النساء العصريات يعانين من الإرهاق في أغلب الأحيان، "فنحن منخرطات في حياة تُحتم علينا التصرف كما لو أننا نقوم بألعاب بهلوانية. غالب الأعباء المنزلية لا تزال تقع على عاتقنا، بينما نحاول دوماً المحافظة على حياة مهنية ناجحة"، هكذا تقول ريبيكا الطبيبة النفسانية.
وتضيف هاوارد أن المرأة لا يمكنها الهرب من الفجوة بين الجنسين، حتى عندما يتعلق الأمر بصحتنا العقلية، فحسب الدراسات –كتلك الدراسة التي أجرتها جامعة أوكسفورد عام 2013 "الإجهاد الذي يقع علينا من الممكن أن يكون السبب في أن النساء يعانين من مشاكل عقلية أكثر من الرجال". فالإحصاءات تُظهر أن الاضطرابات النفسية تنتشر أكثر بين النساء بنسبة (20 – 40)% عن الرجال، وفقا لصحيفة التلغراف البريطانية.
في حين أظهرت أبحاث إدارة الصحة والسلامة (HSE) على مدى فترة 3 سنوات من 2012 حتى 2015 أن ما يقارب 60% من النساء أكثر عرضة من الرجال للمعاناة من الضغوط المرتبطة بالعمل.
التعامل مع الإجهاد
تطرح الأبحاث التي أُجريت مؤخراً أفكاراً حول "إدارة الإجهاد". فبدلاً من محاولة السيطرة على أعراضه، يجب علينا اعتماد نهج أكثر إيجابية وتحسين قدرتنا على الصمود والسكينة.
وجدت دراسة أميركية -أُجريت على 30,000 فرد ناضج لمدة أكثر من 8 سنوات- أن من أُبلغوا أن لديهم ارتفاعاً في مستويات التوتر والإجهاد مع اعتقادهم بأن هذا أمر ضار بصحتهم، كانت نسبة الوفيات بينهم أكثر بـ43% في تلك الفترة.
في المقابل، أولئك الذين أبلغوا عن ارتفاع مستويات التوتر والإجهاد لديهم أيضاً ولكنهم لم يؤمنوا بأن هذا أمرٌ ضارٌ صحتهم، كانت نسبة الوفاة بينهم أقل.
ماذا نعني بالقدرة على الصمود؟
يمكن وصف الصمود هنا بأنه استجابة الأفراد للقلق والأساليب المستخدمة من قِبلهم للتعامل بنجاح مع موقف أو حدث يعتبرونه مُرهقاً.
لكن هذا الصمود ليس شيئاً موجوداً بالفطرة، بل على الأصح هو خيار مستمر، وقدرة عقلية يستطيع الجميع الوصول إليها.
هو ليس طبقة كثيفة من الفولاذ لا يمكن اختراقها ستقوم بحماية صحتك النفسية، ولكنها شيء مرن يتأصل في نفسك وتدركه بوعيك لتقوم بتعزيز أدائك وتركيزك.
ببساطة، إنه شيء تختاره أنت. فيما يلي 10 أفعال ستساعدك على أن تكون أكثر مرونة في مواجهة التوتر.
كيف تكون أكثر صموداً؟
1- تدرب على التفكير الرمادي
حاول أن ترى الأمور كطيف متنوع من اللون الرمادي، بدلاً من الأسود والأبيض فقط. يمكن لفهمك لهذا الطيف في أوقات الشدة أن يبعدك عن التفكير في الحلول المتطرفة. فتبتعد عن نهج التفكير الطفولي "كل شيء، أو لا شيء"، نحو تفكير ناضج يرى الأمور أكثر رمادية، ويبحث عن الخيارات المتاحة ولا يشعر بالإرهاق.
2- اعتبر الإجهاد في حقيقته مجرد فرصة
كما تُظهر الأبحاث، فمجرد اعتبارك للإجهاد أمراً سيئاً، له تأثير سلبي على كيفية تعاملك معه. عندما يشعر الأشخاص الصامدون بالمشاعر المرتبطة بالإجهاد –مثل تزايد خفقان القلب، وتزايد إفراز العرق- فإنهم يدركون بأن هذا يحدث لأنهم يهتمون بالنتائج، وأنهم يقومون بالإعداد لتقديم أداء جيد، مع استبدال الرهبة بالإثارة والشجاعة.
3- تقبل ما يمكنك تنظيمه
إهدار الطاقة والوقت في محاولة التخطيط والتنبؤ والتحكم بالأشياء التي لا يمكنك التأثير فيها أو التحكم بها يسلبك قوتك ويرهقك. ولا نتحرر إلا بتقبل أن الشخص الوحيد الذي يمكنك التحكم فيه هو نفسنك فقط.
4- تطلع دوماً للأمام ولا تنظر للوراء
"لماذا حدث هذا لي؟" لا تسأل أسئلة سلبية، فحينها سينشغل عقلك اللاواعي بالماضي أكثر، وسيجد أسباباً أكثر للسلبية. الصامدون لا يجترون ماضيهم، بل بدلاً من هذا يُفكرون فيما يجب عليهم فعله المرة القادمة، ويتخيلونه ويسعون للوصول لما يُريدون.
5- تواصل مع الآخرين وساعدهم
يمكن للإجهاد أن يُغرينا بأن ننعزل بأنفسنا عن الآخرين، ونشعر بآلامنا وحدنا. أما الصامدون فيتواصلون مع الآخرين ويعرضون تقديم المساعدة، ويقبلونها إذا ما عُرضت عليهم، ولا يخشون من طلبها عندما يحتاجونها.
6- تخلَّ عن الكمال
بإدراك أنك لست مثالياً، وأنك لن تكون هكذا أبداً. الصمود يدور حول كونك أصيلاً وحقيقياً، تعترف بضعفك، مما يخلق قدراً أكبر من التعاطف والدعم لك ممن حولك
.
7- لا تُحاكم أو تَلُم نفسك
ستُلقي الحياة العديد من العوائق في طريقك لتعترضك. فانظر لأي انتكاسة على أنها أمر مؤقت ولا محالة سيزول. ولا تُفكر أبداً أنك –ببساطة- لست جيداً بما فيه الكفاية لأمر ما.
8- احتضن الفشل
خلال سعيه لاختراع المصباح الكهربائي، قال توماس أديسون إنه لم يفشل، ولكنه اكتشف للتو 1,000 طريقة فاشلة. الصامدون مُحبون للاستطلاع وينظرون لأي فشل على أنه فُرصة للتعلم والتحسن، بدلاً من النظر إليه على أنه إشارةٌ هزيمة.
9- ارحم نفسك
تقبل وأدرك أن العواطف هي أمر إنساني، وأنها لدينا لتسمح لنا بالاتصال مع الآخرين، ولنُعبر عما يحدث معنا. إنكار العواطف يستهلك طاقة ثمينة، مما يجعلنا حتماً نشعر أننا لا نستطيع السيطرة على أنفسنا.
10- املك الخيار
الصامدون يعتقدون دوماً أنهم يملكون الخيار، وهو ما يعني أنهم يبحثون عن الخيارات المتاحة في كل حالة، ويُحافظون على سيطرتهم على أنفسهم.
وتذكر: الوحيد الذي يمكنه تغيير عقليتك وطريقة تفكيرك هو أنت وحدك.
– هذه المادة مترجمة عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للطلاع على المادة الأصلية، يرجى الضغط هنا.