نهاية كل عام هي موسم جرد الإنجازات بالورقة والقلم ووحدة القياس طبعاً: أرقام!
أرزاق ومشاهدات وكم من الأعمال.. تجترّها أرقام!
وقد يتبين بعد الجرد أن "كمّ" الإنجازات مبهج بحسب هذا المعيار أو لا.. لكن ما هي وحدة قياس أثر العام عليَّ كإنسانة؟ كيف أقيس الدروس والتجارب الإنسانية التي أثرتني؟
بما أنني لست آلة، فلن استخدم لغة الأرقام وحدها، واقتراباً مما يتوافقُ معي اتخذت سبعة قراراتٍ لعام 2017م أشارككم بها:
1- لن أخطّط لشيء، لا لإنجازات ولا لأهداف، سأحتفظ بصورة ذهنية لهدفي النهائي في رأسي من غير أن أقسّمه على أعوام وأشهر.
نعم سأخطط لخطوات أتخذها تجاه الهدف، لكن ليس لنتائج بعينها تحدث هذا العام، فالسعي ضمن المتاح مسؤوليتي، أما النتائج فلا.. ليتحقق هدفي متى ما أراده الله إذاً، أياً كان توزيعه النسبي على أعوام عمري، فما كل خطوة تثمر في حينها ربما تتراكم الخطى لتثمر نتيجتها لاحقاً بلا أثر يُرى في الحاضر.
2- أريد أن أتعامل بوعي مع الفرص التي تأتي وأستثمرها بحبّ من غير حرق أعصاب.
3- أريد أن أكون أقلّ جدية في التعامل مع الحياة، لن أحزن كثيراً ولن أفرح كثيراً.
الأعوام تمضي بسرعة مرعبة وعندما أسترجع أحداث أول العام الماضي أشعر وكأنها كانت منذ شهرين فقط!
الأفول شعارُ الدنيا
هذه الدنيا تسارع الخطى بنا نحو الفناء، وقلبي لا يحبّ الآفلين، إذاً على أقلّ تقدير ليكن فرحي متوازناً وحزني متوازناً.
4- أريد أن أعيشَ هذا العام وكأنه عامي الأخير زاهدةً فيما سيأتي، ناسيةً ما قد مضى، مستمتعةً قدر الممكن بالمتاح.
سأحرص على أن لا أنشغل باجترار حزن على ماضٍ ولا بالاحتراق طموحاً لعام قادم قد وقد لا يأتي حسب توقعاتي عنه.
5- لن أقبل في حياتي منافقين اجتماعيين أبداً، ولا أقنعة ولا شخصيات كرتونية تدَّعي المثالية.
6- أريد أن أبذل جُهدي لأكون ممراً للنور والجمال والخير لكل من يمرُّ في طريقي، هذا فقط ما سيجعل انزلاق الأيام بهذه السرعة (بيسوى).
7- أصدقائي وأهلي أعدكم: سأحبكم أكثر قليلاً.
انتهى العام الماضي، ونعم كان مثمراً على صعيد عملي الإعلامي، وهذا يسعدني، لكنه لا يلخص أو يمثل عامي كله!
الأهم حقيقة لا "نفاق اجتماعي" أنني في نهاية هذا العام جلست أتذكر:
هل أدخلت السعادة إلى قلب ما؟
هل أدخلت سعادة إلى قلب أهلي؟ الأقربون الذين لا تصمد أقنعتنا الاجتماعية أمامهم.
هل حافظت على صداقاتي القديمة؟ هل اكتسبت أصدقاء جدداً؟ (أعترف أن القسم الثاني من السؤال لا يهمني بقدر تجويد صداقتي بمن أعرف).
هل عشت بوعيّ؟ هل ناظرت أحبائي بالعينين؟
هل أنا أقربُ لنفسي؟
لسنا أشياء ولا آلات.. نحن أكثر من إنجازاتنا في صعيد العمل، وحياتنا أوسع من أن تتلخص في مهنِنا.
وعامٌ مضى لا يقيم بمنحى واحدٍ من مناحي حياتنا، فالعمل جانب من جوانب حياة الإنسان، لا كلها ولا أهمها.
كل عام وأنتم بخير جميعاً.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.