قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني الجمعة 22 أبريل/نيسان 2016، إن الخبر الذي نشرته وكالة رويترز للأنباء أمس، بأن الباحث جوليو ريجيني تم اعتقاله من قبل الشرطة المصرية قبل قتله، تجعل حكومة بلاده ثابتة على موقفها.
وفي رده على سؤال لمراسل "رويترز" على هامش أحد المؤتمرات في ميلانو، شمال إيطاليا، قال جنتيلوني "بعيداً عن تقييم هذه الأنباء، وهو ليس دور الحكومة، فمن الواضح على أي حال أن هذه الأنباء تؤكد صحة الموقف الذي اتخذناه بشكل واضح في الأسابيع الماضية".
وتابع "إذا كان البعض يعتقد أن مرور الوقت سيغير من موقف الحكومة الإيطالية، أو يعتقد أنه بمرور الوقت سنتخلى عن طلب الحقيقة بشأن مقتل جوليو ريجيني، فهو مخطئ".
ورفض جنتيلوني الإجابة على سؤال يتعلق بإمكانية فرض عقوبات ضد مصر.
وكانت وكالة "رويترز" للأنباء قد نقلت عن مصادر أمنية ومخابراتية، أن الشاب الإيطالي، والذي عثر عليه مقتولاً في فبراير/شباط الماضي، تم احتجازه في قسم شرطة "الأزبكية" بوسط القاهرة، ثم تم نقله إلى مجمع يديره جهاز الأمن الوطني في اليوم الذي اختفى فيه (25 يناير/كانون الثاني 2016)، وهو ما يتناقض مع الرواية الرسمية المصرية التي تؤكد أن أجهزة الأمن لم تعتقله.
ونفت وزارة الداخلية المصرية احتجاز ريجيني، في بيان، رداً على ما نشرته رويترز وتناقلته المواقع الإخبارية بشأن احتجاز الطالب الإيطالي، وقالت "إنه ليس له أي أساس من الصحة".
حكومة غير شفافة
إلى ذلك، قال البرلمان الأوربي إن السلطات المصرية "غير شفافة" في قضية ريجيني. وخلال كلمته أثناء تلقيه الشهادة الجامعية الشرفية من جامعة سيينا الإيطالية للأجانب، طالب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز السلطات المصرية بأن "تبرهن على شفافيتها وتعاونها مع السلطات المختصة".
وأضاف شولتز "لقد فشلوا في الاختبار إلى الآن، وسيواصل الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي متابعة القضية، جوليو ريجيني كان مواطناً إيطالياً، لكنه أيضاً مواطن أوروبي"، بحسب ما نقلته صحيفة "سولي 24 أوري" اليومية.
تظاهرة تضامنية
إلى ذلك، تنظم منظمة العفو الدولية، تظاهرة اليوم بجامعة كامبريدج البريطانية، التي كان يدرس بها ريجيني. وقالت ليسبث تن هام مسؤولة "العفو" في كامبريدج لوكالة "أنسا الإيطالية" للأنباء، إن "ما حدث لريجيني فظيع حقاً، وإننا قلقون للغاية من أن تكون السلطات المصرية بصدد إخفاء الحقيقة حول وفاته".
وتابعت "نريد تحقيقاً حقيقياً، لا يدع زاوية مظلمة. نريد العدالة لجوليو ولكل الأشخاص الآخرين المختفين في مصر".
وكانت الشرطة المصرية قالت في 24 من مارس/آذار، إنها عثرت على حقيبة وجواز سفر ريجيني عقب تبادل لإطلاق النار مع عصابة إجرامية سبق وأن انتحل أفرادها صفة رجال شرطة. ولمحت الشرطة إلى أنه ربما كان ضحية لتلك العصابة.
لكن مسؤولين إيطاليين رفضوا هذه الرواية، وقالت أسرة ريجيني أنها تعتقد أن ابنها لم يقتل من أجل هدف إجرامي.
واستدعت إيطاليا سفيرها لدى مصر في 8 أبريل/ نيسان للتشاور، بسبب ما قالت وزارة الخارجية الإيطالية أنه تقاعس المحققون المصريون الذين زاروا روما عن تسليم كل ما لديهم من أدلة للجهات الايطالية.
وقال ممثلو ادعاء إيطاليون، إنهم لا يزالون يريدون تفاصيل من أبراج شبكات الهاتف المحمول في القاهرة اتصلت بهاتف ريجيني، لكن مصر قالت إن هذا مخالف للقوانين والدستور بمصر.
ودعت الولايات المتحدة مصر، الخميس، بإجراء تحقيق شامل ومحايد في وفاة الطالب الإيطالي ريجيني، وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية "نؤكد على أن التفاصيل التي تكشفت منذ مقتله أثارت تساؤلات بشأن ملابسات وفاته. يمكننا فقط معرفتها من خلال تحقيق محايد وشامل".