يعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2018، اجتماعاً طارئاً بطلب من واشنطن؛ لمناقشة موجة التظاهرات التي انطلقت في إيران في 28 ديسمبر/كانون الأول.
وقدمت الولايات المتحدة، الخميس، طلباً رسمياً لعقد هذا الاجتماع الطارئ، لكن روسيا وبعض أعضاء المجلس الآخرين لم يروا من الضروري أن تجري مناقشة الحركة الاحتجاجية في إيران بمجلس الأمن، حسبما أوضح دبلوماسيون.
وأعلنت بعثة كازاخستان التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للمجلس، أنه تقرر عقد الاجتماع في الساعة 15.00 (2.00 ت.غ).
موقف روسيا
وانتقدت روسيا الضغوط التي تمارسها واشنطن للحض على مناقشة موضوع إيران في مجلس الأمن، ولم يتضح ما إذا كان أعضاء آخرون بالمجلس سيدفعون في اتجاه تصويت إجرائي يحول دون عقد الاجتماع.
وتوقع دبلوماسيون أن تطلب روسيا تصويتاً إجرائياً مع بدء الاجتماع؛ للبت في مسألة إدراج الوضع بإيران على جدول أعمال المجلس.
ويتطلب إدراج موضوع جديد على جدول أعمال المجلس موافقة 9 على الأقل، من أصل أعضاء المجلس الـ15، على عقد الاجتماع، ولا يمكن للأعضاء الخمسة الدائمين استخدام حق النقض (فيتو) في هذا التصويت.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، طلبت الثلاثاء الماضي، عقد "اجتماعين طارئين لمجلس الأمن بنيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف"؛ لبحث التطورات بإيران و"الحرية" التي يطالب بها الشعب الإيراني.
وأضافت هيلي: "علينا ألا نبقى صامتين. إن الشعب الإيراني يطالب بحريته". وتابعت: "على كل الشعوب المحبّة للحرية مساندة قضيتهم".
وقُتل 21 شخصاً واعتُقل المئات منذ بدء التظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لتتحول إلى تظاهرات ضد الحكومة وشهدت هجمات على مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة.
روسيا تحذر الولايات المتحدة
وطلبت الولايات المتحدة عقد اجتماع علني لمجلس الأمن حول إيران، يقدم فيه مسؤول أممي من قسم القضايا السياسية إحاطة حول أعمال العنف التي شهدها هذا البلد مؤخراً.
غير أن موسكو حذرت، الخميس، واشنطن من التدخل في الشؤون الإيرانية، وقال نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع وكالة تاس الرسمية: "نحذر الولايات المتحدة من أية محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتؤكد موسكو أن الحركات الاحتجاجية في إيران لا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليَّين، ويجب من ثم عدم طرحها في مجلس الأمن.
وشهدت إيران، الخميس، يوماً آخر من المسيرات الحاشدة تأييداً للنظام، بعد إعلان السلطات انتهاء التظاهرات الاحتجاجية.
وعرض التلفزيون الإيراني الحكومي مقاطع تظهر فيها حشود غفيرة تتظاهر في 10 مدن؛ تأييداً للحكومة، ولا سيما في طهران وـصفهان وـردبيل ومشهد، ثانية مدن إيران والتي انطلق منها أول الاحتجاجات.
وفرضت واشنطن، الخميس، عقوبات مالية من طرف واحد على 5 شركات إيرانية، اتهمتها بالارتباط ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وقامت واشنطن خلال الأيام الأخيرة، بحملة مكثفة لنيل تأييد أعضاء المجلس لعقد هذا الاجتماع، ولا سيما الأعضاء الجدد الستة غير الدائمين، بحسب ما أوضحه دبلوماسيون.
وباشرت الكويت وهولندا وبولندا وغينيا الاستوائية وساحل العاج وبيرو عضويتها بالمجلس في الأول من يناير/كانون الثاني.
شروط الموافقة
ومن غير المتوقع -بحسب دبلوماسيين- أن يصدر مجلس الأمن إعلاناً حول الاضطرابات في إيران، وهو ما يتطلب موافقة الأعضاء الـ15.
ووجَّه السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، غلام علي خوشرو، الأربعاء، رسالة إلى المجلس يتهم فيها واشنطن بالتدخل في شؤون بلاده الداخلية، وذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن دعمه للاحتجاجات ضد الحكومة.
وجاء في الرسالة التي وُجهت أيضاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "الرئيس ونائب الرئيس، بتغريداتهما السخيفة، حرَّضا الإيرانيين على القيام بأعمال مخلّة بالنظام.
وأن الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس الأميركي، زادت خلال الأيام الأخيرة من تدخلاتها الفاضحة في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة تقديم دعم لتظاهرات متفرقة".
وكان ترامب وعد في تغريدةٍ، الأربعاء، الشعب الإيراني بتوفير الدعم له "في الوقت المناسب"، من دون توضيح ما يعنيه بذلك.