على غرار مقولة الأديب الروسي "أنطون تشيخوف": "الحب والصداقة والاحترام لا توحد الناس مثلما تفعل الكراهية"، ظهر في فبراير/شباط الماضي تطبيق التعارف والمواعدة Hater، الذي أصدره الكاتب الكوميدي "بريندان ألبير"، بعد أن ترك وظيفته الأساسية في مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية الأميركية Goldman Sachs ليتجه إلى الكتابة الكوميدية ثم تفرغ لإصدار التطبيق.
كانت فكرة هذا التطبيق مجرد دعابة كوميدية في البداية، ووفقاً لما ذكره "ألبير"، ولكنه أراد تجربة نقلها لأرض الواقع، فهو شخصياً يصرح بكراهيته لأشياء حياتية مثل الشتاء والازدحام المروري وربط الحذاء.
ولبحث إمكانية نقل الفكرة للواقع، قضى "ألبير" حوالي 70 ساعة أسبوعياً في العمل والبحث على فكرة التطبيق، ووجد في أحد الأبحاث العلمية للدكتورة "جينيفر بوسون" أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن محاولة تدمير شخص ما تخلق اتحاداً بين الناس الكارهين له، وأن هناك قوة حقيقية تكمن خلف اكتشاف الاشتراك في المواقف والتوجهات السلبية، فالكراهية يمكنها أن تجمع الناس بشكل أكبر من الحب.
وبالإضافة إلى غرابة الفكرة وكونها كوميدية أيضاً نجد أن الدعاية للتطبيق كانت مثيرة للانتباه، ففي أحد متاجر شركة آبل بمدينة نيويورك عُرضت صورة عملاقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يداعب شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو "حامل".
كيف يعمل التطبيق؟
يتيح التطبيق لقاء أشخاص يشتركون معك في كراهية نفس الأشياء، والأشخاص، أو الأفعال، فهو يطرح في البداية عدة أسئلة مختلفة ليوصلك بالأشخاص الذين يكرهون ما تكره، ويتضمن أكثر من 3000 موضوع مختلف، فيما لا يسمح بتداول العبارات المسيئة أو المعبرة عن العنصرية، إذ أنه لا يشجع مستخدميه على إظهار المشاعر السلبية، هو فقط يربطهم ببعضهم البعض من خلال ما يكرهون.
وتكون الخطوة الأولى للتسجيل في التطبيق هي الإجابة على أسئلة ماذا تكره ليُنشأ لك ملف شخصي، تتم مقارنته بملفات باقي المستخدمين ليسهل عليك إيجاد أشخاص مشتركين معك فيما تكره.
تستطيع الاشتراك في التطبيق عن طريق حسابك على فيسبوك، وهو متاح بنظام iOS فقط وباللغة الإنكليزية، وسيتاح قريباً لمستخدمي أندرويد، وباقي اللغات الأخرى.
قرابة ربع مليون مستخدم في أميركا وحدها
هذا ويبلغ عدد مستخدمي تطبيق Hater حالياً أكثر من 200,000 شخصاً في الولايات المتحدة، ويعد التطبيق رقم 1 للمواعدة في ألمانيا، فيما يقع مقر عمل التطبيق في منزل "بريندان ألبير" بمدينة نيويورك ويشاركه 5 موظفين بشكل دائم، وآخرين بدوام جزئي.
فيما كانت أكثر الأشياء المكروهة إلى الآن عبر هذا التطبيق هي الانتخابات الرئاسية الأميركية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والبطء في القيادة والمشي، بالإضافة إلى نبات الكزبرة وبعض الأطعمة الأخرى.
إشادة بفكرة التطبيق
شارك العديد من مستخدمي التطبيق في تقييمه عبر موقع شركة آبل، إذ قال أحدهم "أنه معجب بشدة لكون التطبيق مختلفاً عن تطبيقات المواعدة والتعارف الأخرى، ولكنه يحتاج إلى صبر؛ لأنه لم يجد سوى عدد محدود من الأفراد الملائمين لاختياراته، ونصح المستخدمين الآخرين تحري الأمانة في اختيار تفضيلاتهم في بداية التسجيل، من أجل إيجاد علاقة حقيقية مع الشخص الصحيح".
بينما أعرب مستخدم آخر عن سعادته لتوافر تطبيق مماثل نظراً لاختلافه، ولكن قابلته مشكلتان، أولاهما قلة عدد الأفراد في التطبيق المتواجدين بالقرب منه، والثانية صعوبة القيام بتعديلات للصور التي يتم رفعها.
كما ظهرت سلبية للتطبيق بعدما أبدى أحد المستخدمين استياءه من ضرورة امتلاك حساب على موقع فيسبوك للتمكن من تسجيل حساب على التطبيق، الأمر الذي لا يمكن توافره عند جميع المستخدمين.
ومن التجارب الواقعية نجاح أحد المستخدمين في الدخول في علاقة عاطفية جديدة من خلال التطبيق، مع فتاة تشاركه حب "الجبن"، وكره بطولة كرة القدم الأميركية، وخلال إجراء تلك البطولة قضى الشريكان يومهما في المنزل سوياً وشاهدا فيلماً وتناولا "جبناً" مُعداً منزلياً.