تعتبر السينما وسيلة للربط بين الخيال والواقع، فمن خلال شاشتها تجسدت أمامنا العديد من الشخصيات التي كانت مجرد كلمات في الكتب والحكايات، إذ أتاحت لنا أن نرى بأعيننا ما يختزنه التاريخ البشري من مفاهيم وصور.
ومن أشهر هذه التجسيدات التي قدمتها لنا السينما هي شخصية الشيطان، التي حضرت بأشكال كثيرة ارتبطت بمخيلتنا البصرية عبر سياقات مختلفة، سواء تلك الدينية منها أو المعاصرة.
هافينغتون بوست يقدم لكم قائمة بأشهر تجسيدات الشيطان في السينما.
1- روبيرت دينيرو – Angel Heart -1987
يعتبر الممثل روبيرت دينيرو من عمالقة التمثيل في هوليوود، وقد أتيح له أن يؤدي دور الشيطان الذي يوظف المحقق الخاص هاري أنجيل كي يؤدي له مهمة، لنكتشف لاحقاً أن المحقق مصاب بفقدان الذاكرة، لنعلم بعدها أن إنجيل أكل قلب جندي باع نفسه للشيطان.
أداء روبيرت دينيرو مشهود له، وقد أثر بأداء الكثير من الممثلين من بعده، فهو هادئ متماسك، يزرع الخوف بصمت في عيني محدثه.
2- آل باتشينو -The Devil's Advocate- 1997
/br>
أداء باتشينو في محامي الشيطان خلاب، وخصوصاً مع ممثل ككيانو رفيز، إذ نرى باتشينو مفعماً بالحياة، غاوياً، متلاعباً، ومجنوناً أحياناً، ينتقم بقسوة من أعدائه، ومدعياً أن القرن العشرين من صنيعته، هو يتحدى كل من حوله دافعاً إياهم للأقصى.
والمثير للاهتمام أن شخصية دينيور تحمل اسم جون ميلتون، الشاعر الشهير الذي ألف الملحمة الشعرية "الفردوس المفقود"، هل هي مصادفة؟
3- سام نيل -OMEN III: The Final Conflict -1981
الثلاثية السابقة توثق حياة عدو المسيح، أو الشيطان، وفي الجزء الثالث يؤدي سام نيل دور الشيطان، لنراه مغايراً عن الصورة المعتادة، فهو أنيق، يرتدي بزة سوداء، وشديد الدقة في تحركاته وذوقه، كما نراه يستمتع بمشاهد الاغتصاب، وفي أوقات فراغه، يقوم بخنق العاملين في الكنيسة، بالإضافة إلى إشرافه على شركة عالمية تقوم بقتل الأطفال الرضّع خوفاً من عودة المسيح.
4- تيم كوري- Legend -1985
بالرغم من أن الفيلم الذي أخرجه ريدلي سكوت لم يدخل تاريخ السينما، إلا أنه قدم لنا توم كروز الشاب، إلى جانب أداء تيم كوري بدور الشيطان، فالمكياج والمؤثرات البصرية التي استخدمت جعلته يطابق الصورة المتخيلة المخيفة التي نمتلكها عن الشيطان، فهو غاضب، أحمر اللون، ذو قرنين كبيرين، وذو ضحكة مجلجلة.
5- بيتر ستورمار- Constantine- 2005
بالرغم من أن اختيار الممثلين لم يكن موفقاً، إلا أن بيتر ستورمار أعاد للفيلم تألقه، مجسداً صورة الشيطان بصورة تقارب السحر الذي تمتلكه في الكتاب المصوّر، فستورمار، يتسلل إلى المشهد، أشبه بمن كان يراقب من بعد، وبالرغم من أن شكله يبدو كمدمن مخدرات ذي جلد باهت، إلا أنه متماسك وعقلاني وقادر على اصطياد أرواح ضحاياه.
6- روساليندا كيلينتانو – The Passion of the Christ- 2005
يعتبر الفيلم من أشهر إنتاجات هوليوود، ونال إثره المخرج ميل غيبسون شهرة عالميّة، بالرغم من أن الشيطان لا يظهر إلا قليلاً، إلا أنه مثير للقشعريرة، إذ نراه يظهر أثناء تعذيب المسيح، ليلقي نظرة عليه، إذ نراه مغطياً رأسه، باهت اللون، ونعم، امرأة، إذ لا تمتلك أي قدرات خارقة أو مظهر مميز، بل نراها بين الجموع تتأمل بصمت دون أي تعبير.
7- غابريل بايرن – -End of Days 1999
يصور الفيلم نهاية العالم، ومعركة ضد الشيطان لإنقاذ البشريّة، إلا أننا نرى أمير الظلام غنياً ومثقفاً، وسيماً ومتحدثاً لبقاً، كما أنه يعمل في بنك في وول ستريت، فهو يمثل كل الشرور المعاصرة التي يختزنها القرن العشرون، إلا أن آرنولد شوارتزنيغر يتمكن من إعادة الشيطان إلى جهنم وإنقاذ العالم.
8- جاك نيكلسون -The Witches of Eastwick -1987
يبدو الشيطان الذي يؤديه نيكلسون مختلفاً عن غيره، فهو لعوب، غاوٍ للنساء، ويستخدم سحره الذكوري لتفريق أعدائه والسيطرة عليهم، ليتحول بعدها إلى قائد ذي أتباع، وبالرغم من محاولة الساحرات الثلاث اللاتي انقلبن عليه القضاء عليه، إلا أنهن يفشلن، لنراه يختفي لاحقاً، بعد أن تأكد أنه ترك كلاً منهن تحمل بطفل منه.
9- والتر هيوستن The Devil and Daniel Webster — 1941
يعتبر أداء والتر هيوستن للشيطان من أكثر الأدوار تأثيراً على كل من حاول أن يؤدي الدور ذاته، بالرغم من أن السيد سكراتش قد يبدو شاباً بسيطاً من الريف، إلا أنه حقيقة عدو البشريّة، وقد عاد ليستعيد دَينه القديم ويأخذ روح أحدهم، الفيلم يتلمس الشيطان لا بالصورة المخيلة صاحب القدرات الخارقة، بل كما يقال، في التفاصيل بوصفها التي تطيح بالإنسان ومصيره.
10- جولييت كارتون The Last Temptation of Christ- – 1988
واجه الفيلم الكثير من الانتقادات والمنع أحياناً، وخصوصاً أنه يستند إلى الرواية الشهيرة لليوناني نيكوس كازنتزاكيس التي تحمل ذات الاسم "الإغواء الأخير للمسيح"، الشيطان يتمثل في الفيلم بوصفه فتاة صغيرة، أغوت المسيح بأن يتابع حياته بصورة طبيعية، بعيداً عن مهمته في تخليص البشريّة عبر التضحية بنفسه، الشيطان هنا يبدو كفكرة، كمفهوم يتسلل لعقل الإنسان ويبعده عن أهدافه.