومقدراتك ودينك ووطنك.

تأثيرها

تكمن خطورة هذه الحروب الرهيبة في عدم مقدرة الدول والحكومات على التصدي لها بالطرق الاعتيادية، وتخطئ أحياناً بعض دول العالم الثالث في اختيار الطرق الحقيقية للحد من تأثير تلك الحروب داخلها؛ لأن هذا النوع من الحروب تستنتج محورين للأحداث في تأثيرها؛ أولهما هو تحقيق الهدف التدميري دون تدخل الأنظمة الحاكمة، وثانيهما وهو المحور الأخطر حيث محاولات تلك الأنظمة في التصدي لها،

وفي هذه الحالة لن تستطيع تلك الدول المستهدفة فعل ذلك؛ لعدم امتلاكها لأسلحة واستراتيجيات التصدي الحقيقية، فقط ما تملكه معظم الدول في العالم الثالث هو بعض أدوات "الإسكات أو القمع" أو أدوات "الإعلام التقليدي"، التي لن تجدي لصالحها نفعاً، بل تنتج الهدف التدميري بشكل أقوى وأعمق وأبقى تأثيراً في مداه الزمني والمكاني بإنتاج وتفعيل الكثير من قيم الكراهية، والعنف المرتد، وإضعاف قيم الانتماء وحذف معاني الود أو الحب في المجتمع، ونبذ المجتمعية ودعم التشرذم والتجمعات الجزئية لكل فئة ذات خصائص مشتركة، ونبذ قيم المصالح العامة،

ودعم فكرة تقاطع المصالح؛ حيث إن مصلحتك تمثل خط تقاطع لمصلحة الآخر، ولا بد أن تصل أحدهما فقط، ومن هنا تكون حروب جارفة، ربما ليس هناك مخرج إلا بالحل الوحيد وهو اتخاذ قرار فوري بتسليح تلك الدول باستراتيجيات فكرية منطقية وحقيقية؛ لرصد تلك الهجمات الشرسة، والحد من قوتها، وتعميق حماية القيم الراسخة للمجتمع وتنميتها.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد