كيم كارداشيان تتهم الجمهور بالتسبب في إصابتها بـ”الديسمورفيا”.. مرض يصيب الجميلات فقط!

حالة خطيرة مصابة بها نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان، إنها تعاني "الديسمورفيا".

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/01 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/01 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش

حالة خطيرة مصابة بها نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان، إنها تعاني "الديسمورفيا".

إنها ليست مرضاً جلدياً مُعدياً أو دودة خبيثة تجول في المعدة، لكن المفارقة أنها حالة نفسية تجعل كاردشيان متشكِّكة فيما يعتبره الكثيرون أجمل وأثمن ما لديها، "جسدها".

نعم.. كارديشيان، المغرمة بالتقاط صور سيلفي مثالية، ووضع المكياج بدقة شديدة على وجهها، تمر بنوبات انعدام ثقة حين تستمع إلى التعليقات السلبية بشأن جسدها، حسب تقرير لموقع Health الأميركي.

وفي آخر حلقات برنامج تلفزيون الواقع Keeping Up with the Kardashians، باحت كيم بمقدار الضرر الذي لحق بصورتها عن نفسها؛ بسبب تعرضها لأعين الجمهور طوال حياتها.

في الحلقة، انتشرت صور غير مُعدَّلة لكيم كادرشيان وهي ترتدي البكيني على الشبكات الاجتماعية. وبينما كانت تواجه تداعيات ما حدث، اعترفت بأنَّ انعدام ثقتها بجسدها كان يزداد بمرور السنين؛ إذ قالت كيم: "أنت تلتقط الصور لنفسك فيهينك الناس، كل ما يحدث جعلني أصاب بالديسمورفيا".

لا يجب الاستهانة بها



أصبح لمصطلح "الديسمورفيا" رواج هذه الأيام، وغالباً ما يستخدمه الأشخاص الذين يشعرون بفقدان الثقة بأجسادهم ولو قليلاً. لكنَّها في الواقع حالة صحية نفسية حقيقية، ويجب ألا يُستهان بها.

ويقول توم هيلدبراندت، الطبيب النفسي والرئيس بقسم الأكل واضطرابات الوزن في مركز ماونت سيناي الصحي بمدينة نيويورك: "الديسمورفيا، هي الانشغال بالعيوب التي يعتقد المرء أنَّها موجودة بمظهره".

غالباً ما يرى الشخص الذي يعاني "الديسمورفيا" جزءاً واحداً أو عدة أجزاء معينة من جسده ويفكر في أنَّ بها عيباً ما، فمثلاً يرى أنَّ سمانته تبدو ضعيفة، أو أنَّ وجهه يبدو قبيحاً ونِسبه غير مضبوطة؛ ومن ثم يصبح مهووساً بهذه الفكرة ويدعها تسيطر على حياته. تعبير "الهوس" ليس مبالغاً فيه هنا.

ووفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (دي إس إم-5)، يعد اضطراب تشوه الجسم، أو الـ"بي بي دي"، نوعاً من اضطراب الوسواس القهري. وتقول منظمة الوسواس القهري العالمية إنَّ اضطراب تشوه الجسم يصيب شخصاً واحد بين كل 50 شخصاً، أو ما بين 5 و7.5 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها.

وإذا اعتمدنا على حلقةٍ واحدة من البرنامج، فسيكون تحديد ما إن كانت كيم تعاني هذا الاضطراب أم أنَّها لا تحب مظهرها دائماً- أمراً صعباً.

ما الأعراض التي تشير إلى أنَّ هوسك بجسدك هو فعلاً اضطراب تشوه الجسد؟



يتطلب الأمر أكثر من أن تنتقد جسدك من وقتٍ لآخر. ويقول هيدلبرانت: "يشعر الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب بأنَّ توازن حياته بأكملها يعتمد على ما إن كان يشعر بالرضا حيال جسده، أو أنَّه تمكن من إخفاء عيوب جسده تماماً".

عندما يعتقد شخصٌ أنَّ بجسده عيوباً، ويصبح مؤمناً بوجودها بشدة، فقد يتجنب المواجهات الاجتماعية؛ حتى لا يجذب الانتباه إلى ما يعتقد أنَّها عيوب فيه، أو قد يلجأ أيضاً إلى الحلول المتطرفة لإخفاء عيوبه تلك.

فمثلاً، يتحرك وشعره منسدل على وجهه، أو يجري عمليات جراحية تجميلية.

ويشرح هيدلبراندت قائلاً: "من تكون لديه الأموال الكافية يلجأ إلى الجراحات التجميلية بصورةٍ متكررة؛ لأنَّها لا توفر إلا راحةً مؤقتة من مشكلة القلق الدائم بشأن جسده".

السبب في إصابتها



في البرنامج التلفزيوني، تقول كيم إنَّها أصيبت بـ"الديسمورفيا" بسبب التعليقات المهينة التي تتعرض لها من كارهيها، أو الساخرين، أو الشخصيات العامة الأخرى.

ويرى هيدلبراندت أنَّ الملاحظات السلبية قد تزيد حالة الاضطراب سوءاً فعلاً، إلا إنَّها ليست سبباً في الإصابة به.

السبب الرئيسي للإصابة باضطراب "الديسمورفيا" غير معلوم، لكنَّه ربما يكون مشابهاً لما يحفز ظهور الوسواس القهري.

ويقول هيلدبراندت إنَّ الأشخاص الذين يعانون حساسية مفْرطة وطرق تفكير مُهيِّئة لتطوير الاضطراب، قد تظهر نزعات الوسواس القهري في مجالاتٍ أخرى من حياتهم.

على سبيل المثال، الشخص المهووس بساقيه قد يكون أيضاً مهووساً بإبقاء المنزل شديد النظافة.

ويقول هيلدبراندت: "إنَّه أسلوبٌ إدراكي يتسبب في تحديد الأشياء الخاطئة أولوية بدلاً من النظر إلى الصورة الكبيرة".

هل تشعر بالقلق من أنَّ إحدى صديقاتك تظهر عليها أعراض "الديسمورفيا"؟
لاحِظ كم مرة تحاول فيها إخفاء أجزاء معينة من وجهها، أو جسمها، أو ما إن كانت تحاول باستمرار أن تتلقى مديحاً لمنطقةٍ معينة من جسدها.

ولو شعرت بأنَّك، أو شريكك العاطفي، تعانيان هذه المشكلة، فيُستَحسَن زيارة معالج أو استشاري نفسي. ويتضمن العلاج عادةً مضادات للاكتئاب، وكذلك العلاج السلوكي الإدراكي.

يجب ألا يتعامل أحد باستهتار مع مصطلح "الديسمورفيا"، ولا أن يستخدمه كوصفٍ دارج لشخص لا يحب جسمه بنسبة 100%.

فجميعنا نعاني لحظاتٍ كهذه، نتمنى فيها أن نكون أنحف، أو أن نمتلك عضلاتٍ أقوى، أو أن نكون أطول أو أقصر قامة.

لكن حين تتمحور حياة شخصٍ ما بالكامل حول محاولاته إخفاء أجزاءٍ بعينها، أو التفكير الوسواسي في الطريقة التي ينظر بها الناس لهذا الجزء من جسده، عندها يكون هذا مرضاً نفسياً حقيقياً يجب التعامل معه بجدية.

علامات:
تحميل المزيد