تعرَّضت المدمِّرة الأميركية "ماسون"،الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016، لاستهدافٍ صاروخي جديد من مناطق سيطرة المسلحين الحوثيين قبالة السواحل اليمنية، حسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين عسكريين.
ووفق هذه الوسائل الإعلامية، وبينها قناة "فوكس نيوز"، أوضح المسؤولون أن المدمرة "ماسون" التابعة لأسطول البحر الأحمر في البحرية الأميركية، تعرّضت لصاروخين، إلا أنها تمكنت من إطلاق قذائف مضادَّة أفشلت الاستهداف.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الهجوم يعتبر الثاني من نوعه على المدمِّرة ذاتها، بعد استهداف مماثل تعرضت له أمس الأول الإثنين بصاروخين أُطلقا من مناطق سيطرة الحوثيين، حسب تصريحٍ صدر آنذاك عن المتحدث باسم البحرية الأميركية، "جيف ديفيز".
إلا أن جماعة "أنصار الله" (الحوثي) نفت تورُّط قواتها في هجوم يوم الإثنين، حسب وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الجماعة.
أميركا توعَّدت بردٍّ قاس
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قالت الثلاثاء أن أياً كان من أطلق صواريخ على مدمرة أميركية وسفينة مرافقة لها قبالة ساحل اليمن مطلع الأسبوع فإنه بفعلته هذه يعرف أنه "يعرِّض نفسه للخطر" في تحذيرٍ يشير إلى استعدادات لردٍّ محتمل.
وأطلق صاروخا كروز يعتقد مسؤولون أميركيون أنهما صمّما لضرب سفن في البحر على سفينتي البحرية الأميركية يوم الأحد من أراض في اليمن تسيطر عليها جماعة الحوثي إلى الشمال مباشرةً من مضيق باب المندب.
وفشل الصاروخان في إصابة السفينتين لكن الهجوم الذي كانت رويترز أول من أورد تقريراً عنه قد يوسّع تدخل الولايات المتحدة في اليمن. ويقتصر العمل العسكري الأميركي في اليمن إلى حد بعيد على المعركة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وليس الحوثيين.
وقال المتحدّث باسم البنتاجون جيف ديفيز في مؤتمر صحفي إن أي شخص يطلق النار على سفن بحرية أميركية تعمل في مياهٍ دولية "يعرِّض نفسه للخطر".
وسئل ديفيز إن كان البنتاجون يحدّد أهدافاً لضرباتٍ انتقامية فقال "لن أؤكد ذلك الآن."
وفي الأشهر القليلة الماضية تراجع تأييد الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية ويحارب الحوثيين ويخضع للمراجعة وسط مخاوف متزايدة بشأن الخسائر في صفوف المدنيين في حرب اليمن. ويتضمن هذا الدعم إعادة تزويد الطائرات السعودية التي تنفذ الضربات بالوقود.
ونفى الحوثيون المتحالفون مع إيران -الذين طردوا حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية من العاصمة في 2014- إطلاق النار على المدمرة يو.إس.إس ميسون التي تحمل صواريخ موجهة ويو.إس.إس بونس وهي سفينة نقل برمائية.
لكن مسؤولين أميركيين أبلغوا رويترز أن واشنطن تتحرك في ظل افتراض بأن القوات الحوثية هي التي أطلقت الصاروخين يوم الأحد.
ولمّح ديفيز إلى ذلك اليوم الثلاثاء مشيراً إلى أن الحوثيين اعترفوا في السابق بمسؤوليتهم عن إطلاق النار على سفينة تابعة لدولة الإمارات قبل أسبوع.
وقال ديفيز "سبق أن قال الحوثيون علناً أنهم سيستهدفون أي سفينة في تلك المنطقة تدعم التحالف المضاد لهم."
منتهى الجدية
وأضاف قائلاً "لذا فإن الحقائق تشير بشكل قاطع إلى ذلك لكننا مازلنا نجري عملية تقييم وسيكون لدينا المزيد لنبلغكم به."
وتخاطر الضربات ضد سفن إماراتية وأميركية بتعطيل حركة التجارة عبر مضيق باب المندب وهو واحد من أكثر الممرات الملاحية ازدحاماً في العالم.
ورغم أن شركات الملاحة البحرية لم تحوّل مسار سفنها بعد فإن هناك قلقاً متزايداً من أن التصعيد قد يعطّل إمدادات النفط ويؤدي لارتفاع تكاليف التأمين. ويجري شحن حوالي أربعة ملايين برميل من النفط يومياً عبر باب المندب إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنها تتعامل مع التهديدات ضد حركة الشحن حول باب المندب "بمنتهى الجدية".