وصفها البعض بأنها وضعت من قبل مخرجي أفلام الرعب، واقترح آخرون تركها خارج المنزل كي لا تثير الخوف، في حين تندر قسم ثالث حول مستقبل التلاميذ الذين سيتلقون علومهم بكتب رُسم على غلاف بعضها حمير وعلى بعضها الآخر حيوانات مخيفة التصميم.
ما سبق هو جزء من حملة الانتقادات التي انتشرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي شنها السوريون بُعيد افتتاح المدرسة وتوزيع الكتب المدرسية على الطلاب، وخاصة طلاب الصف العاشر.
وتركزت الانتقادات على التصميم السيئ والاستخدام المنفر للصور، وإن كانت مأخوذة من التاريخ السوري القديم أو الثقافة السورية المعاصرة.
صور الأغلفة المتناقلة تعود لبعض كتب التاريخ وكتب اللغة العربية بالإضافة لكتاب الفلسفة، كما شملت الانتقادات كتاباً مخصصاً للصف الرابع الابتدائي يتحدث عن الأغنية الشعبية، وقدم مقاطع شعرية تعود لأغان تراثية.
ما دفع رواد السوشيال ميديا لتناقلها والسخرية من وزارة التربية، وقالت صفحة أخبار الهاون بدمشق: "هذا كتاب صف رابع ولا قلة حيا.. ركزولي من مفرق جاسم للصنمين.. #وزاره التربيه عمي عم تتعاطوا شي".
ونال غلاف كتاب التاريخ للصف العاشر الرصيد الأكبر من الانتقادات والتعليقات، ولأنه يحمل صورة تمثال الملك "إيشوب إيلوم" في مملكة "ماري"، واعتبر رواد السوشيال ميديا أنه يصلح كغلاف لفيلم رعب وليس لكتاب مدرسي.
وعلق أحدهم بأن من صمم كتب التاريخ هذه تأثر بداعش، مضيفاً بأن الطلاب السوريين يكفيهم ما عاشوه من رعب خلال الحرب.
كما استخدمت وزارة التربية لوحة للفنان "أدهم إسماعيل" المعروفة بعنوان العربي لكتاب اللغة العربية لصف الثاني الثانوي، وعلقت إحداهن على الصورة: "سؤال برسم وزارة التربية وكل من أشرف على المنهاج الجديد.
من هؤلاء النسوة المتشحات بالسواد على كتاب اللغة العربية؟
هل هن نموذج عن المرأة السورية أم العربية أم ما سوف يكون؟"
ومن الأغلفة التي أثارت الانتقادات غلاف كتاب التربية الإسلامية لصف الأول الثانوي، والذي يعبر عن منظر لـ"خان رستم باشا" في مدينة حماة يعود لعام 1930، لكن الصورة تضمنت عدة حمير الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة الإهانة للتعليم وللطلاب..
وزير التربية الدكتور هزوان الوز، أكد أنه تابع ما أثير عبر السوشيال ميديا، وأنه كان سعيداً بسبب ما حصل لأنه سيدفع الناس لمعرفة تاريخهم.
وقال: "ما أثير حول غلاف كتاب الصف العاشر كان هذا ما أبغيه، فملك ماري يجهله الكثير من السوريين، ولكن الآن عرفه الغالبية وعرفوا أن هذا التمثال موجود في المتحف الوطني".
مضيفاً: "يجب على كل سوري أن يعرف تاريخ بلاده في كل المراحل، ونحن نريد التأكيد على ضرورة عدم الاكتفاء بالتاريخ السياسي فهناك تاريخ اجتماعي وفني سنتناوله في الكتب الجديدة".
الوزير الوز أكد أنهم اختاروا لكتب اللغة العربية لوحات لرواد الفن السوري وهم فنانون مظلومون، ولهذا وضع على الغلاف الثاني للكتاب صورة للفنان ولمحة عنه، وتابع: "من الأسماء التي استخدمنا لوحاتهم فاتح المدرس نذير نبعة وأدهم إسماعيل ولؤي كيالي وإلياس زيات هؤلاء العملاقة"، وأضاف: "نحن نريد أولاً أن يخلق الكتاب بيئة مشوقة، وثانية أن نرفع الذائقة الجمالية لدى أطفالنا وأن نعرف بفنانينا التشكيليين".
ولم يكتف السوريون بذلك بل قام البعض بتصميم أغلفة فيها مشاهد رعب، مدعين أنها تخص الكتب الدراسية وأنها تأتي برعاية وزارة التربية.