قصة الاختراع الذي انطلق بمراهق كويتي من قشر الموز إلى فضّية أكبر معرض عالمي للابتكارات

عربي بوست
تم النشر: 2016/04/21 الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/04/21 الساعة 05:36 بتوقيت غرينتش

من محاولة بسيطة للتخلص من نفايات قشر الموز إلى الحصول على الميدالية الفضية في معرض جنيف، أكبر المعارض الدولية للاختراعات، إنها قصة عشق للكيمياء عمرها 8 سنوات، "ومن العشق ما اخترع".

فمشاركة الكويت في معرض جنيف الدولي للاختراعات لم تكن المرة الأولى، غير أن اللافت في هذا العام مشاركة المخترع الكويتي ناصر الجيماز (16 عاماً)، باعتباره أصغر مخترع في معرض جنيف الدولي.

الجيماز كشف عن اختراعه بعدما نجح في تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى بلاستيك، الأمر الذي جعله يحصل على الجائزة الفضية في مجال حماية البيئة من معرض جنيف الدولي.

مكلّف ومُضر بالبيئة

يقول الجيماز في حوار مع "عربي بوست" إن اختراعه يعتمد على تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز المُضر (ينتج عن أي عملية احتراق طبيعي أو صناعي وموجود في الهواء ) إلى شيء ملموس نافع، يتمثل في "البلاستيك".

ويضيف: "تصنيع البلاستيك يُضر البيئة أيضاً ومُكلف، ما دفعني إلى أن أضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث أصل لطريقة يتم بها صناعة البلاستيك بشرط أن يعود بالنفع على البيئة، حتى توصلت إلى هذا الاختراع مع النجاح في تقليل نسبة الغاز المضر للبيئة".

وأجرى الجيماز تجارب عملية على اختراعه وقام بتسجيله، ليسهل تطبيقه على نطاق أوسع خليجياً ثم عالمياً، حيث يقوم بتحويل ثاني أكسيد الكربون الذي هو عبارة عن سلسلة كربونية، فيأخذ منها نوعاً من المواد يُسمى "الأيبوكسي"، وهو قريب من سلسلة البلاستيك، فيتفاعل ليشكل في النهاية مادة البلاستيك.

اختراع ناصر دفعه إلى الرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات بعدما احتفى به العالم؛ لكونه أصغر مخترع مشارك في المعرض، فغرّد عبر صفحته على الشبكة الاجتماعية تويتر قائلاً: "أمس البرونزية. اليوم الفضية. غداً الذهبية".

كما ضمّن في تغريدة أخرى صورة ضوئية لكشف يحمل اسمه وأسماء الفائزين بالجوائز.

بداية رحلة الاختراع

وفي عمر 8 سنوات بدأ الجيماز في الاهتمام بعلم الكيمياء، فشكّلت التجارب الترفيهية مصدر إلهام واهتمام له، وصار عشقه في متابعة تغيير ألوان المحاليل أو انطلاق الغازات مع كل تفاعل كيميائي يجريه، ليتساؤل عن كيفية الاستفادة من تلك التجارب.

وظلت تلك التساؤلات مصاحبة له حتى سن الثانية عشرة، بعدما وصل لمرحلة النضج الفكري في التعامل مع التفاعلات الكيميائية، فبدأ مرحلة البحث عن تفاعل ينفع به الغير، ويتجاوز به مرحلة متابعة التفاعلات وتغير ألوانها أو انطلاق الغازات.

يقول ناصر إنه عانى كثيراً من نفايات قشور الموز في محيطه السكني، الأمر الذي أزعجه كثيراً، فانصب اهتمامه على البحث عن تفاعل كيميائي يتخلص به من تلك القشور، حتى وصل لضالته بين سطور إحدى المجلات المتخصصة.

فقد وجد أن مادة الأستر متوافرة بكثيرة في قشر الموز، وربط بينها وبين كون نفس المادة من المكونات الأساسية التي يصنع منها البلاستيك، ومن هنا بدأ رحلة البحث عن حل للمشكلة.

طرق ناصر الأبواب واستفاد من خبرات الآخرين للوصول لأفضل سبل التعامل مع الأستر، وأنسب المواد الكيميائية التي يمكن إضافتها إليه، والبيئة التي تحتاجها لينجح التفاعل.

أهمية المشاركة في المسابقات

ومن ثمرات المشاركة في المسابقات الدولية المتنوعة تبادل وجهات النظر مع باحثين آخرين، وكيفية التعامل مع الابتكارات الجديدة، والتعرف على منهج كل مخترع في الوصول لاختراعه؛ ما يفتح آفاقاً أوسع تفضي لابتكارات جديدة.. وفقاً لناصر الجيماز.

وتنافس أكثر من 1000 اختراع هذا العام بمعرض جنيف الدولي، بمشاركة 40 دولة في مجالات مختلفة.

معرض جنيف

وشارك في معرض جنيف العالمي الـ٤٤ أكثر من 600 مشروع من 40 دولة، حيث يعد من أكبر معارض العالم الذي يلتقي فيه المخترعون من كافة أرجاء المغمورة، ويتبع المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وقد رشحته وزارة التجارة الكويتية عن طريق النادي العلمي الكويتي، ثم ذهب باختراعه إلى مكتب براءة الاختراع الخليجي لتوثيقه وضمان حقوقه الملكية والفكرية.

وبالمقارنة بمعارض "إنتل إيسف" للبحوث العلمية ما قبل الجامعية، قال الجيماز إن معرض جنيف العالمي قريب من فكرة "إنتل إيسف"، غير أن معرض جنيف يجب أن تقدم اختراعاً وأن تكون مخترعاً، في حين أن "أنتل إيسف" لا يشترط أن تكون مخترعاً.

ويقام معرض جنيف برعاية منظمة الأمم المتحدة للملكية الفكرية والحكومة السويسرية، وقد شارك الجيماز ممثلاً عن وفد مكتب براءة الاختراع التابع لمجلس التعاون الخليجي.

وفي بداية كل عام تعلن أكاديميات البحث العلمي والتكنولوجيا فتح باب الترشح للاشتراك في معرض جنيف الدولي للاختراعات، الذي يقام في الفترة من 13 إلى 17 أبريل/نيسان.

ويعتبر معرض جنيف الدولي أكبر حدث لعرض نماذج الاختراعات من كل أنحاء العالم، فتعرض كل الابتكارات والاختراعات من كل بلاد العالم في مكان واحد، كما تجتمع فيه أكبر الشركات الصناعية والإعلانية والباحثين والمخترعين من كل الجامعات والمعاهد لتقديم نتائج أبحاثهم الخاصة بالاختراعات الجديدة.

وعادةً تضع الأكاديميات المحلية في كل دولة بعض المعايير لاختيار من تدعمهم في معرض جنيف الدولي للاختراعات كأهمية الفكرة المبتكرة، وأساسها العلمي، وتقديم عينة أولية للتأكد من تحقيق الفكرة، والحصول على براءة اختراع لضمان حقوق المخترع، وتسجيل الطلب الدولي تمهيداً للتقدم للمسابقة، بالإضافة لتوفير بعض الدورات المجانية لتقديم الاستشارات اللازمة في المجالات التقنية والقانونية للحفاظ على حقوق المخترعين بشكل قانوني.

علامات:
تحميل المزيد