جينيفر آنيستون: للعلم أنا لست حاملاً، لكن عنوان حالتي “ضجرٌ شديد”!

نحن مكتملات سواء كان لدينا شريك حياة أو بدونه، وسواء كان لدينا أطفال أو بدونهم، ينبغي أن نتخذ قراراتنا بشأن الجمال حينما يتعلق الأمر بأجسامنا، فالقرار لنا وحدنا وليس لغيرنا, فلنتخذ هذا القرار من أجل أنفسنا ومن أجل الفتيات اللاتي يتخذننا قدرة ومثالاً في هذا العالم، فلنتخذ القرار بكل وعي بعيداً عن ضجة الصحافة، لا يشترط أن نتزوج وننجب حتى نصبح مكتملات، بل لا بد أن نقرر سعادتنا الأبدية لأنفسنا.

عربي بوست
تم النشر: 2016/07/13 الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/07/13 الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش

دعوني أبدأ بأن أقول إن التعامل مع الشائعات والقيل والقال هو أمر لا يعنيني ولا أجيده مطلقاً، ولا يروق لي أن أمنح الأكاذيب طاقةً تساعدها على البقاء، ولكني كنت أريد المشاركة في حوار أوسع نطاقاً بدأ بالفعل وينبغي أن يستمر، ونظراً لأنني لا أتعامل مع الشبكات الاجتماعية، فقد قررت أن أكتب أفكاري هنا.

لست حاملاً ولكني أشعر بأن الكيل قد طفح، فقد سئمت الفحص والتدقيق والفضح والتعرية اليومية التي تتم تحت ستار "الصحافة" و"التعديل الأول" و"أخبار المشاهير".

أتعرض وزوجي يومياً للتحرش من قِبل عشرات المصورين المشاكسين المرابطين خارج المنزل بهدف الحصول على أي صورة مهما كان الأمر، حتى لو كان ذلك يعرضنا أو يعرض المشاة الذين يتصادف وجودهم بالمكان للمخاطر، وبغض النظر عن منظور السلامة العامة، أريد أن أركز على الصورة الأشمل لما تمثله هذه الطقوس الجنونية لنا جميعاً.

لو أنني كنت أمثل رمزاً للبعض، فلا بد أن أكون مثالاً للعدسة التي يرى المجتمع من خلالها أمهاتنا وبناتنا وشقيقاتنا وزوجاتنا وصديقاتنا وزميلاتنا.

ويعد التدقيق والفحص الذي نمرر المرأة خلاله سخيفاً ومزعجاً، فالطريقة التي تصورني بها وسائل الإعلام هي ببساطة انعكاس لكيفية رؤية وتصوير النساء بصفة عامة، مقارنة بمعايير مشوهة للجمال، وتحتاج المعايير الثقافية أحياناً إلى منظور مختلف حتى يمكننا رؤيتها على حقيقتها.. موافقة جماعية… اتفاق دون وعي، إننا نتحمل مسؤولية موافقتنا.

وتستوعب الفتيات الصغيرات في كل مكان ذلك، سواء كان سلبياً أو غير ذلك، ويبدأ الأمر في سن مبكر، فالرسالة هي أن الفتيات لا يصبحن جميلات ما لم يكن نحيفات ولا يصبحن جديرات بالاهتمام ما لم يبدين كعارضات الأزياء أو الممثلات على غلاف المجلات؛ وهذا أمر نتقبله جميعاً، وتلك العلاقة الشرطية تنمو مع الفتيات حتى يكبرن، ونستخدم "أخبار المشاهير" لتخليد هذه الرؤية المهينة لكرامة النساء، والتي لا تركز سوى على المظهر الخارجي الذي تجعله المجلات المصورة بؤرة للتأمل. هل هي حامل؟ هل تأكل كثيراً؟ هل أطلقت العنان لنفسها؟ هل يتعرض زواجها للانهيار لأن الكاميرا أظهرت بعض "عيوبها" البدنية؟

كنت أقول لنفسي دائماً إن الصحف الشعبية كالكتب الكوميدية، وينبغي ألا نأخذها على محمل الجدية، فهي مجرد مسلسلات يشاهدها الناس حينما يريدون تسلية أنفسهم، ولكني لم أعد أستطيع أن أقنع نفسي بذلك؛ لأن الواقع الذي نعيشه على مدار عقود يعكس الطريقة الملتوية التي نقدر بها قيمة المرأة.

اتضح لي خلال الشهر الماضي مدى تقديرنا لقيمة المرأة بناءً على حالتها الاجتماعية، وتشير كمية الموارد الهائلة التي تنفقها الصحافة حالياً في محاولة معرفة ما إذا كنت حاملاً (للمرة الدشليون… ولكن من يبالي) إلى التأكيد على مفهوم عدم اكتمال المرأة أو نجاحها أو سعادتها ما لم تكن متزوجة ولديها أطفال، وقد شهدت هذه الدورة الإخبارية المملة حول حياتي الشخصية عمليات قتل جماعي وحرائق غابات وقرارات كبرى تصدرها المحكمة العليا وانتخابات قادمة وعدداً هائلاً من القضايا التي تستحق أن يتم تناولها صحفياً وتخصيص الموارد تجاهها.

وهنا توصلت إلى هذا العنوان:
نحن مكتملات سواء كان لدينا شريك حياة أو بدونه، وسواء كان لدينا أطفال أو بدونهم، ينبغي أن نتخذ قراراتنا بشأن الجمال حينما يتعلق الأمر بأجسامنا، فالقرار لنا وحدنا وليس لغيرنا..

فلنتخذ هذا القرار من أجل أنفسنا ومن أجل الفتيات اللاتي يتخذننا قدرة ومثالاً في هذا العالم، فلنتخذ القرار بكل وعي بعيداً عن ضجة الصحافة، لا يشترط أن نتزوج وننجب حتى نصبح مكتملات، بل لا بد أن نقرر سعادتنا الأبدية لأنفسنا.

لقد سئمت كوني جزءاً من هذا الحديث، نعم ربما سأصبح أُماً يوما ما، وإذا حدث ذلك، سأكون أول من يخبركم، ولكني لا أسعى وراء الأمومة؛ لأنني أشعر بنقص ما، كما تجعلنا ثقافة أخبار المشاهير نعتقد، وأشعر بالاستياء من محاولة إظهاري في موضع المعاناة من النقص؛ لأن جسدي يتغير وأتناول البرغر ويتم تصويري من زوايا غريبة، ولذا أصبح بين أمرين "حامل" أو "بدينة"، وذلك ناهيك عن الحرج الذي أتعرض له حينما يهنئني الأصدقاء والزملاء والأغراب حول الحمل الكاذب (غالباً ما يحدث ذلك عشرات المرات في اليوم الواحد).

تعرفت على مدار سنوات من الخبرة على ممارسات الصحف الشعبية التي لن تتغير مهما كانت خطورتها، وما يمكن تغييره هو وعينا وردود أفعالنا تجاه الرسائل السامة التي تنطوي عليها هذه القصص التي تشكل أفكارنا، وينبغي أن نقرر ما يمكن أن نقتنع به؛ وربما ستضطر تلك الصحف يوما ما لأن ترى العالم من خلال عدسة مختلفة ترقى بكرامة الإنسان، نظراً لأن القارئ لم يعد يرى مثل هذا الهراء مقنعاً.

جينيفر أنيستون، ممثلة ومخرجة ومنتجة

هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد