ملحوظ: هذه التدوينة بها بعض العبارات باللهجة العامية السورية.
روى لي رياض الترك -المناضل الذي قضى ثماني عشرة سنة في زنزانة منفردة أيام حكم الأسد (الأب)، أتبعها بسنين أخرى في زمن "وريث الجمهورية" بشار الأسد- أن مناسبة خاصة جمعته مع الملحق الثقافي الفرنسي بدمشق أوائل هذا القرن؛ حيث حدثه عن استغرابه من حجم حب بشار الأسد للمال، إذ لم يفارق ثغره -البسام الناهق على الدوام- الحديث عن المال وشؤونه طيلة لقاء بروتوكولي جمعه والأسد الصغير، فيما كان الرجل يتوقع أن يكون العلم وشؤونه هو الحديث الطاغي بينهما؛ لأنه سمع كثيراً من الأحاديث عن ولَه الوريث بالعلم ودعمه له..!
علاقة عائلة الأسد بثنائية العلم والمال قل نظيرها.. وحدها من بين العائلات الحاكمة عبر التاريخ، التي تمكنت من تحويل الدم السوري إلى حسابات بنكية.
هم يحرصون على تكديس الشهادات ثم ركنها جانباً، والاتجاه نحو ابتكار أفضل وأسرع الطرق التي تتيح لهم الحصول على المال. وبالفعل حققوا نجاحات كبرى إلى درجة أنه ما من فضيحة مالية عالمية إلا ويكون لهم فيها "لحسة إصبع"، وليس آخرها فضيحة وثائق بنما، التي كشفت عن أرقام فلكية لدى الأسد وبعض أفراد عائلته، وهذه في رأي السوريين ليست إلا قمة جبل الجليد.
بالمقابل نجد الطبيب منهم، وما أكثرهم، يتخرج بتفوق دون أن يعرف الفرق بين "الباسور" و"الناسور"، ومثلهم من يتخرج في كلية الحقوق وغيرها من الاختصاصات التي لم يتركوا واحداً منها يعتب عليهم..!
بدأت "عقدة الشهادة الجامعية" مع العم الأصغر رفعت الأسد، الذي لم يكتفِ بالعز العسكري وتوابعه، بل أصر على تزيين حيطان منازله ومكاتبه بصور الشهادات العلمية، التي حصل عليها وعائلته، بدءاً من شهادة الدكتوراه التي جاءته بالطائرة، مروراً بشهادتي الطب لزوجته لين ونجله دريد.
وهنا نستذكر كلام وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس "أبو نياشين" في مذكراته، حيث يشير إلى أن رئيس قسم التاريخ محمد خير فارس شكا له، أن رفعت الأسد كان يذهب إلى الامتحان برفقة ثلة من الحرس، يدخلون القاعة الامتحانية معه بكامل أسلحتهم.
ويروي طلاس -أيضاً- أن المذكور أعلاه وزوجته الدكتورة لين وابنه الدكتور دريد، كانوا يقدمون امتحاناتهم، في مرحلة تالية، برفقة قرقعة الكلاشينكوف، في غرفة رئيس الجامعة الدكتور زياد شويكي، وأنهم حين جاءتهم الأسئلة، ذات امتحان، مع فناجين القهوة والكتب الدراسية قال لهم رفعت:
– العمى في قلبكم.. ابعثوا لنا أستاذاً يدلنا أين الصفحات التي توجد فيها الأجوبة لهذه الأسئلة..!
أما حكاية النجل الأكبر لحافظ الأسد باسل شقيق "وريث الجمهورية"، فهذه لوحدها تحتاج إلى عقل كبير يستطيع تفكيك طلاسمها.. ولدٌ في الثلاثينيات، يموت بحادث سير، فتكشف البنوك السويسرية عن حسابات له قيمتها مليارات الدولارات فقط..!!، وهذا " الولد الشاطر"، ما كان يرضى إلا بالمرتبة الأولى، فهو الأول بين أقرانه في الجامعة، والأول في هواية الفروسية، مع أنه، حسب روايات ذوي الاختصاص، لا يفرق بين البغل والفرس، وحين حدث أن تورط أحد الفرسان فحاز المرتبة الأولى في إحدى المسابقات، دخل غياهب السجن لسنين طويلة، ولما طلبوا من "وريث الجمهورية" إخراجه بعد وفاة شقيقه كان جوابه مفحماً:
– باسل اللي أدخلو السجن وما حدن غيرو يقدر يطالعو.. روحوا اطلبوا من باسل بقبرو يطلعو!
وهذا الباسل قام أساتذته في كلية الهندسة بإنجاز مشروع تخرجه (مافيها شي الناس لبعضها..!!)، ولم يمارس هذه المهنة ولو لساعة واحدة، بل نذر نفسه للسمسرة في صفقات السلاح، وبيع الآثار وغيرها من فنون الاتجار.. "الولد حدق من صغرو وعين الله عليه".!
يكفي أن تُدخل في متصفح جوجل أسماء أفراد عائلة الاسد ابتداء من رفعت مروراً بباسل وبشار وجميل وفواز ومنذر وكمال وأشقائهم وحريمهم؛ لتقف على الأرقام الفلكية التي حصلوها (بعرق جبينهم وسطوة البسطار..!!)، وكلهم، "يخزي العين"، دكاترة وجامعيون، مع العلم أن أهل مدينة اللاذقية يراهنون، وهم متأكدون من كسب الرهان، أن المحامي فواز الأسد أحد أكبر زعران العائلة، والذي دوّخ المدينة بإجرامه، لا يعرف عدد حروف الأبجدية، ولا أين يقع قصر العدل!
هذا عن مآثر رجال العائلة، أما النساء فيها، فيكفي أن نستعرض بعضاً من سيرة "دلوعة البابا الابنة الوحيدة لحافظ الأسد وشقيقة وريث الجمهورية" وأرملة آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية، التي تعتبرها عائلة الأسد"وش البسطة"، لذكائها الخارق الماحق..!!، ويراها الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي: "ليست إلا امرأة ضعيفة لا قوة لها، أتت بأولادها إلى دبي للاستقرار بعد مقتل زوجها"، رغم أن محكمة الاتحاد الاوروبي لها رأي غير ذلك، إذ اعتبرتها شريكة لشقيقها في "قتل السوريين"، ورفضت إزالة اسمها من لوائح العقوبات المفروضة على النظام السوري، ومنعتها من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي وجمدت أموالها وممتلكاتها في أوروبا.. (ما بينحكي فيها كلهن كام مليار يورو ..!!).
نعود إلى "دلوعة البابا"، كما يسميها أفراد العائلة في مجالسهم وكذا أعضاء القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث ونواب رئيس الجمهورية وأعضاء الجبهة الوطنية، ووزراء الأسد ورؤساء الأجهزة الأمنية، ورؤساء وقواعد المنظمات الشعبية و..و..و.. المتقاعدون منهم ومن على رأس عمله..!!.
بشرى الأسد، بعد تخرجها (بتفوق طبعاً..!!) من كلية الصيدلة، سمعت "الدلوعة" أن الدكتور المشرف على تخرجها، وهو من دير الزور، قد أبدى بعض الامتعاض من الطريقة التي أُجبر فيها على منحها علامة النجاح بتفوق، فأرسلوه فوراً في رحلة استجمام في أحد أقبية الأمن؛ لتسجل بهذا إنجازها التاريخي الأول في مسيرتها العلمية الرائدة !!
أما الحادثة الأبرز في سجلها العلمي المضيء، فقد كانت حين قررت الانضمام إلى كادر التدريس في الكلية.."ما شاء الله العلم بينقط منها تنقيط وما فيها تتركو"، وهنا يتداول السوريون في مواقع التواصل حادثة عن عشقها للعلم وتقديرها للمتعلمين، ونستحضر ما كتبه "محمد علي" أحد شهود الحادثة الذي يتحدث مطولاً عن حنانها ولهفتها على طلاب العلم، ويروي أنه في عام 1998 اجتمعت "دلوعة البابا" بطلاب كلية الصيدلة في محاضرة بدأتها بالحديث المطول عن إنجازات البابا ودعمه للعلم – (حسب إحصائيات مديرية محو الأمية والمؤسسات الدولية المعنية فإن نسبة الأمية في سوريا، وخلافاً للعالم كله، كانت تزداد عاماً بعد عام في عهد الأسد ووريثه..!!)- إلى أن وصلت إلى التحدث عن تركيبة نوع من الدواء..!
هنا بدأت حكايتنا.. بعد أن استطردت في الحديث عن تركيبة الدواء، شاء الحظ التعس لأحد الطلاب، أن يقف ويتشاطر ويصحح لها حديثها المغلوط عن الدواء، وأنه لا يحتوي المواد التي أشارت إليها، وغير ذلك من معلومات دقيقة نسفت كل كلامها.!
تابعت "المدام" محاضرتها كما هو مخطط لها، وحين انتهت خرجت من القاعة؛ ليدخل إليها "رائد من جند البابا"، ويسأل عن الذي قاطع "المدام"، وزيادة في التعتير وقف الشاب وقال: أنا..!!.. وعينك ما بتشوف اللي صار.!
بكل حنيّة البوط الجديد، أمسك الضابط بالشاب، وبدأ بدعوسته وتعفيسه، ثم أمسك به من أذنه وأخرجه من القاعة وهو يتابع ركله، وهنا برز ضابط صنديد أكبر رتبة مستغربا سلوك الضابط الحنون، صائحاً بأعلى صوته الرخيم:
– ولك العمى بقلبك يا حمار.. جايبو لوحدو لها الكر ..؟؟!!
أحس الضابط الحنون بخطئه الفاحش، فعاد مع بعض مرافقيه، وبالركل والتعفيس والدعوسة أيضاً، قام باقتياد كل من في القاعة إلى باصات جلبوها على عجل، وكان شاهدنا من بينهم، والذي يؤكد أن الطالب "المدعوس المعفوس أبو لسان طويل" لم يكن معهم، بل تم أخذه بسيارة مريحة تسعه مع بعض أصحاب القبضات الحديدية "اللي كل كف منها بيطلع المخ والمخيخ لبرا الجمجمة"..!!.
أما الشباب والصبايا فقد "اندكوا" بالباص، وسط حفلة شتائم ولا أطيب، وركل ودفر ولا أروع، وحين صرخت إحدى الصبايا:
أين الدكتورة بشرى تيجي تشوف..!!
أكلت كفاً وحيداً كان كفيلاً بإنزال شلال دم من أنفها. وحسب رواية شاهدنا، فإن حفلة "تأديبهم" في فرع الأمن الذي اقتيدوا إليه لم تطل إلا ساعات معدودة، كانت كافية بأن يخرجوا وكل واحد منهم قد تمدد قياس قدمه نمرتين وأكثر..!!.
أما الشاب"أبو لسان طويل" فقد اختفى بعد تلك الحفلة، ليخرج بعد أسابيع "جلد وعظم"، ويخبر صحبه أن إعجاب المدام بشرى بجرأته، جعلها تلح على "البابا" أن يرسله في منحة دراسية إلى ألمانيا..!!.
ومن هناك، وبعد عدة سنوات، تلقى الشاهد رسالة قصيرة من صديقه أبو لسان طويل، تقول:
– بتتذكر اللي صار عام 2008.. وقتها خصوني بالفرع، وبعد أسبوعين طلعوني وقالوا لي معك شهرين لتغادر البلد، وطلعت ع حسابي، وعطوني ورقة مختومة مكتوب عليها: غير صالح للعلاقات الجنسية..!!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.